إضافة إلى معاناتهم القديمة المتمثلة في الاضطهاد والتمييز، وعدم منحهم وثائق تضمن لهم حياة مستقرة، ازدادت المآسي التي يعيشها غجر أوكرانيا (يُقدّر عددهم بنحو 400 ألف) بعد الحرب الروسية، مادفع كثيراً منهم - مثل الأوكرانيين - إلى اللجوء نحو الدول الأوروبية، إلا أن الظروف الصعبة، والمعاملة السيئة التي واجهوها هناك، جعلتهم يفضّلون العودة إلى أوكرانيا، وإن كان في ذلك خطر عليهم، وفقاً لصحيفة الإندبندنت البريطانية.
وتنقسم شعوب الغجر أو "شعب الرّوما" بشكل أساسي إلى الرومن (في أوروبا) والنوار والكاولية والدومر (في الشرق الأوسط)، ويتكلم بعضهم لغة مشتركة قد تكون من أصل هندي.
وحتى أواخر القرن العشرين، ظلت شعوب الغجر تعيش حياة التنقل والترحال، وكان لهم أسماء مختلفة باختلاف اللغات والأماكن التي عاشوا فيها.
والغجر من الشعوب التي تعرضت للاضطهاد من قبل الحكم النازي، وحددت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي عام 1992 اليوم العالمي للغجر في الثامن من أبريل من كل عام، للتذكير بمعاناتهم حول العالم.
إساءات لفظية
وأوضح جوناثان لي مدير الدعم والاتصالات في المركز الأوروبي لحقوق الغجر أن العديد من الغجر (نحو 50 ألفاً) يحزمون حقائبهم ويعودون من دول أوروبية إلى أوكرانيا، لأنهم واجهوا ظروفاً أسوأ في بلدهم المضيف، ولم يحصلوا على المساعدة من الحكومات هناك.
وكشف أن "التقارير التي نتلقاها أسبوعاً إثر أسبوع توضح أن الغجر يعانون الإهمال أو الإساءة اللفظية أو المعاملة غير الجيدة في أمور ضرورية مثل توفير الغذاء والدواء في حالات الطوارئ والإقامة".
ويؤكد لي أن "حجم سوء المعاملة من قبل العديد من الأفراد والجماعات في مختلف البلدان كان فظيعاً"، مردفاً: "في حين أن دول الاتحاد الأوروبي قد تقدم بطاقات هوية مؤقتة للأشخاص عديمي الجنسية الذين يطلبون اللجوء فإن الغجر قد لا يستطيعون عبور الحدود إلا بموافقة حرس الحدود وحسب مزاجهم".
ووفقاً للأمم المتحدة فإن ما بين أربعة إلى ثمانية في المائة من 400 ألف غجر في أوكرانيا ليس لديهم جوازات سفر.
وأضاف لي أن "العديد من الغجر الذين ليس لديهم وثائق عبروا الحدود إلى مولدوفا (التي فتحت حدودها بالكامل) لكنهم واجهوا الفصل والعزل في مراكز استقبال اللاجئين ضمن ظروف معيشية سيئة".
وقال: "إن هذا العدد اللامتناهي من الحوادث الصغيرة على نطاق واسع يسلط الضوء حقاً على أن معاداة الغجر في المجتمعات الأوروبية متجذّرة بعمق ولا تتلاشى لمجرد اندلاع الحرب"، مضيفاً: "سمعنا بالفعل أن الغجر ليسوا لاجئين حقيقيين، وأنهم مجرد مهاجرين اقتصاديين يستفيدون من المساعدات الإنسانية".
وزاد: "هذه هي الحجة نفسها التي تم استخدامها ضد اللاجئين الغجر الفارين من الحرب في كوسوفو منذ أكثر من 20 عامًا؛ إنه الاتهام نفسه الموجه إلى الأفارقة الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط في زوارق الموت".
