يقترب الثلث الأول من شهر رمضان المبارك من نهايته ولم يصدر حتى الآن ما قد يفهم منه أن مبادرة ما لإغلاق الملف العالق منذ عشر سنوات ونيف يتم تدارسها ومناقشتها ويتاح معها لذوي الحكمة الارتقاء بها وترجمتها إلى قرارات وواقع، ما يدفع إلى سيادة شعور بأن الشهر الكريم سينقضي من دون الاستفادة من أجوائه الروحانية التي تسهل التقارب وتوسيع المساحة المشتركة التي يمكن البناء عليها والخروج بقرارات تجعل الجميع يتفرغ للإسهام في التنمية.

لكن عدم صدور ما يفهم منه ذلك حتى الآن لا يعني أنه لا يوجد سعي، فقد يكون هناك شيء من هذا لم ينضج بعد ولا يريد المشاركون فيه الإعلان عنه قبل أن يكتمل.

ما يعين على مثل هذا الفهم ملاحظة تغير مواقف البعض في الداخل والخارج وتوصلهم إلى قناعة مفادها أن ما جرى ما كان ينبغي أن يجري وأنه كان يمكن تحقيق الكثير من المكاسب لو لم يتم اعتماد تلك «الخطة» التي كان من أركانها السماح بمشاركة من لا علاقة لهم بالأمر بالتدخل في شؤون هذا الوطن وتسببت في الوقوع في العديد من الأخطاء والتجاوزات التي أضرت بالوطن وبالمواطنين.

التقدير أنه يوجد اليوم عدد غير قليل من الذين تغيرت قناعاتهم والكثير من الموشكين على الوصول إلى هذه المرحلة، ساعد ويساعد على ذلك التغيرات غير المتوقعة في المنطقة ووصول الدول التي «شدوا بها الظهر» إلى قناعات جديدة ملخصها أن التدخل في شؤون الدول الأخرى لا يورث خيراً وأن إصرارها على دعم من يعتبرون أنفسهم «معارضة» يزيد من نفور العالم منها ويضعف مواقفها.

تغير قناعات ومواقف أولئك الذين يرتفع عددهم يوماً في إثر يوم لا ينبغي النظر إليه بمعيار الربح والخسارة، فالخسارة من أجل الوطن ربح وليس في تغير القناعات والمواقف من أجل الوطن خيانة. عدا أن واقع الحال يبين أن الذين وثقوا فيهم في تلك السنة تغيرت قناعاتهم ومواقفهم.