بعد انتقال إبراهيم الخثلان إلى وزارة التربية والتعليم، تولى إدارة مدرسة الهداية الخليفية المدير المساعد، محمد عبدالله العيد وذلك في أكتوبر 1974 ليصير المدير السادس عشر.
ولد محمد العيد في المحرق في عام 1939، وتعلم فيها وقد درس الروضة والمرحلة الابتدائية في الهداية الخليفية، ثم في المدرسة الثانوية بالمنامة ليحصل على الشهادة الثانوية قسم المعلمين عام 1957، ويعمل بمدرسة الهداية الخليفية في المراحل المختلفة التي مرت بها ومن ثم مديراً مساعداً ثم مديراً لها اعتباراً من 1974، حصل على شهادته الجامعية عام 1974، وقد استمر مديراً لمدرسة الهداية حتى صيف عام 1979، وانتقل للعمل في وزارة التربية والتعليم كرئيس للتعليم الإعدادي والثانوي، ثم قائماً بأعمال مدير التعليم العام، ثم مديراً لإدارة التعليم الابتدائي ثم وكيلاً مساعداً للخدمات التربوية والتعليم الخاص.
في عهد الأستاذ محمد عبد الله العيد، وفي عام 1979 احتفلت مدرسة الهداية الخليفية بمرور ستين عاماً على تأسيسها، وأقيم معرض في المدرسة ومهرجان خطابي حضره المغفور له الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة وزير التربية والتعليم وألقى كلمة جامعة في الحفل، كذلك تحدث في ذات الحفل المحامي محمد حسن الحسن واستعرضا ذكرياتهما في المدرسة.
وقد كتب الأستاذ محمد عبدالله العيد بمناسبة مرور سبعين عاماً على تأسيس الهداية الخليفية الكلمة التالية:
«عندما طلب مني أن أكتب شيئاً من ذكرياتي مع مدرسة الهداية الخليفية، كان عليّ أن أقدح زناد فكري وأن أعود بذاكرتي أكثر من أربعة عقود أو نيف وأربعين سنة وبالضبط مطلع العام الدراسي 46/1947 عندما كنت وجهاً لوجه مع بوابة مدرسة الهداية، وبعد لحظات – ولأول مرة في حياتي – وجدت نفسي في فناء المدرسة وقد زاغت عيناي ووقفت حائراً أتأمل ذلك الصرح العتيد، ذا المبنى الفريد في نوعه حيث إنني لم أرَ مثيلاً له من قبل وبعد أن هدأت نفسي أخذت ألتفت حولي فوجدت مجموعة ليست بقليلة من أترابي الأطفال المستجدين الذين حضروا مع أولياء أمورهم للتسجيل في مدرسة البنين الوحيدة بالمحرق وكنت لم أتجاوز السابعة من عمري في ذلك الوقت.
وفي اليوم الذي بدأت فيه الدراسة وقبل أن أدخل الفصل. سألني أحد الأساتذة الأفاضل السؤال التالي: هل تعرف حروف الهجاء؟
فأجبت نعم، فطلب مني أن أسردها ففعلت وكنت قد تعلمتها في الكتاب مع شيء يسير من القرآن الكريم وبعدها وجهني إلى الصف الأول حديقة أو روضة ««أ»» كما كان يسمى في ذلك الوقت وتجدر الإشارة هنا إلى أنه كان في المدرسة في ذلك الوقت مرحلتان إحداهما الحديقة أو الروضة ومدتها ثلاث سنوات والأخرى الابتدائية ومدتها أربع سنوات يحصل الطالب بها على الشهادة الابتدائية التي كان لها ثقلها في ذلك الوقت حيث كان حاملها يوظف في الدوائر الحكومية.
لا أزال أذكر الدروس الأولى في مادة اللغة العربية في الصف الأول حديقة والتي كان يدرسها الأستاذ الفاضل محمد حسن بوهاني والذي كان يعلمنا حروف الهجاء على شكل أنشودة لطيفة أنقل بعضاً من أبياتها من الذاكرة:
فألف في أرنـــــب قد اشتـــــراه لي أبي
والباء مثل بقـــرة تــأكل تحت الشجرة
والتاء مثل تــــاج من ذهـب وهـــــــاج
والثاء مثل ثعلب في المكـــر والتغلب
والجيم مثل جمل أركبه في الرحل ......الخ
وفي مرحلة الحديقة كنا ندرس المواد التالية:
1- الدين الإسلامي.
2- اللغة العربية.
3- الحساب «كما كانت تسمى».
4- الرسم.
5- الأشغال اليدوية.
6- الرياضة البدنية.
