أصبح المجتمع العربي مشوشاً من مقدار العنف المبطن باسم الحب، فما حدث من جرائم بشعة لطالبات جامعيات في دول عربية لا يندرج أبداً تحت مسمى «حب» ما هو إلا أطنان من الكراهية والبغض والغضب لحالات مرضية نشفق بأنهم وصلوا إلى هذه المرحلة التعيسة باسم «الحب والعشق والهيام».
فتيات في مقتبل العمر صغيرات جداً غادرن سريعاً من هذه الحياة لمجرد أنهن رفضن الارتباط بأشخاص أو مواصلة الحياة معهم، هي لغة الغاب الذي يستغلها بعض الرجال لضعف المرأة البدنية مقارنة لقوته وقوة السلاح المستخدم لإزهاق الأرواح البريئة، فبرغم أننا نعيش في زمن الحقوق والحريات وتغليظ العقوبات على كل من تسوّل له نفسه إهانة الكيان الإنساني إلا أن العنف الكامن في عقول البعض مبطن ومغلف بورق هش ينفجر بسرعة ومن غير تردد في حال الرفض وكأن رجولتهم مست لعدم توافق الأرواح وتعي أن تنصهر معاً، أي منطق يتخذه البعض في الحب المقنع وأي صبيانية تنتهج عندما تزهق الأرواح وكأنهن ألعاب تدمر تحت الأقدام معلناً صياحه، يظن العالم من حوله بيت «أبوه» وفي حضن «أمه» يطلب لعبة حتى يبعثرها.
متى ينتهي مسلسل تعنيف النساء وقتلهن، فرح في الكويت، ونيرة في مصر، ولبنى وإيمان من الأردن، والمذيعة شيماء جمال، وكثيرات رحمهن الله جميعاً، المصيبة بأن قاتل إيمان اتخذ من قاتل نيرة قدوة يحذو حذوه في القتل، ما نعيشه هو واقع وليس فيلماً أو مسلسلاً أو تمثيلاً ينهض بطل الفيلم بعد أن يقتل أو يسجن، هي حياة واحدة في الدنيا، من يموت لا يعود ولن تعود تلك الأيام، فاللحظات التي تمضي لا يمكن أن نرجعها، وهكذا كل الأفعال سواء إن كانت سيئة أو طيبة، فلماذا يقسو البعض ولماذا يضمر ويكن كل هذا الشر للآخرين؟! وكأننا جميعاً لن نُحاسب على أفعالنا، فالقتل أبشع الأفعال. متعبة كثيراً لأسرة القتيل وأحبائه فالقتلة لم يقتلوا شخصاً واحداً بل أشخاصاً يحسبون اليوم أنهم من الأحياء، وهيهات أن يعود من فارقنا وليت العويل والبكاء يُرجع من تركوا نفوساً فارغة وخاوية وحزينة.
أستشهد بأقوال المستشار بهاء المري، رئيس محكمة جنايات المنصورة قبل النطق بالحكم في قضية مقتل نيرة أشرف وإحالة أوراق المتهم محمد عادل إلى فضيلة مفتي الديار المصرية عندما قال كلمته الرائعة «إنَّ هذا الخَللَ، إنْ لم نأخذ على أيدي المَوتورينَ ومُروِّجيهِ، استفحَلَ ضَرَرُه، وعَزَّ اتقاءُ شَرِّه، واتسَع الرَّتقُ على الراتق».
كلمة من القلب
من كلمات المستشار بهاء المري البليغة: «الرغبةُ صَارت حُباً، والقتلُ لأجلهِ انتصاراً، والانتقامُ شَجاعةً، والجُرأة على قِيَم المُجتمع وفُحشِ القَولِ والعلاقاتُ المُحرَّمةُ، تُسمَّى حُريةً مَكفولة. ومن هذا الرَّحم وُلدَ جَنين مُشوَه.. وَقُودُ الأمَّةِ صارَ حَطبَها. باتَ النشءُ ضَحيةَ قُدوةٍ مُشوهة، وثقافاتٍ، مَسمُوعةٍ ومَرئيٍّةٍ ومقروءة، هذا هو حالُها. ومن فَرْطِ شُيوعهِ، واعتباره من قبلِ كثيرين كشفاً لواقع، زُيِّنَ لهم فَرأَوهُ حَسناً، فكان جُرم اليوم له نِتاجاً».
