مقطع فيديو قصير انتشر بشكل كبير مؤخراً، فيه يظهر مدرس في أحد المدارس السعودية، يدرس طلاب الصف الأول الابتدائي، والمقطع سجل في آخر يوم دراسي، وهذا المقطع تحديداً أثار ضجة كبيرة وتفاعلاً في وسائل التواصل الاجتماعي، فماذا فعل هذا المدرس؟!
المدرس خاطب الأطفال الصغار وقال لهم بأن اليوم هو نهاية مسيرتهم في الصف الأول الابتدائي، وأنه سيمنحهم فرصة ثمينة، سيغمض عينيه وسيمد يده لهم، وكل طفل منهم ستكون لديه الفرصة للتنفيس عن أي شيء داخله، خاصة لو كان حاملاً شيئاً بقلبه على المدرس طوال العام الدراسي.
قال لهم بصريح العبارة: «عيني مغمضة، وهاذي يدي ممدودة، وتعال خذ حقك إذا شايل علي شي، اضرب وخذ حقك، لكن في النهاية لا تذهب للصف الثاني وأنت في قلبك شيء علي».
موقف رائع وجملة رائعة، لكن تصرف الأطفال كان أروع بكل المقاييس، فماذا فعل الأطفال بمدرسهم وهو مغمض العينين؟!
لأنهم أطفال لم يتعدوا السابعة أو السادسة، فإنه من الطبيعي أن ترى بعضهم يظن بأن ما يحصل لعبة ما، فبعضهم بدأ بضرب يد المدرس بلطف، ووسط ابتسامات وضحكات بريئة، بعضهم كان يضرب يده بسرعة ويركض عائداً لمكانه، لكن اللافت هو ما حصل بعدها، إذ كانت البداية حينما قام أحد الأطفال بتقبيل يد المدرس، ليتبعه الأطفال الآخرون وهم يقبلون يده واحداً تلو الآخر.
لكن المدرس كان مصراً على تعليمهم كيف «ينقون» قلوبهم، في درس تربوي رفيع المستوى، فكان يواصل القول: «تعال وخذ حقك واضرب»، لكن رغم ذلك عاد أغلب الأطفال لتقبيل يده، حتى وقفت الحركة، فعاد ليسألهم: «خلصتوا؟!» ليجيبوا بـ «نعم»، وهنا عندما رفع رأسه قال لهم: «أهم شيء حينما تنتقلون للصف الثاني لا تحملوا في قلوبكم شيء من الزعل أو الكره».
الفكرة ليست بالنصيحة التي وجهها المدرس لتلاميذه الصغار، إذ هكذا سيظن البعض، لكن الفكرة تتركز في السبب الذي جعل الأطفال يستبدلون ضرب الكف بتقبيلها، إذ هنا يبرز السؤال: «لماذا قبلوا يده؟!».
سيقبلون يديك وحتى رأسك حينما تحسن إليهم، حينما تعاملهم كبشر، حينما تعطف عليهم وأنت تملك أدوات العقاب، حينما يدركون بأنك تأخذ بيدهم لتطورهم وترفع من مستواهم، سيقبلون يدك حينما تزرع فيهم الثقة وتمنحهم المساحة ليبدعوا لتفتح لهم أبواب المستقبل، حينما تصنع لهم السعادة وتجعلهم أشخاصاً إيجابيين يريدون تحقيق الإنجاز، وأخيراً حينما تعلمهم أهم درس في الحياة بأن الكراهية والبغض والحقد والغل والانتقام ليست من صفات الإنسان السوي.
هذا مدرس لطلاب في الصف الأول، قدم درساً قد يظنه البعض يمثل موقفاً إنسانياً لمدرس مع طلابه، لكنه في الحقيقة قدم درساً بليغاً في الإدارة وفي كيفية التعامل مع البشر، وكيف تكون ردة فعل البشر مع أي مسؤول يعاملهم كبشر، يحافظ على حقوقهم، يعاملهم بعدالة، ويصنع لهم الظروف ليكونوا بشراً متفوقين علمياً ومهنياً وإنسانياً.
تخيل لو أن هذا الموقف أقدم عليه مسؤول ظالم وفاسد إدارياً، لو أغمض عينيه وقدم يده وطلب من الموظفين أن يأخذوا حقهم منه، في ظنكم كم قبلة ستطبع على يده؟!
شخصياً أتوقع طالما أنه مغمض عينيه، فإن القبلات لن يتحصل عليها حتى من بطانته المستفيدة منه!
