يعد فيكتور فرانكل من أبرز رواد الأطباء النفسيين في العالم، الذي أضفى لونًا جديدًا في علم النفس غيّر مجراه، فهو أول من طور النهج النفسي المعروف باسم "العلاج بالمعنى".

من هو فرانكل؟

ولد فرانكل سنة 1905 في فيينا/ النمسا، وكان شغوفًا بعلم النفس، ولما بدأ دراسته الثانوية اهتم بحضور محاضرات حول علم النفس التطبيقي، وتواصل مع الطبيب النمساوي "سيجموند فرويد".

ودارت المحاضرة الأولى التي ألقاها فرانكل عن علم النفس حول معنى الحياة والانتحار والاكتئاب، وكان حينها يبلغ من العمر 15 سنة.

التحق فرانكل بجامعة فيينا لدراسة علم الأعصاب والطب النفسي، ونشر مقالًا له في المجلة الدولية لعلم النفس الفردي، كان يسعى من خلالها لاستكشاف العلاقة بين العلاج النفسي والفلسفة، مع التركيز على المعنى من الحياة، وهذا ما شغله طيلة حياته.

مقتطفات من حياة فيكتور فرانكل الذي غيّر ملامح علم النفس
play icon
فيكتور فرانكل

رحلة في حياة فيكتور فرانكل

وفي عام 1926، قدم فرانكل محاضرات في عدة مؤتمرات عن الطب النفسي، عرض فيها لأول مرة فكرة العلاج بالمعنى لشفاء العقل، إذ استخدم مصطلح "Logotherapy" ما يعني العلاج بالمعنى، واستنبط تلك الفكرة من أن القوة التحفيزية للإنسان هي أن يجد معنى للحياة.

ومن بعدها نظم مراكز استشارية للشباب في المدينة وانضم إليه الكثير من علماء النفس لتقديم استشارات للمراهقين مجانًا لتقليل حالات الانتحار.

مقتطفات من حياة فيكتور فرانكل الذي غيّر ملامح علم النفس
play icon
فيكتور فرانكل

بداية حياته المهنية

بدأ فرانكل حياته المهنية في مستشفى الأعصاب "ماريا تيريزين شلوسيل" بعدما تخرج في الجامعة، وعمل بمنصب كبير الأطباء في مستشفى شتاينهوف للأمراض النفسية، كما ترأس برنامج منع انتحار الفتيات.

ولأنه كان يرعى حوالي 300 ألف مريض سنويًا اكتسب خبرة تشخيصية، لذا افتتح عيادة خاصة في طب الأعصاب والطب النفسي.

نشر فرانكل ورقته البحثية بعنوان "الفلسفة والعلاج النفسي" في مجلة طبية سويسرية، وطرح فيها فكرة التحليل الوجودي الذي كان أساس العلاج بالمعنى، ثم أصبح مديرًا لقسم الأمراض العصبية في مستشفى روتشيلد.

وفي عام 1941، بدأ فرانكل في كتابة نسخته الأولى من كتاب "الطبيب والروح"، وفيه وضع أسس العلاج النفسي والمنطقي والتحليل الوجودي، وبعدها أولى اهتمامًا خاصًا بالتعامل مع الأزمات النفسية وبذل جهودًا حثيثة

للتصدي لخطر الانتحار، ومن ثم أصبح مديرًا لعيادة فيينا للأعصاب وشغله لمدة 25 سنة.

وفيما بعد ألقى فرانكل سلسلة من المحاضرات العامة التي يشرح فيها أفكاره عن المرونة والمعنى وكيفية التعامل مع الشدائد في الحياة، ونشرت محاضراته في كتاب "نعم للحياة على الرغم من كل شيء" وطرح نظريته عن العلاج المنطقي في ثمانية كتب.

مقتطفات من حياة فيكتور فرانكل الذي غيّر ملامح علم النفس
play icon
فيكتور فرانكل

جوائز فيكتور فرانكل

ومن الجوائز التي حصل عليها فيكتور فرانكل وسام الشرف العظيم من الجمعية الطبية النمساوية، وصليب الاستحقاق العظيم، وجائزة المساهمة البارزة مدى الحياة في علم النفس من جمعية علم النفس بماريلاند، وميدالية ميديكوس ماغنوس من الأكاديمية البولندية للطب.

مؤلفات فيكتور فرانكل

أما عن الكتب التي ألفها فيكتور فرانكل فمنها: كتاب الطبيب والروح، وكتاب بحث الإنسان عن المعنى، وكتاب إرادة المعنى، وكتاب نعم للحياة على الرغم من كل شيء.