التفسير المنطقي لقيام غير الإيرانيين بالدفاع عن النظام الإيراني والتطوع للرد على كل من يقول أو يكتب عنه كلمة يعتبرونها تجاوزاً هو أنهم مستفيدون منه وأنه يحميهم ومن دونه يضيعون، وإلا فما الذي يجعلهم يستنفرون وينبرون للدفاع عن نظام يتفق كل العالم على سوئه ويرى ممارساته الخاطئة والمؤذية؟

مريدو السوء لا يترددون عن الدفاع عن هذا النظام لأنه الظهر الذي يستندون إليه ويوفر لهم ما يحتاجونه ليستمروا في طريق السوء الذي اختاروا السير فيه ويعتقدون أنه يمكن أن يوصلهم إلى المدينة المثالية التي لا توجد إلا في خيالهم. يفعلون ذلك حتى وهم يرون أن النظام الإيراني لم يوفر حتى بعد أربعين سنة من استيلائه على السلطة في إيران المثال الذي يمكن أن يفضي ولو بعد حين إلى المدينة المثالية، وهذا أمر ينبغي أن ينشغل مريدو السوء بالبحث عن إجابة له لعلهم ينتبهون إلى الضياع الذي هم فيه والخطأ الذي يمارسونه.

قيام النظام الإيراني بالدفاع عن نفسه والرد على ما يقال أو يكتب عنه أمر طبيعي وهو حقه، وهو بترسانته الإعلامية قادر على ذلك، لكن قيام غير الإيرانيين بهذا الأمر يستوجب تفسيراً، ولا تفسير سوى أنهم من دونه لا يستطيعون أن يتحركوا ويموتوا. لهذا لم يكن غريباً قيام إحدى الفضائيات التي تقسم بأغلظ الأيمان بأنها ليست تابعة للنظام الإيراني ولا تمول من قبله بالدفاع عنه والتطوع للرد على مقال كنت قد نشرته هنا أخيراً عن قيام النظام الإيراني بالتحريض على مقاطعة الانتخابات النيابية والبلدية المتوقعة في أكتوبر المقبل وسعيه للتدخل في شأن لا يخصه باستغلاله أفراداً اعتبروا أنفسهم معارضة وثواراً وقادة يقيمون في قم.

الحقيقة التي يتهرب أولئك من إدراكها هي أنهم في نظر النظام الإيراني ليسوا سوى بيادق يحركهم كيف يشاء ووقت ما يشاء ويوظفهم للإساءة إلى «وطنهم» فيعينونه من حيث لا يعلمون على جعل أنفسهم تابعين دائمين له.