7- النشيد.
ولا يزال صدى تلك الأناشيد الوطنية التي كنا نرددها في مدرسة الهداية وفي درس النشيد يتردد على مسمعي بين الحين والآخر ومن هذه الأناشيد:
عليك مني الســلام يا أرض أجـدادي
ففيك طاب المقام وطـــاب إنشادي
ومنها أيضاً:
نحن الشباب لنا الغد ومجده المخلد نحن الشباب
شعارنا على الزمن عاش الوطن عاش الوطن
وأنهيت مرحلة الروضة ونقلت إلى الصف الأول الابتدائي في العام الدراسي 49/1950 وهو العام الذي شهد إلغاء مرحلة الحديقة أو الروضة ليس في مدرسة الهداية الخليفية فقط وإنما في جميع مدارس حكومة البحرين الموجودة آنذاك وأصبح السلم التعليمي في البحرين على النحو التالي:
1- المرحلة التحضيرية ومدتها سنتان.
2- المرحلة الابتدائية ومدتها أربع سنوات.
3- المرحلة الثانوية ومدتها أربع سنوات.
وهكذا أصبحت مدرسة الهداية الخليفية مدرسة ابتدائية فقط ابتداء من العام الدراسي 49/1950 وبدأت تستقبل تلاميذها من التلاميذ الذين أنهوا المرحلة التحضيرية بمدرسة المحرق التحضيرية «مدرسة أبي عبيدة حالياً» والتي تأسست في العام الدراسي 47/1948 م.
وفي المرحلة الابتدائية كنا ندرس المواد التالية:
1- الدين الإسلامي.
2- اللغة العربية.
3- اللغة الإنجليزية.
4- الحساب والهندسة.
5- الجغرافيا.
6- التاريخ.
7- مبادئ العلوم.
8- الرسم.
9- الأشغال اليدوية.
10- الرياضة البدنية.
وكانت المناهج أثناء دراستي الابتدائية بالمدرسة مصرية فيما عدا كتب التاريخ والجغرافيا التي كانت تؤلف في البحرين وكانت مناهج اللغة الإنجليزية هندية.
وأنهيت دراستي الابتدائية بمدرسة الهداية الخليفية وحصلت على الشهادة الابتدائية في نهاية العام الدراسي 52/1953 م.
وقبل أن أنهي حديثي عن المرحلة الابتدائية لابد من الإشارة إلى ذلك التجمع الرياضي السنوي الكبير الذي كان يعقد على ساحة مدرسة الهداية الخليفية في نهاية كل عام دراسي والذي كان يشارك فيه تلاميذ من جميع مدارس حكومة البحرين من المدن والقرى وكان يطلق عليه المهرجان الرياضي السنوي، ويحضره علية القوم وجمع غفير من المواطنين الذين كانوا ينتظرون عقده بفارغ الصبر. ولعل أهم ما كان يلاحظه الناس في ذلك المهرجان هو روح التنافس الرياضي الشريف بين تلاميذ المدارس والاحتكاك الذي يولد روح الصداقة والتعاون بينهم.
وبعدها التحقت بالمدرسة الثانوية بالمنامة وأنهيت دراستي الثانوية في العــــــام الدراسي 56/1957م حيث عينت بعدها مدرساً بمدرسة المحرق الجنوبية الغربية التحضيرية وعملت بها لمدة عام دراسي واحد وبعدها نقلت إلى مدرسة الهداية الخليفية وكان ذلك في مطلع العام الدراسي 58/1959م حيث عهد إليّ بتدريس المواد الاجتماعية واللغة الإنجليزية في الصفوف الابتدائية.
وفي العام الدراسي 62/1963 م عهد إلي بتدريس اللغة الانجليزية للمرحلة الإعدادية.
وفي بداية العام الدراسي 66/1967 عهد إليّ بتدريس الصف الأول ثانوي وهكذا فقد عدت إلى مدرسة الهداية مرة أخرى وقمت بالتدريس في جميع المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية بها.
وفي بداية العام الدراسي 72/1973 م عينت مديراً مساعداً لمدرسة الهداية الخليفية ثم مديراً لنفس المدرسة وذلك اعتباراً من بداية العام الدراسي 74/1975 م وتوليت إدارة المدرسة حتى نهاية العام الدراسي 78/1979 م حيث عينت بعدها رئيساً للتعليم الإعدادي والثانوي.
وهكذا انتهت قصتي مع الهداية ولكنني لا أزال أذكر تلك الأيام الجميلة التي قضيتها بين جدران الهداية والتي تقدر بأكثر من نصف عمري وما أجمل الذكريات ذكريات الطفولة والدراسة والعمل بالهداية التي أعتز بأنني كنت أحد طلابها وأحد العاملين بها.
