يومان ويهلّ علينا عيد الفطر السعيد، بعد أن منّ الله سبحانه وتعالى على عباده المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بصيام شهر رمضان المبارك.. شهر الخير والبركة والرحمة والمغفرة والعتق من النار.
وكلما جاء العيد تذكرت «عيد لوّل» فقد كان الوالد رحمه الله يذهب بنا قبل العيد بأيام إلى سوق المحرق لقص شعورنا عند الحلاقين هناك حيث لا يوجد في مدينة الحد آنذاك قبل أكثر من ستين عاماً أي حلاق، وكانت الحلاقة -على ما أذكر- باثنتي عشرة آنة.. وكان قد أخذنا قبل شهر من العيد لصديقه الخياط حاجي حسين لتفصيل ملابس العيد الجديدة.
كنا صغاراً آنذاك، لكننا كنا نحس باقتراب العيد من «الخرخشة» التي تحدثها الوالدة رحمها الله، فقد كانت تعد الغرفة الرئيسة بالمنزل لاستقبال المهنئين والمهنئات بالعيد بتنظيفها وتزيينها، وكان الوالد عليه رحمة الله قد جلب لها «الرهش والحلوى» التي هي في الأغلب والأعم «كدوع» العيد.. أما الأغنياء والميسورون فقد كانوا يذبحون الذبائح لغداء العيد في مجالسهم الكبيرة التي يقصدها الكثير من الناس من الأغنياء والفقراء ومتوسطي الحال.. ولعلي أذكر من هذه المجالس الكبيرة بمدينة الحد مجلس المسلم الذي يشرف عليه ويرعاه علي بن محمد جبر المسلم ومجلس الكبيسي برئاسة عيسى بن مبارك الكبيسي ومجلس النعيمي بقيادة أحمد بن مبارك النعيمي ومجلس آل محمود الذي يشرف عليه فضيلة الشيخ الدكتور عبداللطيف بن محمود آل محمود.. ومنها كذلك مجالس الموسى والبورشيد والسادة وغيرها من المجالس الكبيرة في مدينة الحد.
وكان العيد بالنسبة لنا نحن الأطفال الصغار يعني «العيدية» فقد كنا نخرج مع أهلينا إلى مصليات العيد التي عادة ما تكون في أقصى شمال المدينة.. وبعد الانتهاء من صلاة العيد ننتشر في الفرجان ونطرق البيوت ونحن نردد «عيدكم مبارك.. عساكم من عوادة» فنحصل على العيدية التي عادة ما تكون أربع آنات أو نصف روبية وربما زادت إلى روبية كاملة عند بعض الأسر الغنية.
وكنا نذرع الفرجان والدواعيس ونحن في فرحة لجمع العيدية، ولا نكتفي بمدينتنا الحد، بل كنا نركب الباص «الجنكل» للذهاب إلى المحرق لنعيّد على الأهالي هناك ونجمع المقسوم، ولا نعود إلى بيوتنا إلاّ وقد امتلأت جيوبنا من «الربابي والنيطان» وأصبح كل منا وكأنه سلطان من السلاطين أو باشا من البشوات، لكن ما أن تمر إجــازة العيد إلاّ ونكون قد «فلفصنا» العيادي على السينمات والبرادات والمطاعم.
وما أحلى أعيادنا الإسلامية وتجلياتها الإيمانية، فعيد الفطر السعيد يأتي ثمرة وهدية للصائمين القائمين، وعيد الحج الأكبر يأتي بعد فريضة أخرى هي الحج إلى بيت الله الحرام، هدية أخرى تقدم لضيوف الرحمن وللمؤمنين والمسلمين في كل مكان.
فما أحلى أعياد المسلمين، وما أروع تجلياتها الإيمانية.
وكلما جاء العيد تذكرت «عيد لوّل» فقد كان الوالد رحمه الله يذهب بنا قبل العيد بأيام إلى سوق المحرق لقص شعورنا عند الحلاقين هناك حيث لا يوجد في مدينة الحد آنذاك قبل أكثر من ستين عاماً أي حلاق، وكانت الحلاقة -على ما أذكر- باثنتي عشرة آنة.. وكان قد أخذنا قبل شهر من العيد لصديقه الخياط حاجي حسين لتفصيل ملابس العيد الجديدة.
كنا صغاراً آنذاك، لكننا كنا نحس باقتراب العيد من «الخرخشة» التي تحدثها الوالدة رحمها الله، فقد كانت تعد الغرفة الرئيسة بالمنزل لاستقبال المهنئين والمهنئات بالعيد بتنظيفها وتزيينها، وكان الوالد عليه رحمة الله قد جلب لها «الرهش والحلوى» التي هي في الأغلب والأعم «كدوع» العيد.. أما الأغنياء والميسورون فقد كانوا يذبحون الذبائح لغداء العيد في مجالسهم الكبيرة التي يقصدها الكثير من الناس من الأغنياء والفقراء ومتوسطي الحال.. ولعلي أذكر من هذه المجالس الكبيرة بمدينة الحد مجلس المسلم الذي يشرف عليه ويرعاه علي بن محمد جبر المسلم ومجلس الكبيسي برئاسة عيسى بن مبارك الكبيسي ومجلس النعيمي بقيادة أحمد بن مبارك النعيمي ومجلس آل محمود الذي يشرف عليه فضيلة الشيخ الدكتور عبداللطيف بن محمود آل محمود.. ومنها كذلك مجالس الموسى والبورشيد والسادة وغيرها من المجالس الكبيرة في مدينة الحد.
وكان العيد بالنسبة لنا نحن الأطفال الصغار يعني «العيدية» فقد كنا نخرج مع أهلينا إلى مصليات العيد التي عادة ما تكون في أقصى شمال المدينة.. وبعد الانتهاء من صلاة العيد ننتشر في الفرجان ونطرق البيوت ونحن نردد «عيدكم مبارك.. عساكم من عوادة» فنحصل على العيدية التي عادة ما تكون أربع آنات أو نصف روبية وربما زادت إلى روبية كاملة عند بعض الأسر الغنية.
وكنا نذرع الفرجان والدواعيس ونحن في فرحة لجمع العيدية، ولا نكتفي بمدينتنا الحد، بل كنا نركب الباص «الجنكل» للذهاب إلى المحرق لنعيّد على الأهالي هناك ونجمع المقسوم، ولا نعود إلى بيوتنا إلاّ وقد امتلأت جيوبنا من «الربابي والنيطان» وأصبح كل منا وكأنه سلطان من السلاطين أو باشا من البشوات، لكن ما أن تمر إجــازة العيد إلاّ ونكون قد «فلفصنا» العيادي على السينمات والبرادات والمطاعم.
وما أحلى أعيادنا الإسلامية وتجلياتها الإيمانية، فعيد الفطر السعيد يأتي ثمرة وهدية للصائمين القائمين، وعيد الحج الأكبر يأتي بعد فريضة أخرى هي الحج إلى بيت الله الحرام، هدية أخرى تقدم لضيوف الرحمن وللمؤمنين والمسلمين في كل مكان.
فما أحلى أعياد المسلمين، وما أروع تجلياتها الإيمانية.