فتيات في مقتبل العمر صغيرات جداً غادرن سريعاً من هذه الحياة لمجرد أنهن رفضن الارتباط بأشخاص أو مواصلة الحياة معهم، هي لغة الغاب الذي يستغلها بعض الرجال لضعف المرأة البدنية مقارنة لقوته وقوة السلاح المستخدم لإزهاق الأرواح البريئة، فبرغم أننا نعيش في زمن الحقوق والحريات وتغليظ العقوبات على كل من تسوّل له نفسه إهانة الكيان الإنساني إلا أن العنف الكامن في عقول البعض مبطن ومغلف بورق هش ينفجر بسرعة ومن غير تردد في حال الرفض وكأن رجولتهم مست لعدم توافق الأرواح وتعي أن تنصهر معاً، أي منطق يتخذه البعض في الحب المقنع وأي صبيانية تنتهج عندما تزهق الأرواح وكأنهن ألعاب تدمر تحت الأقدام معلناً صياحه، يظن العالم من حوله بيت «أبوه» وفي حضن «أمه» يطلب لعبة حتى يبعثرها.
متى ينتهي مسلسل تعنيف النساء وقتلهن، فرح في الكويت، ونيرة في مصر، ولبنى وإيمان من الأردن، والمذيعة شيماء جمال، وكثيرات رحمهن الله جميعاً، المصيبة بأن قاتل إيمان اتخذ من قاتل نيرة قدوة يحذو حذوه في القتل، ما نعيشه هو واقع وليس فيلماً أو مسلسلاً أو تمثيلاً ينهض بطل الفيلم بعد أن يقتل أو يسجن، هي حياة واحدة في الدنيا، من يموت لا يعود ولن تعود تلك الأيام، فاللحظات التي تمضي لا يمكن أن نرجعها، وهكذا كل الأفعال سواء إن كانت سيئة أو طيبة، فلماذا يقسو البعض ولماذا يضمر ويكن كل هذا الشر للآخرين؟! وكأننا جميعاً لن نُحاسب على أفعالنا، فالقتل أبشع الأفعال. متعبة كثيراً لأسرة القتيل وأحبائه فالقتلة لم يقتلوا شخصاً واحداً بل أشخاصاً يحسبون اليوم أنهم من الأحياء، وهيهات أن يعود من فارقنا وليت العويل والبكاء يُرجع من تركوا نفوساً فارغة وخاوية وحزينة.
أستشهد بأقوال المستشار بهاء المري، رئيس محكمة جنايات المنصورة قبل النطق بالحكم في قضية مقتل نيرة أشرف وإحالة أوراق المتهم محمد عادل إلى فضيلة مفتي الديار المصرية عندما قال كلمته الرائعة «إنَّ هذا الخَللَ، إنْ لم نأخذ على أيدي المَوتورينَ ومُروِّجيهِ، استفحَلَ ضَرَرُه، وعَزَّ اتقاءُ شَرِّه، واتسَع الرَّتقُ على الراتق».
كلمة من القلب
من كلمات المستشار بهاء المري البليغة: «الرغبةُ صَارت حُباً، والقتلُ لأجلهِ انتصاراً، والانتقامُ شَجاعةً، والجُرأة على قِيَم المُجتمع وفُحشِ القَولِ والعلاقاتُ المُحرَّمةُ، تُسمَّى حُريةً مَكفولة. ومن هذا الرَّحم وُلدَ جَنين مُشوَه.. وَقُودُ الأمَّةِ صارَ حَطبَها. باتَ النشءُ ضَحيةَ قُدوةٍ مُشوهة، وثقافاتٍ، مَسمُوعةٍ ومَرئيٍّةٍ ومقروءة، هذا هو حالُها. ومن فَرْطِ شُيوعهِ، واعتباره من قبلِ كثيرين كشفاً لواقع، زُيِّنَ لهم فَرأَوهُ حَسناً، فكان جُرم اليوم له نِتاجاً».