ولد محمد العيد في المحرق في عام 1939، وتعلم فيها وقد درس الروضة والمرحلة الابتدائية في الهداية الخليفية، ثم في المدرسة الثانوية بالمنامة ليحصل على الشهادة الثانوية قسم المعلمين عام 1957، ويعمل بمدرسة الهداية الخليفية في المراحل المختلفة التي مرت بها ومن ثم مديراً مساعداً ثم مديراً لها اعتباراً من 1974، حصل على شهادته الجامعية عام 1974، وقد استمر مديراً لمدرسة الهداية حتى صيف عام 1979، وانتقل للعمل في وزارة التربية والتعليم كرئيس للتعليم الإعدادي والثانوي، ثم قائماً بأعمال مدير التعليم العام، ثم مديراً لإدارة التعليم الابتدائي ثم وكيلاً مساعداً للخدمات التربوية والتعليم الخاص.
في عهد الأستاذ محمد عبد الله العيد، وفي عام 1979 احتفلت مدرسة الهداية الخليفية بمرور ستين عاماً على تأسيسها، وأقيم معرض في المدرسة ومهرجان خطابي حضره المغفور له الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة وزير التربية والتعليم وألقى كلمة جامعة في الحفل، كذلك تحدث في ذات الحفل المحامي محمد حسن الحسن واستعرضا ذكرياتهما في المدرسة.
وقد كتب الأستاذ محمد عبدالله العيد بمناسبة مرور سبعين عاماً على تأسيس الهداية الخليفية الكلمة التالية:
«عندما طلب مني أن أكتب شيئاً من ذكرياتي مع مدرسة الهداية الخليفية، كان عليّ أن أقدح زناد فكري وأن أعود بذاكرتي أكثر من أربعة عقود أو نيف وأربعين سنة وبالضبط مطلع العام الدراسي 46/1947 عندما كنت وجهاً لوجه مع بوابة مدرسة الهداية، وبعد لحظات – ولأول مرة في حياتي – وجدت نفسي في فناء المدرسة وقد زاغت عيناي ووقفت حائراً أتأمل ذلك الصرح العتيد، ذا المبنى الفريد في نوعه حيث إنني لم أرَ مثيلاً له من قبل وبعد أن هدأت نفسي أخذت ألتفت حولي فوجدت مجموعة ليست بقليلة من أترابي الأطفال المستجدين الذين حضروا مع أولياء أمورهم للتسجيل في مدرسة البنين الوحيدة بالمحرق وكنت لم أتجاوز السابعة من عمري في ذلك الوقت.
وفي اليوم الذي بدأت فيه الدراسة وقبل أن أدخل الفصل. سألني أحد الأساتذة الأفاضل السؤال التالي: هل تعرف حروف الهجاء؟
فأجبت نعم، فطلب مني أن أسردها ففعلت وكنت قد تعلمتها في الكتاب مع شيء يسير من القرآن الكريم وبعدها وجهني إلى الصف الأول حديقة أو روضة ««أ»» كما كان يسمى في ذلك الوقت وتجدر الإشارة هنا إلى أنه كان في المدرسة في ذلك الوقت مرحلتان إحداهما الحديقة أو الروضة ومدتها ثلاث سنوات والأخرى الابتدائية ومدتها أربع سنوات يحصل الطالب بها على الشهادة الابتدائية التي كان لها ثقلها في ذلك الوقت حيث كان حاملها يوظف في الدوائر الحكومية.
لا أزال أذكر الدروس الأولى في مادة اللغة العربية في الصف الأول حديقة والتي كان يدرسها الأستاذ الفاضل محمد حسن بوهاني والذي كان يعلمنا حروف الهجاء على شكل أنشودة لطيفة أنقل بعضاً من أبياتها من الذاكرة:
فألف في أرنـــــب قد اشتـــــراه لي أبي
والباء مثل بقـــرة تــأكل تحت الشجرة
والتاء مثل تــــاج من ذهـب وهـــــــاج
والثاء مثل ثعلب في المكـــر والتغلب
والجيم مثل جمل أركبه في الرحل ......الخ
وفي مرحلة الحديقة كنا ندرس المواد التالية:
1- الدين الإسلامي.
2- اللغة العربية.
3- الحساب «كما كانت تسمى».
4- الرسم.
5- الأشغال اليدوية.
6- الرياضة البدنية.
7- النشيد.
