أعتقد بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن أخذ فكرة مباشرة وواضحة وعن قرب عن «قوة» الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية وثقلها الإقليمي والدولي حينما زارها لحضور قمة جدة، وهي الزيارة التي يبدو أنه كان يحتاجها قبل وقت طويل، وتحديداً فور توليه رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية بعد الانتخابات. مشكلة أغلب الرؤساء الأمريكيين أنه بعد وصولهم للبيت الأبيض يعملون بـ«قناعة تامة» أنهم ليسوا رؤساء لبلدهم فقط، بل هم رؤساء للعالم ولجميع دول العالم، وهذا السبب الذي يجعل أغلبهم يتعامل بأساليب غريبة ويدلي بتصريحات غريبة، دون أن يستوعب بأن الدول الأخرى ذات سيادة، وأنها مستقلة وليست تابعة لهم، وإن كانت صديقة لهم فإن ذلك وفق ما تفرضه الدبلوماسية وعلاقات التعاون والعمل المشترك.
بالتالي حينما ظن بايدن أن بمقدوره التعامل مع السعودية بأسلوب «السيادة»، عرفته السعودية بالطريقة الصعبة كيف يجب أن تتعامل مع قوة إقليمية ودولية، لها ثقلها ولها وزنها، ولها وضعها المتحكم في سوق النفط الدولي، وهو الأمر الذي كان يظن بايدن أنه سيصلحه بزيارته، لكن كلمة الأمير محمد بن سلمان، كلمة هذا «الفارس العربي» الشامخ بشموخ بلاده، كانت واضحة تماما بشأن إبقاء السعودية على معدل الإنتاج الحالي وعدم زيادته، ويكفي وجه بايدن لما سمع هذا القول ليكشف لنا كيف استوعب الدرس.
جاء للسعودية والتقى قادة دول مجلس التعاون والدول العربية الشقيقة ويفترض أنه خرج بقناعة تجعله يفكر بأنه من الجنون معاداة السعودية وأشقائها، فالجامع بين هؤلاء إضافة لكونهم دولا إسلامية وعربية، الجامع بينهم مصيرهم المشترك، وكيف أن وحدة صفهم بإمكانها إطلاق صافرات إنذار للغرب ومن لديه نوايا غير سوية تجاه بلداننا.
لذلك تصريحات بايدن الذي نزل من طيارته وعيناه في الأرض، تصريحاته كانت تركز على إصلاح العلاقات وتعزيز التعاون، وتطرق للشؤون الأمنية ودور الولايات المتحدة في دعم الاستقرار والأمن، رغم السوابق في زعزعة هذا الاستقرار والأمن من خلف الكواليس عبر إثارة الفوضى ودعم المتطرفين والإرهابيين، إلا أن بايدن سقط مجدداً حينما صرح بشأن الصين وروسيا، وكأنه يري منطقة الخليج العربي «ساحة لعب» خاصة به، وأنه لن يتركها ليتسبب بـ«فراغ» تستفيد منه الصين وروسيا.
هنا نقول للرئيس بايدن «قف»، إذ من قال لك بأن منطقتنا مكان أنت تمتلكه أو تستحوذ على مقدراته؟! من قال لك بأن بلداننا لا يحق لها التعاون ومد جسور الصداقة مع أي دولة كانت إلا بإذنك؟! صحح مفهوم المغلوط هذا، فدولنا اليوم تمثل رقما صعبا في المعادلات الدولية، وهي أدرك منذ زمن بعيد بأن الانفتاح والتعاون مع جميع القوى العالمية من حقها، بل هو «الكرت الصعب» الذي سيقوض كل أفكار السطوة والضغوط المراد ممارسته.
الصين وروسيا قوتان إقليميتان وعالميتان، وبالنسبة لنا هما دولتان لم يتآمرا أبداً على دولنا، ولم يتدخلا في شؤوننا، ولم يدعما الإرهاب والانقلابات والمخططات الآثمة تجاه دولنا، بالتالي عن أي «فراغ» تتحدث يا سيد بايدن؟! بل روسيا والصين هما اللتان سيسدان «فراغك الموهم»، وأنت تدرك ذلك جيدا، والدليل ركضك وهرعك ومسارعتك لزيارة السعودية، وإدراكك المتأخر بأن معاداة السعودية والحديث معها بفلسفة سيجعلك تحلم بكوابيس متواصل، سيجعلك اقتصادك يتأثر، وسيحول النفط العربي بالنسبة لك إلى مصدر طاقة قد يختفي، مثلما فعل بكم الراحل الكبير الملك فيصل بن عبدالعزيز طيب الله ثراه.
