القول بأن هذه البلاد أو تلك كان لها دور في التوصل إلى اتفاقات معينة بين عدد من الدول في المنطقة فيما صار يعرف بالاتفاقية الإبراهيمية قول فاقد للقيمة، حيث من الطبيعي أن يكون للدول دور في التغيرات التي تشهدها المنطقة لأنها جزء منها، ومن الطبيعي أن يكون لقادتها دور في ذلك لأن التغيير لا يمكن أن يحدث من دون موافقتهم. ولأنه لا يمكن التجاوز عما تمثله المملكة العربية السعودية في المنطقة لأنها فاعلة ومؤثرة لذا كان من الطبيعي التشاور معها ومعرفة رأيها في الذي يجري في المنطقة خصوصاً وأن المملكة ترنو إلى المستقبل ولا يمكن لها إلا أن تلتقط الفكرة والفرصة لكي تسهم في الارتقاء بالحضارة الإنسانية ؛ ولو بالرأي والموقف الإيجابي.

من الأمور التي ينبغي من الجميع إدراكها أن المنطقة تشهد اليوم تغيرات متسارعة تفرض على دولها عدم التأخر في اتخاذ القرارات التي تعينها على حماية نفسها وضمان مستقبل شعوبها وليكون لها أيضاً بصمة في ذلك، وهذا يفرض عليها التحرر من بعض القيود وغض الطرف عن كثير من الأمور وعدم الاكتفاء بالنظر إلى الحاضر.

ليس من العدل انتظار المستقبل، العدل هو أن تشارك في صناعته ليأتي كما تريده أنت وليس كما يريد هو، وهذا ما تفعله كل دول المنطقة باستثناء إيران التي قدرت أن التغيير ليس في صالحها عدا أنها لا تزال دون القدرة على التحرر من بعض مواد دستورها الذي قيدت بها نفسها ومنعتها من التفكير، ولولاها لعاش الشعب الإيراني بطريقة أخرى وفي مستوى آخر ولم يضطر النظام إلى الزج به في معارك لا تعود عليه إلا بالأذى.

التغيير أمر يستوجب القلق، لهذا فإنه يحتاج إلى من هو متمكن من اتخاذ القرار المناسب في اللحظة المناسبة، والسعودية لا تختلف في قدرتها على ذلك عن شقيقاتها البحرين والإمارات والمغرب وتلك التي سبقتها في التغيير.