ولا يزال صدى تلك الأناشيد الوطنية التي كنا نرددها في مدرسة الهداية وفي درس النشيد يتردد على مسمعي بين الحين والآخر ومن هذه الأناشيد:
عليك مني الســلام يا أرض أجـدادي
ففيك طاب المقام وطـــاب إنشادي
ومنها أيضاً:
نحن الشباب لنا الغد ومجده المخلد نحن الشباب
شعارنا على الزمن عاش الوطن عاش الوطن
وأنهيت مرحلة الروضة ونقلت إلى الصف الأول الابتدائي في العام الدراسي 49/1950 وهو العام الذي شهد إلغاء مرحلة الحديقة أو الروضة ليس في مدرسة الهداية الخليفية فقط وإنما في جميع مدارس حكومة البحرين الموجودة آنذاك وأصبح السلم التعليمي في البحرين على النحو التالي:
1- المرحلة التحضيرية ومدتها سنتان.
2- المرحلة الابتدائية ومدتها أربع سنوات.
3- المرحلة الثانوية ومدتها أربع سنوات.
وهكذا أصبحت مدرسة الهداية الخليفية مدرسة ابتدائية فقط ابتداء من العام الدراسي 49/1950 وبدأت تستقبل تلاميذها من التلاميذ الذين أنهوا المرحلة التحضيرية بمدرسة المحرق التحضيرية «مدرسة أبي عبيدة حالياً» والتي تأسست في العام الدراسي 47/1948 م.
وفي المرحلة الابتدائية كنا ندرس المواد التالية:
1- الدين الإسلامي.
2- اللغة العربية.
3- اللغة الإنجليزية.
4- الحساب والهندسة.
5- الجغرافيا.
6- التاريخ.
7- مبادئ العلوم.
8- الرسم.
9- الأشغال اليدوية.
10- الرياضة البدنية.
وكانت المناهج أثناء دراستي الابتدائية بالمدرسة مصرية فيما عدا كتب التاريخ والجغرافيا التي كانت تؤلف في البحرين وكانت مناهج اللغة الإنجليزية هندية.
وأنهيت دراستي الابتدائية بمدرسة الهداية الخليفية وحصلت على الشهادة الابتدائية في نهاية العام الدراسي 52/1953 م.
وقبل أن أنهي حديثي عن المرحلة الابتدائية لابد من الإشارة إلى ذلك التجمع الرياضي السنوي الكبير الذي كان يعقد على ساحة مدرسة الهداية الخليفية في نهاية كل عام دراسي والذي كان يشارك فيه تلاميذ من جميع مدارس حكومة البحرين من المدن والقرى وكان يطلق عليه المهرجان الرياضي السنوي، ويحضره علية القوم وجمع غفير من المواطنين الذين كانوا ينتظرون عقده بفارغ الصبر. ولعل أهم ما كان يلاحظه الناس في ذلك المهرجان هو روح التنافس الرياضي الشريف بين تلاميذ المدارس والاحتكاك الذي يولد روح الصداقة والتعاون بينهم.
وبعدها التحقت بالمدرسة الثانوية بالمنامة وأنهيت دراستي الثانوية في العــــــام الدراسي 56/1957م حيث عينت بعدها مدرساً بمدرسة المحرق الجنوبية الغربية التحضيرية وعملت بها لمدة عام دراسي واحد وبعدها نقلت إلى مدرسة الهداية الخليفية وكان ذلك في مطلع العام الدراسي 58/1959م حيث عهد إليّ بتدريس المواد الاجتماعية واللغة الإنجليزية في الصفوف الابتدائية.
وفي العام الدراسي 62/1963 م عهد إلي بتدريس اللغة الانجليزية للمرحلة الإعدادية.
وفي بداية العام الدراسي 66/1967 عهد إليّ بتدريس الصف الأول ثانوي وهكذا فقد عدت إلى مدرسة الهداية مرة أخرى وقمت بالتدريس في جميع المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية بها.
وفي بداية العام الدراسي 72/1973 م عينت مديراً مساعداً لمدرسة الهداية الخليفية ثم مديراً لنفس المدرسة وذلك اعتباراً من بداية العام الدراسي 74/1975 م وتوليت إدارة المدرسة حتى نهاية العام الدراسي 78/1979 م حيث عينت بعدها رئيساً للتعليم الإعدادي والثانوي.
وهكذا انتهت قصتي مع الهداية ولكنني لا أزال أذكر تلك الأيام الجميلة التي قضيتها بين جدران الهداية والتي تقدر بأكثر من نصف عمري وما أجمل الذكريات ذكريات الطفولة والدراسة والعمل بالهداية التي أعتز بأنني كنت أحد طلابها وأحد العاملين بها.