الدراسة التي أعدها المكتب التمثيلي التابع للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الولايات المتحدة بشأن النظام الإيراني، جاء من نتائجها وملاحظاتها الهامة أن هذا النظام يميل إلى دعم منظمات مدنية «الشكل» ولكنها عسكرية التوجه، حيث يقوم الحرس الثوري الإيراني بتدريب أفرادها وتهيئتهم عسكرياً.

ولعل تلك النتيجة غير مستغربة في ظل وجود شواهد حقيقية تتطابق مع الواقع، خاصة وأن هذا النظام يستغل عملاءه في منطقتنا العربية، ويزج بالطائفة والمذهب لتأكيد الولاء والتبعية، فليس من الصعب في تلك الحالات إنشاء كيانات ومنظمات مدنية الشكل، عسكرية التوجه، حيث يلاحظ في أغلب أعضائها الهدوء والسكينة، ولكنهم في الخفاء يتحصلون على تدريبات عسكرية، في مناطق إما داخل إيران أو خارجها من تلك التي يسيطر عليها النظام الإيراني.

هذه الدراسة أظهرت لنا أن الحرس الثوري هو من يقود تلك المنظمات المدنية في الدول العربية، وهو من يدعمها من مختلف النواحي، المالية والعسكرية، واللوجستية بحيث يصبح أفرادها تابعين موالين ومخلصين للنظام الإيراني، وعلى استعداد لتنفيذ كل ما يطلبه منهم، في طاعة عمياء لهذا النظام بكل ما يعنيه هذا الوصف من معنى.

تلك الملاحظات التي قدمتها الدراسة، أكدت أن دعم الحرس الثوري لمثل هذه المنظمات يأتي على حساب الشعب الإيراني، الذي ينهب النظام خيرات بلاده، ويوزعها يميناً وشمالاً، دعماً لمخططاته وأجنداته الإرهابية في المنطقة، فيما يبقى الشعب يعاني من ويلات الفقر والحاجة والبطالة، والاضطهاد والسجن والقتل، إن عبر عن حقه في رفضه لهذه السياسة التي يتبعها نظام الملالي، كما أكدت الدراسة ذلك. إن هذه الملاحظات التي قدمتها الدراسة المذكورة أو النتيجة التي توصلت إليها، تؤكد أن الإدارة الأمريكية الحالية سوف تتخذ أسوأ قراراتها في المنطقة، إذا ما اتجهت إلى رفع تصنيف الإرهاب عن الحرس الثوري، الذي بالتأكيد سوف «ينتعش» مالياً، وسيدعم منظمات أكثر من السابق، وبالتالي تهديد دول المنطقة في أمنها واستقرارها، وهذا إن تم فإن الإدارة الأمريكية سوف تتحمل عدة مسؤوليات في هذا الشأن، منها تغذية الإرهاب الإيراني في المنطقة، وزيادة معاناة الشعب الإيراني، وأيضاً زعزعة علاقاتها مع دول تُعد حليفة رئيسية لها بالمنطقة.