في وسائل التواصل الاجتماعي نرى كثيراً من المغردين يضعون أعلاماً كويتية أو سعودية أو إماراتية أو خليجية بصفة عامة، بينما يكشخ آخرون بالزي الخليجي، ويدعمون بحماسة روسيا في حربها ضد أوكرانيا. فهل هناك دوافع منطقية في تفهمهم موقف روسيا من الحرب، وهي روسيا التي كانت دائماً في المعسكر المناوئ للخليج وهل يختلف الرأي الحكومي عن الشعبي وهل هناك رأي خليجي آخر؟!
على مستوى صناع القرار السياسي الخليجي يرون أنهم لو واجهوا وضعاً مماثلاً لتعاطوا معه وفقاً لمقاربة بوتين نفسها. ويتفهمون أن الروس شركاء في «أوبك بلس» وأن العلاقات الأمريكية -الخليجية قد وصلت إلى أدنى مستوياتها. فيما يتفهّم الفرد الخليجي بوتين انطلاقاً من مفاهيم تمجيد القوة؛ فمازال البعض يطبل لصدام، ولإيمانهم بأن التعنّت الانتحاري الأوكراني ليس البديل الأمثل لكلفة الهجرة الجماعية، والإفقار الاقتصادي. ولرغبتهم في نهاية الهيمنة الأمريكية وتشكيل عالم متعدد الأقطاب، كما يتفهّم الفرد الخليجي بوتين انبهاراً بالمستضعَف كروسيا الذي يهزم معتدياً شرّيراً كحلف الناتو الذي دمر أفغانستان والعراق. والفرد الخليجي يستنكر تمادي واشنطن في تغيير حكام الدول وقول بايدن عن بوتين: «لا يمكنه البقاء في السلطة». كما أن الفرد الخليجي لا يتعاطف مع زيلينسكي جراء قراءته غير المرنة للخيارات المتاحة أمامه، فحتى بايدن قالها: «زيلينسكي لم يرد أن يسمع». كما أن احتلال روسيا لأوكرانيا يشكّل واقعاً قَبِل معظم الناس التعايش معه عربياً حيث بقي لبنان تحت نفوذ سوريا، والآن إيران. تركيا تحتل أطراف العراق وسوريا.
لكن هذا لا يمنع وجود من لا يتفهّم بوتين، فكيف ننسى جرائمة بالشيشان وسوريا؟ وكيف ننسى أن الشرعية الدولية قد أعادت الكويت في ظروف مشابهة؟ ولأن السردية الروسية للحرب تركّز على شرور الليبرالية الغربية، والقوى الغربية دور العملاق جالوت وروسيا دور المظلوم داود. كما أن الأصوات العربية الموالية للغرب تلتزم الصمت المطبق خوفاً من الشارع والغرب يخسر بسبب ذلك فقط.
بالعجمي الفصيح
قد يكون أغلب المواقف تنفيساً عابراً، لكن الأكثر خطورة هو أن نكون ضحية حرب الأفكار وأن يتم اصطفاف أبنائنا كما اصطفوا مع داعش والقاعدة ومحور المقاومة.
{{ article.visit_count }}
على مستوى صناع القرار السياسي الخليجي يرون أنهم لو واجهوا وضعاً مماثلاً لتعاطوا معه وفقاً لمقاربة بوتين نفسها. ويتفهمون أن الروس شركاء في «أوبك بلس» وأن العلاقات الأمريكية -الخليجية قد وصلت إلى أدنى مستوياتها. فيما يتفهّم الفرد الخليجي بوتين انطلاقاً من مفاهيم تمجيد القوة؛ فمازال البعض يطبل لصدام، ولإيمانهم بأن التعنّت الانتحاري الأوكراني ليس البديل الأمثل لكلفة الهجرة الجماعية، والإفقار الاقتصادي. ولرغبتهم في نهاية الهيمنة الأمريكية وتشكيل عالم متعدد الأقطاب، كما يتفهّم الفرد الخليجي بوتين انبهاراً بالمستضعَف كروسيا الذي يهزم معتدياً شرّيراً كحلف الناتو الذي دمر أفغانستان والعراق. والفرد الخليجي يستنكر تمادي واشنطن في تغيير حكام الدول وقول بايدن عن بوتين: «لا يمكنه البقاء في السلطة». كما أن الفرد الخليجي لا يتعاطف مع زيلينسكي جراء قراءته غير المرنة للخيارات المتاحة أمامه، فحتى بايدن قالها: «زيلينسكي لم يرد أن يسمع». كما أن احتلال روسيا لأوكرانيا يشكّل واقعاً قَبِل معظم الناس التعايش معه عربياً حيث بقي لبنان تحت نفوذ سوريا، والآن إيران. تركيا تحتل أطراف العراق وسوريا.
لكن هذا لا يمنع وجود من لا يتفهّم بوتين، فكيف ننسى جرائمة بالشيشان وسوريا؟ وكيف ننسى أن الشرعية الدولية قد أعادت الكويت في ظروف مشابهة؟ ولأن السردية الروسية للحرب تركّز على شرور الليبرالية الغربية، والقوى الغربية دور العملاق جالوت وروسيا دور المظلوم داود. كما أن الأصوات العربية الموالية للغرب تلتزم الصمت المطبق خوفاً من الشارع والغرب يخسر بسبب ذلك فقط.
بالعجمي الفصيح
قد يكون أغلب المواقف تنفيساً عابراً، لكن الأكثر خطورة هو أن نكون ضحية حرب الأفكار وأن يتم اصطفاف أبنائنا كما اصطفوا مع داعش والقاعدة ومحور المقاومة.