في النهاية، نظن بأنك عرفت من تكون السعودية جيداً، يا سيد بايدن. والأفضل أن تنظف أذنيك من وساوس أوباما وهيلاري، وأنت الرابح.
بالتالي حينما ظن بايدن أن بمقدوره التعامل مع السعودية بأسلوب «السيادة»، عرفته السعودية بالطريقة الصعبة كيف يجب أن تتعامل مع قوة إقليمية ودولية، لها ثقلها ولها وزنها، ولها وضعها المتحكم في سوق النفط الدولي، وهو الأمر الذي كان يظن بايدن أنه سيصلحه بزيارته، لكن كلمة الأمير محمد بن سلمان، كلمة هذا «الفارس العربي» الشامخ بشموخ بلاده، كانت واضحة تماما بشأن إبقاء السعودية على معدل الإنتاج الحالي وعدم زيادته، ويكفي وجه بايدن لما سمع هذا القول ليكشف لنا كيف استوعب الدرس.
جاء للسعودية والتقى قادة دول مجلس التعاون والدول العربية الشقيقة ويفترض أنه خرج بقناعة تجعله يفكر بأنه من الجنون معاداة السعودية وأشقائها، فالجامع بين هؤلاء إضافة لكونهم دولا إسلامية وعربية، الجامع بينهم مصيرهم المشترك، وكيف أن وحدة صفهم بإمكانها إطلاق صافرات إنذار للغرب ومن لديه نوايا غير سوية تجاه بلداننا.
لذلك تصريحات بايدن الذي نزل من طيارته وعيناه في الأرض، تصريحاته كانت تركز على إصلاح العلاقات وتعزيز التعاون، وتطرق للشؤون الأمنية ودور الولايات المتحدة في دعم الاستقرار والأمن، رغم السوابق في زعزعة هذا الاستقرار والأمن من خلف الكواليس عبر إثارة الفوضى ودعم المتطرفين والإرهابيين، إلا أن بايدن سقط مجدداً حينما صرح بشأن الصين وروسيا، وكأنه يري منطقة الخليج العربي «ساحة لعب» خاصة به، وأنه لن يتركها ليتسبب بـ«فراغ» تستفيد منه الصين وروسيا.
هنا نقول للرئيس بايدن «قف»، إذ من قال لك بأن منطقتنا مكان أنت تمتلكه أو تستحوذ على مقدراته؟! من قال لك بأن بلداننا لا يحق لها التعاون ومد جسور الصداقة مع أي دولة كانت إلا بإذنك؟! صحح مفهوم المغلوط هذا، فدولنا اليوم تمثل رقما صعبا في المعادلات الدولية، وهي أدرك منذ زمن بعيد بأن الانفتاح والتعاون مع جميع القوى العالمية من حقها، بل هو «الكرت الصعب» الذي سيقوض كل أفكار السطوة والضغوط المراد ممارسته.
الصين وروسيا قوتان إقليميتان وعالميتان، وبالنسبة لنا هما دولتان لم يتآمرا أبداً على دولنا، ولم يتدخلا في شؤوننا، ولم يدعما الإرهاب والانقلابات والمخططات الآثمة تجاه دولنا، بالتالي عن أي «فراغ» تتحدث يا سيد بايدن؟! بل روسيا والصين هما اللتان سيسدان «فراغك الموهم»، وأنت تدرك ذلك جيدا، والدليل ركضك وهرعك ومسارعتك لزيارة السعودية، وإدراكك المتأخر بأن معاداة السعودية والحديث معها بفلسفة سيجعلك تحلم بكوابيس متواصل، سيجعلك اقتصادك يتأثر، وسيحول النفط العربي بالنسبة لك إلى مصدر طاقة قد يختفي، مثلما فعل بكم الراحل الكبير الملك فيصل بن عبدالعزيز طيب الله ثراه.
في النهاية، نظن بأنك عرفت من تكون السعودية جيداً، يا سيد بايدن. والأفضل أن تنظف أذنيك من وساوس أوباما وهيلاري، وأنت الرابح.