- هناك محطة «ذهبية» في حياتك، عندما تصل إليها ستكون حينها على موعد جديد من «العطاء الأصيل الصافي» الذي يجمع جميع خبراتك ويؤصل لمبادئك وقيمك. محطة تجمع تلك الآمال والأحلام والتطلعات التي رسمتها في سابق السنين، وبات موعد تحقيقها يلوح في الأفق القريب. وصولك لهذه المحطة كفيل بأن تتعامل مع تقلبات الحياة بأسلوب جديد وبقوة وإرادة وعزيمة تُنسيك تعب الأيام وتسويف الزمان ومثبطات الحياة. إنك على موعد لتحقيق أجمل الأفكار في رحلة الأثر والعطاء الجميلة في مسير الحياة.- هناك من يفتقد وجودك وإطلالتك، فيحن إليك ويبادر للعودة إلى مواطئ أقدامك والسؤال عنك وبث المشاعر والشجون في رحاب حُبك، فهي صورة جميلة من صور الوفاء. - هناك من يُبعدك عن مساحات قلبه وإن طال البعاد تراه يصر أن تكون أنت المبادر للعودة إليه وبث أشجانك، متناسياً تلك اللحظات الجميلة وتلك الخطوات التي بذلت من أجله ومن أجل أن يكون يوماً ما رائداً في حياة الخير. هنا تتلاشى ملامح «الوفاء» وتبقى في طي النسيان. أما الصنف الثالث فهو الذي يسعى في مصلحته فتراه يتلون في الحديث عن حكاياته مع كل بطل من أبطال الرواية، ويتناسى تلك الأصداء المزعجة التي بثها في سابق عهده في مواقفه معك، وظن أنه يسير في الطريق الذي يحقق من خلاله مراده على حساب ابتسامة خادعة ومآرب أخرى. إنه صنف لا يرجى منه السلامة، ولا ذرة من وفاء.- شخصية «العطاء الإنساني» هي شخصية تتفرد عن باقي الشخصيات بعدة خصال تميزها عن الآخرين، وتجعلها في مصاف «الإنتاج الإنساني الفريد». شخصية تتسم بالإخلاص والتفاني في عملها، همها الأول إرضاء المولى عز وجل وكسب الأجور من خلال السعي في حاجة الآخرين وقضاء حوائجهم أياً كانت محطات العمل. شخصية تشعرك بعاطفتها الجياشة نحو تلك الفئات المحتاجة التي تنتظر من يتواصل معها ويمد يد المساعدة إليها، فهي تبادر بلا تردد، وتعطي بلا انتظار الثواب، تجد ابتسامتها وإشراقة محياها مهما تغيرت الظروف، لا تنتقد ولا تتذمر من الأوضاع، ولا تقع فريسة في مصائد «الغيبة والنميمة»، شعارها: «هو أعلم بالسرائر والضمائر» ومن أجل ذلك تجدها تبذل في الخير وتضحي من أجل الخير وتعيش بسلام داخلي وتبذل كل أوقات الحياة من أجل الله تعالى وحده. شخصية تعمل بصمت لأنها آثرت ألا تضيع وقتها في نفاق المواقف.- حري لكل صاحب مسؤولية -أياً كان موقعه- إن أراد المضي قدماً في صناعة النجاح وترك الأثر، عليه أن يضع في حسبانه رضا المولى عنه أولاً وإرضاء ضميره المُعلّق بالله وحده لا سعياً لإرضاء الناس. الأجدر به أن يكون شعلة من الحماس والنشاط، وأن يمتلك العديد من المبادرات التي تساهم في صنع الأثر وحلحلة الأفكار والمشروعات من مواقعها الأثرية. ليست العظة بما تمتلكه من مناصب، بل العظة بما تقدمه من أثر حقيقي ملموس فيكون الناتج الحقيقي نهضة المجتمع والمساهمة الفاعلة في الثراء الاجتماعي والإنساني. ستحاسب في الغد عن كل أعمالك فماذا قدمت من خلالها.. فلا تكن اليوم مجرد (بالونة منفوخة) تصفق لك الحشود التي تجامل لإنجازاتك الفارغة.ومضة أمليقول ابن القيم رحمه الله: القلب الغافل مأوى الشيطان.