الجدل حول مسلسلات رمضان لن ينتهي. كل عام ومنذ أعوام سابقة لا ينتهي التراشق بالكلام والانشقاق حول المسلسل الأكثر مشاهدة في الوطن العربي، حتى المسلسلات القديمة مثل مسلسل ليالي الحلمية والشهد والدموع والمسلسلات الخليجية والمحلية والكثير في تلك الفترة انقسم المشاهد بين مؤيد ورافض للمسلسل لأسباب كثيرة، ربما نسي البعض، أو لأن المساحة المخصصة للانتقاد غير متوفّرة حينها كما في وسائل الإعلام الجديد.
مسلسل أم هارون على سبيل المثال الذي عُرض قبل سنتين تعرّض لانتقادات كثيرة، حتى من قبل أن يُعرض، غير أنه كان مسلسلاً رائعاً وجميلاً شهدتْ دولنا الخليجية أحداثه في تلك الفترة مع الأقليات من الديانة اليهودية والمسيحية. وهذا العام يتعرّض المسلسل العربي الذي تبثّه قناة إم بي سي «من شارع الهرم إلى» إلى هجوم شرس، رغم أنه ينقل واقعاً لكثير من المجتمعات الخليجية والعربية والمجتمعات المحافظة، قد تكون جريئة في بعض المشاهد ولكنها حقيقية ولا يمكن حجب شمس الحقيقة بغربال أو منخل، فبرغم كثرة الانتقادات إلا أن هذا المسلسل حقّق نسبة مشاهدة عالية في الوطن العربي. مع احترامي لكافة المنتقدين لهذا المسلسل، إلا أنه مسلسل واقعيّ يتناول قضايا اجتماعية لأسرة خليجية في قالب لطيف. فالمشاهد يُمكن أن يستخلص الفكرة الرئيسة من المسلسل من زاويته ووجهة نظره هو ويعكس ذلك على المجتمع أو الدائرة التي يعيش فيها.
فالأحداث التي تناولها المسلسل ليست من الفضاء والمريخ اللذين لا نعلم عنهما شيئاً، وإنما هي إحداث واقعية ومن المهم أن يتم تناولها وإبرازها كمشكلة لإيجاد حلول لها تتناسب مع حجم القضية أو المشكلة، والمحاكم تضم قضايا كثيرة قد تشيب الرأس لأنها تسرد الواقع المرّ الذي يعيشه البعض في مجتمعات مختلفة.
الفنانة الكبيرة الرائعة هدى حسين جسّدت دور الأم الدكتورة عبلة لتحاكي يومياتها مع أبنائها الذكور الذين يمارسون مهنة الطب مع «كناينها» وأحفادها. نماذج كثيرة تطرّق لها المسلسل ليست ببعيدة عن مجتمعنا. أحد الأبناء بخيل و«بايع ضميره» من أجل الفلس، والآخر يتزوج على زوجته بالسر من امرأة سورية ويستتر بلباس الدين من أجل الانتخابات البرلمانية، وزوج يخون زوجته، وهذا واقع تعاني منه بعض النساء العربيات، وآخر يتزوج طليقة أخيه، وهذا ممكن.
أما الابن المهووس في التجميل والذي يحبّ الكمال والجمال المصطنع و«المايع» قليلاً ولا يهمّه شرف زوجته «فموجود من أمثاله في الواقع».
وأما عن وجود راقصة في أحداث المسلسل، فأنا متأكدة بأن هذا النموذج حقيقي وموجود، فكثير من الراقصات العربيات وغير العربيات تزوجن من رِجال فاحشي الثراء، وكما قلت بأن المحاكم الخليجية شاهد على أكثر القضايا فظاعةً وإجراماً.
زوبعة رفض المسلسلات لن تنفك ولن تهدأ، فالتباين في الثقافات والفروقات يشكّل القبول أو الرفض في الدراما العربية والأجنبية وحتى الدينية والتاريخية، وهذه طبيعة بني البشر، أنا أريد وأنت لا تريد. عموماً هذا المسلسل تطرّق لمواضيع جديدة بعيداً عن مواضيع متكرّرة أتعبتنا نفسياً.
