هنا ثلاثة أخبار بثتها تحت عنوان «عاجل» فضائية «الميادين» في اليوم التالي لاشتعال المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلي في القدس ومدن أخرى؛ الأول «حزب الله.. على منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية والدول والشعوب العربية والإسلامية تقديم كل الدعم للمقدسيين». والثاني «حزب الله.. متضامنون مع الشعب الفلسطيني المنتفض في القدس والمدافع عن حرمة الأقصى ونحيي تصديه البطولي لآلة الإرهاب الإسرائيلي»، والثالث «حزب الله.. ما أقدم عليه الاحتلال هو انتهاك خطير لحرمة المسجد الأقصى يمس مشاعر أكثر من مليار مسلم ويستفز كل أحرار العالم». ولأن كل ذلك مجرد كلام لذا تقافزت الأسئلة في وجوه كل العرب والمسلمين والعالم أجمع عما استفاده الفلسطينيون والمشاركون في تلك المواجهات والقضية الفلسطينية من تلك التصريحات؟ وعما إذا كان «حزب الله» يعتبر أنه بتلك التصريحات يكون قد قام بواجبه تجاه الفلسطينيين وقضيتهم والقدس وشارك في المواجهات؟

ليس من أحد في العالم إلا ويستطيع أن يصرح بمثل تلك العبارات، وهذا يشملني ويشملك ويشمل كل من يعز علي وعليك، ولكن ما قيمتها؟ وما الذي أضافته إلى ما يجري في المسجد الأقصى والقدس والمدن الفلسطينية الأخرى؟

الحاصل هو أن ذلك الحزب والنظام الإيراني الذي يقف من ورائه ويصرح بمثل ما صرح به ويبث أيضاً ما يقول تحت عنوان «عاجل» شحناً الفلسطينيين وأسبغا عليهم الكثير من النعوت والوعود ثم تركاهم يواجهون مصيرهم وحدهم. فأي شيء فعله ذلك الحزب وذلك النظام للفلسطينيين في تلك المواجهات؟

من جديد، ليس بتلك المواجهات يمكن للفلسطينيين تحقيق أهدافهم وخدمة قضيتهم لأنها غير متكافئة؛ فالحجر لا يستطيع مواجهة السلاح المتطور الذي في يد رجال الأمن الإسرائيليين، والإعلام الفلسطيني والعربي دون قدرات وإمكانات الإعلام الإسرائيلي، وهذه حقيقة ينبغي وضعها في الاعتبار. والأكيد أن تلك التصريحات التي أخذت صفة «عاجل» لا تنفع في مثل هذه الأحوال.