العمل على الإساءة إلى المسيرة الديمقراطية في البحرين واتخاذ موقف سالب من الانتخابات النيابية والبلدية من قبل أولئك الذين يزعمون بأنفسهم أنهم «معارضة وثوار» ليس بجديد ولكنه هذه المرة أتى مبكراً، والأكيد أنه لن يؤدي إلى التأثير عليها لأسباب عديدة؛ منها أن المواطن البحريني صار يدرك الدور الذي يخدمون به النظام الإيراني وصار يعرف أن التوجيهات تصدر من هناك، ومنها أن عوامل وظروف استمرار المسيرة الديمقراطية في تحقيق النجاح متوفرة حتى لو تخلف عن المشاركة فيها كل الذين لا يزالون دون القدرة على تحرير مداركهم من تأثير مريدي السوء.

إفشال المسيرة الديمقراطية في البحرين أمر غير ممكن بل مستحيل، فالبحرين قطعت شوطاً مهماً وحققت الكثير من النجاحات في هذا الحقل ولا يمكن أن تقبل إلا باستمرار النجاح فيه، لذا فإن السعي إلى إرباك الانتخابات المقبلة لن يضر إلا المشاركين في هذا الفعل، أما ماكينة إعلام الملالي فلن تتمكن من تحقيق أماني مريدي السوء مهما فعلت. والحقيقة التي ينبغي أن يدركوها جميعاً هي أنه من كان الفشل مصيره في السنوات العشر ونيف الماضيات لا يمكن أن يذوق طعم النجاح.

ليس مفهوماً كيف يمكن أن يكون في الانتخابات المقبلة «حل لمشكلات الشعب» من دون المشاركة فيها، فحلول تلك المشكلات تأتي بعد المشاركة في الانتخابات وليس قبلها، وهي تأتي بعد أن يباشر النواب أعمالهم وليس قبل أن يتم انتخابهم. عليه فإن المعني المستنتج من تلك العبارة هو «إذا أردتم مشاركة أتباعنا واعترافنا بأن المسيرة الديمقراطية ناجحة فسلمونا الخيط والمخيط»!

خلال الشهور القليلة التي تفصلنا عن الانتخابات النيابية والبلدية سيعمد أولئك إلى إصدار الكثير من البيانات والفتاوى والتصريحات وسيعملون على تحريض من لا يزال غير مدرك لغاياتهم وقابلاً للتأثر بهم، وسيوظفون كل وسائل الإعلام والتواصل المتاحة لهم لكنهم لن يتمكنوا من تحقيق أي نجاح وسيذوقون طعم الفشل من جديد.