كلنانحتاج النوم، وغالبيتنا نشعر بأننا لا نأخذ قسطًا كافيًا منه، وأن الساعات الثماني من النوم التي يُنصح بها تبدو هدفًا بعيد المنال. لكن خبير النوم الدكتور نيل ستانلي يقول إنه ليس كل واحد يحتاج ثماني ساعات من النوم، وإن على الشخص أن يستمع إلى ما يقوله جسمه.
تصورات خاطئة
دحض ستانلي بعض التصورات الخاطئة عن النوم، ومنها أننا جميعًا نحتاج النوم 8 ساعات. وقال ستانلي في مقابلة مع "إندبندنت" إن ما نحتاجه من النوم يتحدد وراثيًا إلى درجة كبيرة. وأضاف أن 8 ساعات هي المتوسط، وليست الرقم الأمثل. وساعات النوم التي تحتاجها هي الساعات التي تتيح لك أن تكون متيقظًا ومنتبهًا وقادرًا على التركيز خلال النهار.
القضية الثانية هي أن النوم يتطلب توافر ثلاثة أشياء: غرفة ملائمة وجسم في حالة استرخاء وهدوء الذهن. لا تستطيع النوم إذا كان الذهن مشغولًا، ولا طريقة سحرية لتهدئة البال. بل قد تكون القراءة أو الاستحمام قبل النوم أو الموسيقى... إلخ.
القضية الثالثة في النوم هي القهوة. بعض الأشخاص يكونون شديدي التأثر بالكافيين، ومن المهم أن يتجنبوا تناول القهوة قبل النوم، في حين أن آخرين لا تبقيهم القهوة متيقظين. وبالتالي، لا قاعدة ذهبية، بل يكفي الاستماع إلى ما يقوله جسمك.
التمرين في المساء لا يؤثر بالضرورة في النوم، سلبًا أو إيجابًا. المهم أن تسترخي بما فيه الكفاية بعد التمرين قبل أن تخلد إلى الفراش.
يجب تحديد ساعات النوم في أوائل العشرينات من العمر، وهي لا تتغير مع التقدم في السن. ما يتغير مع تقدمنا في العمر هو قدرتنا على أخذ القسط الذي نحتاجه من النوم. فالنوم مع تقدم العمر يصبح خفيفًا وأقل إنعاشًا، ومن السهل أن نستيقظ خلال الليل.
تغييرات جسدية وعاطفية
يلاحظ ستانلي أن المراهقين يحتاجون قدرًا أكبر من النوم، لأنهم يمرون بمرحلة النمو التي تحدث تغييرات جسدية وعاطفية كبيرة، والنوم يكون مهمًا في هذه العمليات. كما إن المراهقين ينامون في وقت متأخر بسبب تغيّر ايقاعهم الحياتي.
حين يكون الشخص مريضًا، يحتاج جسمه الراحة لاستجماع قوته ومكافحة المرض. والنوم ساعات كافية مع تناول الدواء بانتظام يساعد على تقليل فترة المرض.
إذا اضطرب نومك مرة في الأسبوع يمكن التعويض عن ذلك في الليلة التالية. لكن إذا لم تنل كفايتك من النوم خلال الأسبوع، فإن النوم في عطلة نهاية الأسبوع لن يعوّض ما فقدته. والاستلقاء أفضل من لا شيء، لكنه لا يعوّض ما فات من ساعات النوم.
يغيّر الشخص وضعية نومه من 12 إلى 20 مرة خلال الليل، وبالتالي لا علاقة بين وضعية نومك والشخصية. وبالنسبة إلى المتزوجين، ليست وضعية النوم مؤشرًا إلى قوة العلاقة الزوجية.
أخيرًا، التعرّض للضوء الأزرق المنبعث من الهاتف الذكي أو الكومبيوتر اللوحي قبل النوم يسبب اضطراب النوم والشعور بالنعاس في اليوم التالي. وللضوء الأبيض الساطع تأثيرًا مماثلًا، وبالتالي يُنصح بتجنب الشاشات بأنواعها كلها قبل النوم بما لا يقل عن 30 دقيقة