قول البعض بأن على البحرين أن تنتظر حتى «يعال» عليها ثم تفكر في شراء هذا السلاح أو ذاك من الولايات المتحدة أو إسرائيل أو بريطانيا أو غيرها ليتوفر لها «المبرر» قول لا يصدر إلا عمن هو بعيد عن السياسة ولا فهم له في أمور الأمن والأمان ومسؤولية الدول تجاه مواطنيها. فمن غير المعقول أن يتم ذلك بعد أن تتعرض البلاد مثلاً لهجوم بالطائرات المسيرة أو الصواريخ من الحوثيين أو «حزب الله» أو النظام الإيراني أو من قريب أو بعيد، فحق المواطنين والمقيمين على الحكومة هو أن توفر لهم الحماية، وواجبها هو العمل على إشعارهم بأنهم لن يتعرضوا للأذى في غفلة من الزمن وأنها قادرة على الدفاع عنهم. وهذا لا يمكن أن يتحقق من دون توفر الأسلحة على اختلافها ومن دون استخدامها في اللحظة المناسبة.

كل الدول تفعل هذا كي لا تؤخذ على حين غرة وحينها لا ينفع الصوت ولا الندم، وبالتأكيد فإن البحرين لا تلتفت إلى أقوال من مثل أنها تتعاون في هذا المجال مع إسرائيل لأنها ببساطة توجد بينها وبين إسرائيل اليوم علاقات دبلوماسية واتفاقيات أمنية وعسكرية واقتصادية وغيرها، تماماً مثلما أنه توجد بينها وبين العديد من دول العالم وأولها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا علاقات دبلوماسية واتفاقيات، وبالتأكيد أيضاً فإنها لا تلتفت إلى تحليلات الآخرين ولا تمنعهم من حقهم في ذلك.

في السياق نفسه لابد من القائلين بذلك القول أن يفهموا أن من حق كل دولة أن تحمي نفسها ونظامها واستقرارها، والبحرين ليست استثناء، فمن حق السلطة هنا حماية نفسها بتوفير كل الأدوات التي يتحقق لها ذلك وأولها السلاح بأنواعه.

لو أن وجهة نظر أولئك صحيحة فالأولى أن يقنعوا بها النظام الإيراني الذي يشكل له موضوع حماية نفسه بشراء الأسلحة وتصنيعها وتطويرها الأولوية التي ما بعدها أولوية ويبالغ حد أن يقبل بتجويع الشعب الإيراني كله وتعريته.