شكراً لهذا المدرس الفاضل على هذا الدرس البليغ في الإدارة والأهم في الإنسانية.
{{ article.visit_count }}
المدرس خاطب الأطفال الصغار وقال لهم بأن اليوم هو نهاية مسيرتهم في الصف الأول الابتدائي، وأنه سيمنحهم فرصة ثمينة، سيغمض عينيه وسيمد يده لهم، وكل طفل منهم ستكون لديه الفرصة للتنفيس عن أي شيء داخله، خاصة لو كان حاملاً شيئاً بقلبه على المدرس طوال العام الدراسي.
قال لهم بصريح العبارة: «عيني مغمضة، وهاذي يدي ممدودة، وتعال خذ حقك إذا شايل علي شي، اضرب وخذ حقك، لكن في النهاية لا تذهب للصف الثاني وأنت في قلبك شيء علي».
موقف رائع وجملة رائعة، لكن تصرف الأطفال كان أروع بكل المقاييس، فماذا فعل الأطفال بمدرسهم وهو مغمض العينين؟!
لأنهم أطفال لم يتعدوا السابعة أو السادسة، فإنه من الطبيعي أن ترى بعضهم يظن بأن ما يحصل لعبة ما، فبعضهم بدأ بضرب يد المدرس بلطف، ووسط ابتسامات وضحكات بريئة، بعضهم كان يضرب يده بسرعة ويركض عائداً لمكانه، لكن اللافت هو ما حصل بعدها، إذ كانت البداية حينما قام أحد الأطفال بتقبيل يد المدرس، ليتبعه الأطفال الآخرون وهم يقبلون يده واحداً تلو الآخر.
لكن المدرس كان مصراً على تعليمهم كيف «ينقون» قلوبهم، في درس تربوي رفيع المستوى، فكان يواصل القول: «تعال وخذ حقك واضرب»، لكن رغم ذلك عاد أغلب الأطفال لتقبيل يده، حتى وقفت الحركة، فعاد ليسألهم: «خلصتوا؟!» ليجيبوا بـ «نعم»، وهنا عندما رفع رأسه قال لهم: «أهم شيء حينما تنتقلون للصف الثاني لا تحملوا في قلوبكم شيء من الزعل أو الكره».
الفكرة ليست بالنصيحة التي وجهها المدرس لتلاميذه الصغار، إذ هكذا سيظن البعض، لكن الفكرة تتركز في السبب الذي جعل الأطفال يستبدلون ضرب الكف بتقبيلها، إذ هنا يبرز السؤال: «لماذا قبلوا يده؟!».
سيقبلون يديك وحتى رأسك حينما تحسن إليهم، حينما تعاملهم كبشر، حينما تعطف عليهم وأنت تملك أدوات العقاب، حينما يدركون بأنك تأخذ بيدهم لتطورهم وترفع من مستواهم، سيقبلون يدك حينما تزرع فيهم الثقة وتمنحهم المساحة ليبدعوا لتفتح لهم أبواب المستقبل، حينما تصنع لهم السعادة وتجعلهم أشخاصاً إيجابيين يريدون تحقيق الإنجاز، وأخيراً حينما تعلمهم أهم درس في الحياة بأن الكراهية والبغض والحقد والغل والانتقام ليست من صفات الإنسان السوي.
هذا مدرس لطلاب في الصف الأول، قدم درساً قد يظنه البعض يمثل موقفاً إنسانياً لمدرس مع طلابه، لكنه في الحقيقة قدم درساً بليغاً في الإدارة وفي كيفية التعامل مع البشر، وكيف تكون ردة فعل البشر مع أي مسؤول يعاملهم كبشر، يحافظ على حقوقهم، يعاملهم بعدالة، ويصنع لهم الظروف ليكونوا بشراً متفوقين علمياً ومهنياً وإنسانياً.
تخيل لو أن هذا الموقف أقدم عليه مسؤول ظالم وفاسد إدارياً، لو أغمض عينيه وقدم يده وطلب من الموظفين أن يأخذوا حقهم منه، في ظنكم كم قبلة ستطبع على يده؟!
شخصياً أتوقع طالما أنه مغمض عينيه، فإن القبلات لن يتحصل عليها حتى من بطانته المستفيدة منه!
شكراً لهذا المدرس الفاضل على هذا الدرس البليغ في الإدارة والأهم في الإنسانية.
