الفهم القاصر لدى البعض لدور الصحافة يدفعه إلى القول إن كل موضوع تتناوله الصحف ووسائل الإعلام لا يتعرض للجهات الحكومية بالنقد وصولاً إلى السخرية من المسؤولين وانتقاد شخوصهم موال للسلطة وكاتبه غير مستقل ولا يمت للعمل الصحفي بصلة، لهذا لم يتردد بعض من ذلك البعض عن نشر تغريدات سالبة تصب في هذا الاتجاه ويوجه التحية في اليوم العالمي لحرية الصحافة فقط إلى من يعتبره صحفياً مستقلاً، ما يؤكد أنه يعتقد بأن الصحفي المستقل هو ذاك الذي يتطاول على الأجهزة الرسمية ويقول ما يريد هو قوله!

ليس صحيحاً ما عمد مريدو السوء إلى نشره في مناسبة يوم الصحافة العالمي عن الصحافة البحرينية فالمراد منه هو الإساءة لهذا الحقل وإلى البحرين، تماماً مثلما أنه ليس صحيحاً القول إن صحافتنا مثالية ولا يوجد لديها أخطاء ونواقص. من يقول بأي من هذين الأمرين مخطئ، حيث الطبيعي أن يكون لدى الصحافة المحلية أخطاء ونواقص، وحيث الطبيعي أن يعمل المنتمون إلى الصحافة على تصحيح تلك الأخطاء واستكمال تلك النواقص، وهذا يحدث في كل بلاد العالم التي تعتمد الموضوعية في تناولها لموضوعة الصحافة والحريات الصحفية.

ليس من الذوق اعتبار بعض ما قاله ذلك البعض عن حرية الصحافة في البحرين سخيفاً وإن لم يكن اعتباره كذلك تجاوزاً خصوصاً وأن ذلك البعض ينطلق من فكرة ملخصها أن كل ما يقوله ويفعله فلان أو علان الذي يعتبر نفسه قيادياً هو الصح الذي ما بعده صح وكل ما يقوله ويفعله غيره هو الخطأ وأهله، ومن فكرة ملخصها أن كل حكومة غير حكومة البحرين هي الصح وكل ما يصدر عن هذه الحكومة هو الخطأ، ومن فكرة مفادها أنه طالما أن هذه الحكومة امتدحت الصحافة فإن هذا يعني أنها ليست حرة!

لو أن أولئك يتابعون ما ينشر في صحافتنا ويقرأونه بأعينهم وأفهامهم وليس بقفا رؤوسهم لتعلموا منه الكثير ولتغيروا.