وختم لي قائلاً: "إنه خطاب خطير يمكن أن يؤدي إلى انتهاكات خطيرة بحق اللاجئين الغجر في البلدان المضيفة، لا سيما تلك المتاخمة لأوكرانيا، حيث تقيم أعداد كبيرة من الغجر المهمَّشين".
مخاطر واضحة
من جهتها، أفادت أنجليكا بيلوفا، وهي ناشطة من الغجر ومتطوعة في المركز الأوروبي لحقوق الإنسان، إنها تلقت سلسلة من التقارير عن سوء المعاملة من دول أوروبية عدة.
وقالت لصحيفة الإندبندنت إن هذا يتراوح من ترتيبات الغذاء والمعيشة دون المستوى في مولدوفا، إلى طردهم من مراكز الترحيب وإرسالهم إلى المدن النائية في التشيك، وتلقي مساعدات أقل من العائلات غير الغجرية.
ووفقاً لبيلوفا، كان التمييز عاملاً رئيسياً في قرار الناس بالعودة إلى أماكن الحرب، على الرغم من المخاطر الواضحة للعيان.
ونبهت إلى أنه بالإضافة إلى ذلك، فإن "المستوى التعليمي المنخفض للمجتمع يخلق عدم القدرة على العثور على وظيفة، وإيجاد سكن، والحصول على المساعدة. لذلك، يُجبر الناس على العودة إلى الخطر، لكن يبقى الوطن أفضل، حيث يكون كل شيء بالنسبة لهم واضحاً، وهناك حياة طبيعية".
تمييز قديم
ولكن قبل الحرب الروسية كان مجتمع الغجر يعاني أيضاً في أوكرانيا، ففي عام 2018، أفادت منظمة هيومن رايتس ووتش بأن مهاجمين ملثمين طاردوا النساء والأطفال بالحجارة ورذاذ الفلفل بعد إحراق الخيام في مستوطنة الغجر في كييف.
وعام 2021، توجه أعضاء من جماعة متطرفة تحمل مشاعل مشتعلة من بيت إلى آخر في مدينة إيربن، للمطالبة باستخدام العنف ضد سكان الغجر المحليين.
واليوم، يجد عشرات الآلاف من الغجر أنفسهم بعيدين عن أوطانهم، في بلدان لم ترحب أبدًا بهم وعملوا في كثير من الأحيان على تهميشهم.
وتنقسم شعوب الغجر أو "شعب الرّوما" بشكل أساسي إلى الرومن (في أوروبا) والنوار والكاولية والدومر (في الشرق الأوسط)، ويتكلم بعضهم لغة مشتركة قد تكون من أصل هندي.
وحتى أواخر القرن العشرين، ظلت شعوب الغجر تعيش حياة التنقل والترحال، وكان لهم أسماء مختلفة باختلاف اللغات والأماكن التي عاشوا فيها.
والغجر من الشعوب التي تعرضت للاضطهاد من قبل الحكم النازي، وحددت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي عام 1992 اليوم العالمي للغجر في الثامن من أبريل من كل عام، للتذكير بمعاناتهم حول العالم.
إساءات لفظية
وأوضح جوناثان لي مدير الدعم والاتصالات في المركز الأوروبي لحقوق الغجر أن العديد من الغجر (نحو 50 ألفاً) يحزمون حقائبهم ويعودون من دول أوروبية إلى أوكرانيا، لأنهم واجهوا ظروفاً أسوأ في بلدهم المضيف، ولم يحصلوا على المساعدة من الحكومات هناك.
وكشف أن "التقارير التي نتلقاها أسبوعاً إثر أسبوع توضح أن الغجر يعانون الإهمال أو الإساءة اللفظية أو المعاملة غير الجيدة في أمور ضرورية مثل توفير الغذاء والدواء في حالات الطوارئ والإقامة".
