بين مئات الأعمال الفنية وغيرها في شهر رمضان الكريم، أطلقت وزارة شؤون الإعلام عبر تلفزيون البحرين، وشركة «stc» الرائدة في عالم التكنولوجيا الرقمية، وبالتعاون مع الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة «بحريننا»، برنامجاً مذهلاً، يفوق في عطائه وتميزه وتفرّده كافة ما يعرض اليوم على الشاشة الفضية خلال هذا الشهر الفضيل، وغيره من بقية شهور السنة. هذا البرنامج الذي خطف القلوب والأبصار بشكل لافت وغريب للغاية، حتى صار حديث الساعة في الخارج قبل الداخل، وبات الجميع يتحدثون عنه ويتداولون مقاطعه عبر كافة مواقع التواصل الاجتماعي.«إنت كفو»، هو البرنامج الإنساني الذي سنتحدث عنه هنا، والذي يعكس مدى طيبة الإنسان البحريني، ومدى تفانيه في خدمة الآخرين، حتى دون مقابل، فجاءت كل حلقاته تعبر عن معدن إنسان هذه الجزيرة الوادعة، وما يحمله إنسانها من قيم نبيلة سامية تفوق الخيال.إنه على الرغم من تغير الواقع المعاصر، وارتباط الإنسان بحب الأنا، وتقديم نفسه قبل غيره، وهرولته الحثيثة لتحقيق ذاته ومصلحته الشخصية، فإن برنامج «إنت كفو»، ربما هشم هذه الصورة النمطية للإنسان المعاصر، وأثبت بما لا يدع مجال للشك أن المواطن البحريني «غير». لأنه بكل بساطة قدم مصلحة الآخرين على مصلحته، وقدم من العطاء المجاني الكبير لكل من شعر أبنه بحاجة ولو كانت تلكم الحاجة قطعة من جسد أو مال أو وقتاً أو تضحيات.«أنت كفو»، صار حديث الساعة في كل أرجاء الوطن العربي، بل إن هذا البرنامج الفاخر والمميَّز سوَّق «البحريني» بشكل رائع وحقيقي للغاية، كما أعطى أروع النماذج للبرامج التلفزيونية الهادفة والمؤثرة، فغطى على كل المسلسلات والمسابقات والبرامج المختلفة، لأنه دخل تحت جلد كل إنسان محب للخير والعطاء، حتى حفَّز الجميع، فصاروا يتمنون أن يقدموا للآخرين كل أشكال الدعم والحب والعطاء دون مقابل.وللأمانة نقول، لو استمر هذا البرنامج الجميل طيلة أيام العام، فإنه سيجد آلاف المواطنين البحرينيين الذين يستحقون التكريم والاحتفاء بهم، فكل إنسان بحريني، هو حالة متميزة ومعطاءة ومضحية بشكل وبقالب مغاير عن أخيه، وما تلكم النماذج الـ15 من المكرمين إلا عينة بسيطة من مجتمع كله يحب العطاء. فهنئياً للبحرين هذه السُّمعة الطيبة. ولا يسعنا في الختام سوى أن نقول للشعب البحريني «إنت كفو» وألف كفو.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90