في عام 1953، تداولت وسائل الإعلام في اليابان قصة غريبة عرفت باسم "قضية الأمير والفقير"، وظلت حديث الناس لعدة سنوات، حيث بدأت هذه القصة في أحد مستشفيات مدينة طوكيو، حيث ولد طفلان في اليوم نفسه، أحدهما لعائلة غنية والآخر لعائلة فقيرة، ، لكن عن طريق الخطأ جرى تبديل الطفلين، لتأخذ كل عائلة طفلًا ليس ابنها الحقيقي.

خطأ لا يغتفر

فبخطأ بسيط لا يغتفر غير حياة الطفلين إلى الأبد وتحولت حياة أحدهما إلى الجحيم، بعدما أعادت ممرضة كل طفل إلى الأم الخطأ بعد حمامه الأول، فالطفل الذي كان من المفترض أن يعيش في حياة الرفاهية لم تكن الحياة منصفة معه حيث تربى في شقة صغيرة بدون أجهزة كهربائية ويعتمد على إعانات الدولة، إذ توفى والده وهو ذو السنتين من عمره وربته أمه الأرملة مع شقيقه.

وفي الجهة الأخرى، تربى الطفل الآخر بين أحضان العائلة الغنية على الرغم أنه لا ينتمي إليها، وتلقى تعليمًا خاصًا ودرس في الجامعة وأصبح لاحقًا يمتلك شركة عقارات ليعيش حياة هنية بدل الطفل الحقيقي للعائلة.

طفلان عاش كل منهما حياة الآخر بالخطأ.. والحقيقة ظهرت بعد 60 عامًا
play icon

الحقيقة تظهر بعد 60 سنة

لكن بعد 60 عامًا تحققت العدالة الإلهية وظهرت الحقيقة سنة 2009، حيث بدأت الشكوك تحوم داخل العائلة الغنية في أن أحد الأبناء لا يشبه إخوانه الأربعة، لذا اعتمدوا إلى فحص DNA للتأكد من صلب الطفل وبالفعل ظهرت الحقيقة الصادمة للعائلة ووجدوا أنه ليس من صلبهم وبدأت رحلة البحث عن الابن الحقيقي في سجلات المستشفى وبعد رحلة مكثفة من البحث والاستقصاء عثروا على ابنهم الحقيقي سنة 2011.

دموع لا تجف

وبعد الكشف عن حقيقة استبدال الطفلين، انصدم الرجل الذي عاش بين براثن الجوع والفقر من تلك الحقيقة المؤلمة، إذ قال في مؤتمر صحفي بكلمات يسودها الحزن والأسى: "تمنيت لو كنت ربيت بين أهلي الحقيقيين، كلما نظرت إلى صورهم تملأ الدموع عيني"، وأصبح يلتقي بأشقائه الحقيقيين مرة كل شهر لكن ما زال يراعي أخيه الذي نشأ معه.

العدالة تتحقق

وفي سنة 2023، حكمت المحكمة على المستشفى بدفع مبلغ تعويضي قيمته 371 ألف دولار، وقال القاضي: "من المستحيل قياس الخيبة والألم الذي عاشه هذا الرجل ووالداه الحقيقيان، بعدما حرموا من ابنهم إلى الأبد".