يعاني الكثير من الآباء والأمهات أثناء محاولة إقناع أبنائهم بالصلاة، خاصة في ظل تكاسل الأبناء في بعض الأحيان عن أداء فريضة الصلاة، لذا يحاول الوالدان دائمًا إقناع الأبناء بأداء الصلاة، سواء كان ذلك عن طريق الترهيب أو الترغيب.
هل على الأبوين إثم إذا ترك الأبناء الصلاة؟
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالًا من إحدى السيدات قالت فيه: "ابني لا يصلي وكلما نصحته قال لي: ربنا يسهل، فهل علي ذنب؟"، وأجاب الشيخ محمد كمال أمين الفتوى بالدار، بأنه لا إثم على الوالدين من ترك الأبناء الصلاة، ولكن يجب البحث عن السبب الذي يجعل الابن يترك صلاته، فقد تكون هناك مؤثرات أو تحديات خارجية مثل انشغاله بأمور الحياة أو غياب الصحبة الصالحة.
وأضاف أمين الفتوى، أن الأم يجب أن تنصح ابنها بالحسنى مستشهدًا بقول الله عز وجل: "ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"، فليس الصحيح أن نقول له: "لو مصليتش هتروح النار، أو ربنا هيمنع عنك كذا وكذا"، بل الأفضل أن نرغبه ونحببه في الصلاة بلين ونشجعه على صلاة الجماعة.
واستطرد حديثه، قائلًا: "قوليله تعالى نصلي سوا، صوتك جميل، اقرأ لينا، صلي بيا أنا والدتك، وشوفي لو ليه أصحاب بيصلوا خليه يروح معاهم، لأن الصاحب ساحب والرفقة الصالحة ليها تأثير كبير".
كما نوه أمين الفتوى على أنه يجب الإكثار من الدعاء للأبناء، حيث إن دعاء الأم مستجاب دائمًا كما أخبرنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فيمكن الدعاء لهم بـ: "يا رب اجعل ابني من المحافظين على الصلاة، من البارين"، مؤكدًا على ضرورة المواظبة على تكرار هذا الدعاء ليلًا ونهارًا حتى يهديه الله ويشرح صدره للصلاة.
أما إذا تكاسلت الأم عن تنبيه ابنها للصلاة، فأوضحت دار الإفتاء أنها تأثم لعدم توجيهها النصح للأولاد بأهمية الحفاظ على الصلاة في أوقاتها، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مروا أولادكم بالصلاة لسبع"، لذا فإذا تهاون الأبوين في تعويد أبنائهم على الصلاة فيكونوا مقصرين فيما أمر به الله عز وجل.