ويؤكد لي أن "حجم سوء المعاملة من قبل العديد من الأفراد والجماعات في مختلف البلدان كان فظيعاً"، مردفاً: "في حين أن دول الاتحاد الأوروبي قد تقدم بطاقات هوية مؤقتة للأشخاص عديمي الجنسية الذين يطلبون اللجوء فإن الغجر قد لا يستطيعون عبور الحدود إلا بموافقة حرس الحدود وحسب مزاجهم".
ووفقاً للأمم المتحدة فإن ما بين أربعة إلى ثمانية في المائة من 400 ألف غجر في أوكرانيا ليس لديهم جوازات سفر.
وأضاف لي أن "العديد من الغجر الذين ليس لديهم وثائق عبروا الحدود إلى مولدوفا (التي فتحت حدودها بالكامل) لكنهم واجهوا الفصل والعزل في مراكز استقبال اللاجئين ضمن ظروف معيشية سيئة".
وقال: "إن هذا العدد اللامتناهي من الحوادث الصغيرة على نطاق واسع يسلط الضوء حقاً على أن معاداة الغجر في المجتمعات الأوروبية متجذّرة بعمق ولا تتلاشى لمجرد اندلاع الحرب"، مضيفاً: "سمعنا بالفعل أن الغجر ليسوا لاجئين حقيقيين، وأنهم مجرد مهاجرين اقتصاديين يستفيدون من المساعدات الإنسانية".
وزاد: "هذه هي الحجة نفسها التي تم استخدامها ضد اللاجئين الغجر الفارين من الحرب في كوسوفو منذ أكثر من 20 عامًا؛ إنه الاتهام نفسه الموجه إلى الأفارقة الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط في زوارق الموت".
وختم لي قائلاً: "إنه خطاب خطير يمكن أن يؤدي إلى انتهاكات خطيرة بحق اللاجئين الغجر في البلدان المضيفة، لا سيما تلك المتاخمة لأوكرانيا، حيث تقيم أعداد كبيرة من الغجر المهمَّشين".
مخاطر واضحة
من جهتها، أفادت أنجليكا بيلوفا، وهي ناشطة من الغجر ومتطوعة في المركز الأوروبي لحقوق الإنسان، إنها تلقت سلسلة من التقارير عن سوء المعاملة من دول أوروبية عدة.
وقالت لصحيفة الإندبندنت إن هذا يتراوح من ترتيبات الغذاء والمعيشة دون المستوى في مولدوفا، إلى طردهم من مراكز الترحيب وإرسالهم إلى المدن النائية في التشيك، وتلقي مساعدات أقل من العائلات غير الغجرية.
ووفقاً لبيلوفا، كان التمييز عاملاً رئيسياً في قرار الناس بالعودة إلى أماكن الحرب، على الرغم من المخاطر الواضحة للعيان.
ونبهت إلى أنه بالإضافة إلى ذلك، فإن "المستوى التعليمي المنخفض للمجتمع يخلق عدم القدرة على العثور على وظيفة، وإيجاد سكن، والحصول على المساعدة. لذلك، يُجبر الناس على العودة إلى الخطر، لكن يبقى الوطن أفضل، حيث يكون كل شيء بالنسبة لهم واضحاً، وهناك حياة طبيعية".
تمييز قديم
ولكن قبل الحرب الروسية كان مجتمع الغجر يعاني أيضاً في أوكرانيا، ففي عام 2018، أفادت منظمة هيومن رايتس ووتش بأن مهاجمين ملثمين طاردوا النساء والأطفال بالحجارة ورذاذ الفلفل بعد إحراق الخيام في مستوطنة الغجر في كييف.
وعام 2021، توجه أعضاء من جماعة متطرفة تحمل مشاعل مشتعلة من بيت إلى آخر في مدينة إيربن، للمطالبة باستخدام العنف ضد سكان الغجر المحليين.
واليوم، يجد عشرات الآلاف من الغجر أنفسهم بعيدين عن أوطانهم، في بلدان لم ترحب أبدًا بهم وعملوا في كثير من الأحيان على تهميشهم.