يعدّ الإعلام من أهم مظاهر الممارسة الديمقراطية في العملية الانتخابية؛ إذ يضطلع بدور مهمّ في الحملات الانتخابية في سبيل التأثير في اتجاهات الرأي العام وجذب جمهور الناخبين.
وكان الاعتماد قديماً في داخل مملكة البحرين وخارجها على وسائل الإعلام التقليدية، فمثلاً نجد أن انتخابات المجلس التأسيسي البحريني عام 1972، وانتخابات المجلس الوطني البحريني عام 1973 اعتمد المرشحون، بشكل أساسي، على البيانات والمنشورات التي تحمل رؤية المرشح وبرنامجه الانتخابي وملصقات الحوائط ولقاء المواطنين في المجالس والديوانيات، وعقْد الندوات، وغيرها من الوسائل الإعلامية التقليدية. بالإضافة لنشر الأخبار الرسمية والأهلية في الإذاعة الرسمية وبعض المجلات التي كانت تصدر في ذلك الوقت، حيث لم يكن توجد صحافة يومية في البحرين إلا اعتباراً من عام 1976. أما التلفزيون فقد أنشىء عام 1973 كقناة تجارية استثمارية، ولم يكن للتلفزيون دور في نشْر أخبار الانتخابات وذلك لأسباب كثيرة لا يسع المجال لإيرادها هنا.
ولقد شهد استخدام وسائل الإعلام في الانتخابات تطوراً هائلاً خلال السنوات الماضية، وخاصة بعد ظهور «الإنترنت» وشبكات التواصل الاجتماعي، لذا سيحاول كاتب هذه السطور، في سلسلة من المقالات، بيان طبيعة وسائل الإعلام التقليدية والجديدة المستخدمة في الحملات الانتخابية النيابية في مملكة البحرين، وتحديداً تلَمُّس أنواع الاتصال المستخدمة في هذه الانتخابات، وأهداف هذا الاستخدام، والأساليب المستخدمة لمعرفة رد فعل الجمهور، الأمر الذي قد يساعد على فهْم النموذج الأفضل من وسائل الإعلام في المجتمع البحريني، ولأيِّ نوعية من الجمهور.
وتعتمد هذه المقالات على دراسات أجريت على الانتخابات النيابية في مملكة البحرين، تم نشرها في مجلات علمية مُحكّمة.
وسنتناول في هذه المقالات كمّاً واسعاً من الخبرات العالمية في دور وسائل الإعلام عامة، وفي السياسة والانتخابات النيابية خاصة، وكيفية توظيفها في خدمة أهداف المرشحين، وارتباط وسائل الإعلام بالعملية الانتخابية، واستراتيجية الاتصال التي انتهجها المترشحون واتَّبعوها في التواصل مع جمهور الناخبين، ودوافع المترشحين في الاعتماد على وسائل الاتصال في الحملات الانتخابية، وطبيعة وسائل الإعلام وأدوات الاتصال المستخدَمة في الحملات الانتخابية في البحرين، والأساليب المستخدَمة لمعرفة ردّ فعل جمهور الناخبين على رسائل المترشحين الإعلامية، ومقومات النجاح في الانتخابات.
* أستاذ الإعلام المساعد - جامعة البحرين
{{ article.visit_count }}
وكان الاعتماد قديماً في داخل مملكة البحرين وخارجها على وسائل الإعلام التقليدية، فمثلاً نجد أن انتخابات المجلس التأسيسي البحريني عام 1972، وانتخابات المجلس الوطني البحريني عام 1973 اعتمد المرشحون، بشكل أساسي، على البيانات والمنشورات التي تحمل رؤية المرشح وبرنامجه الانتخابي وملصقات الحوائط ولقاء المواطنين في المجالس والديوانيات، وعقْد الندوات، وغيرها من الوسائل الإعلامية التقليدية. بالإضافة لنشر الأخبار الرسمية والأهلية في الإذاعة الرسمية وبعض المجلات التي كانت تصدر في ذلك الوقت، حيث لم يكن توجد صحافة يومية في البحرين إلا اعتباراً من عام 1976. أما التلفزيون فقد أنشىء عام 1973 كقناة تجارية استثمارية، ولم يكن للتلفزيون دور في نشْر أخبار الانتخابات وذلك لأسباب كثيرة لا يسع المجال لإيرادها هنا.
ولقد شهد استخدام وسائل الإعلام في الانتخابات تطوراً هائلاً خلال السنوات الماضية، وخاصة بعد ظهور «الإنترنت» وشبكات التواصل الاجتماعي، لذا سيحاول كاتب هذه السطور، في سلسلة من المقالات، بيان طبيعة وسائل الإعلام التقليدية والجديدة المستخدمة في الحملات الانتخابية النيابية في مملكة البحرين، وتحديداً تلَمُّس أنواع الاتصال المستخدمة في هذه الانتخابات، وأهداف هذا الاستخدام، والأساليب المستخدمة لمعرفة رد فعل الجمهور، الأمر الذي قد يساعد على فهْم النموذج الأفضل من وسائل الإعلام في المجتمع البحريني، ولأيِّ نوعية من الجمهور.
وتعتمد هذه المقالات على دراسات أجريت على الانتخابات النيابية في مملكة البحرين، تم نشرها في مجلات علمية مُحكّمة.
وسنتناول في هذه المقالات كمّاً واسعاً من الخبرات العالمية في دور وسائل الإعلام عامة، وفي السياسة والانتخابات النيابية خاصة، وكيفية توظيفها في خدمة أهداف المرشحين، وارتباط وسائل الإعلام بالعملية الانتخابية، واستراتيجية الاتصال التي انتهجها المترشحون واتَّبعوها في التواصل مع جمهور الناخبين، ودوافع المترشحين في الاعتماد على وسائل الاتصال في الحملات الانتخابية، وطبيعة وسائل الإعلام وأدوات الاتصال المستخدَمة في الحملات الانتخابية في البحرين، والأساليب المستخدَمة لمعرفة ردّ فعل جمهور الناخبين على رسائل المترشحين الإعلامية، ومقومات النجاح في الانتخابات.
* أستاذ الإعلام المساعد - جامعة البحرين