كلمة من القلب
هدى حسين فنانة من الدرجة الأولى تُجسّد أدوارها بمهنيّة واحترافية لا نظير لها، ولها منّا جزيل الشكر والتقدير على الفن الراقي الذي تقدّمه دائماً لجمهورها، خاصة عندما جسّدت دور سليمة في مسلسل كف ودفوف.. هدى حسين أنتِ عظيمة.
{{ article.visit_count }}
مسلسل أم هارون على سبيل المثال الذي عُرض قبل سنتين تعرّض لانتقادات كثيرة، حتى من قبل أن يُعرض، غير أنه كان مسلسلاً رائعاً وجميلاً شهدتْ دولنا الخليجية أحداثه في تلك الفترة مع الأقليات من الديانة اليهودية والمسيحية. وهذا العام يتعرّض المسلسل العربي الذي تبثّه قناة إم بي سي «من شارع الهرم إلى» إلى هجوم شرس، رغم أنه ينقل واقعاً لكثير من المجتمعات الخليجية والعربية والمجتمعات المحافظة، قد تكون جريئة في بعض المشاهد ولكنها حقيقية ولا يمكن حجب شمس الحقيقة بغربال أو منخل، فبرغم كثرة الانتقادات إلا أن هذا المسلسل حقّق نسبة مشاهدة عالية في الوطن العربي. مع احترامي لكافة المنتقدين لهذا المسلسل، إلا أنه مسلسل واقعيّ يتناول قضايا اجتماعية لأسرة خليجية في قالب لطيف. فالمشاهد يُمكن أن يستخلص الفكرة الرئيسة من المسلسل من زاويته ووجهة نظره هو ويعكس ذلك على المجتمع أو الدائرة التي يعيش فيها.
فالأحداث التي تناولها المسلسل ليست من الفضاء والمريخ اللذين لا نعلم عنهما شيئاً، وإنما هي إحداث واقعية ومن المهم أن يتم تناولها وإبرازها كمشكلة لإيجاد حلول لها تتناسب مع حجم القضية أو المشكلة، والمحاكم تضم قضايا كثيرة قد تشيب الرأس لأنها تسرد الواقع المرّ الذي يعيشه البعض في مجتمعات مختلفة.
الفنانة الكبيرة الرائعة هدى حسين جسّدت دور الأم الدكتورة عبلة لتحاكي يومياتها مع أبنائها الذكور الذين يمارسون مهنة الطب مع «كناينها» وأحفادها. نماذج كثيرة تطرّق لها المسلسل ليست ببعيدة عن مجتمعنا. أحد الأبناء بخيل و«بايع ضميره» من أجل الفلس، والآخر يتزوج على زوجته بالسر من امرأة سورية ويستتر بلباس الدين من أجل الانتخابات البرلمانية، وزوج يخون زوجته، وهذا واقع تعاني منه بعض النساء العربيات، وآخر يتزوج طليقة أخيه، وهذا ممكن.
أما الابن المهووس في التجميل والذي يحبّ الكمال والجمال المصطنع و«المايع» قليلاً ولا يهمّه شرف زوجته «فموجود من أمثاله في الواقع».
وأما عن وجود راقصة في أحداث المسلسل، فأنا متأكدة بأن هذا النموذج حقيقي وموجود، فكثير من الراقصات العربيات وغير العربيات تزوجن من رِجال فاحشي الثراء، وكما قلت بأن المحاكم الخليجية شاهد على أكثر القضايا فظاعةً وإجراماً.
زوبعة رفض المسلسلات لن تنفك ولن تهدأ، فالتباين في الثقافات والفروقات يشكّل القبول أو الرفض في الدراما العربية والأجنبية وحتى الدينية والتاريخية، وهذه طبيعة بني البشر، أنا أريد وأنت لا تريد. عموماً هذا المسلسل تطرّق لمواضيع جديدة بعيداً عن مواضيع متكرّرة أتعبتنا نفسياً.
كلمة من القلب
هدى حسين فنانة من الدرجة الأولى تُجسّد أدوارها بمهنيّة واحترافية لا نظير لها، ولها منّا جزيل الشكر والتقدير على الفن الراقي الذي تقدّمه دائماً لجمهورها، خاصة عندما جسّدت دور سليمة في مسلسل كف ودفوف.. هدى حسين أنتِ عظيمة.