المشاركتان الأخيرتان للمنتخب الوطني لكرة السلة في التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة لبطولة العالم ونهائيات البطولة الآسيوية كشفتا عن قدرة الأحمر البحريني على مقارعة كبار القارة الصفراء في لعبة العمالقة رغم خروجه من كلتا المنافستين.

ومن حيث المستويين الفني والبدني أظهر منتخبنا قدرة متميزة في منافسة كبار آسيا فكان نداً قوياً لعمالقة الصين ونجوم كوريا الجنوبية وكانت خسارتاه في كلتا المواجهتين بفارق نقطة واحدة أمام الصين وبفارق خمس نقاط أمام كوريا الجنوبية، وقبل ذلك كان قد فاز على منتخب كازاخستان -أحد أقوياء آسيا- ما يؤكد أن الفوارق الفنية بيننا وبينهم ضئيلة جداً، ولو عدنا إلى النتائج سنجد أن فارقي الخبرة والاحتكاك يأتيان في مقدمة العوامل التي ترجح كفة المنتخبات الآسيوية التي تمتلك عدداً من اللاعبين المحترفين في الدوريات الأوروبية والأمريكية، بالإضافة إلى توافر عنصر الطول لدى بعض هذه المنتخبات.

لست ضليعاً في تحليل لعبة كرة السلة بالدرجة التي تمكنني من كشف التفاصيل الفنية الدقيقة، ولكن من وجهة نظري المتواضعة في هذا المجال أرى أن منتخبنا السلاوي بحاجة إلى مزيد من المشاركات الخارجية؛ لاكتساب الخبرة الميدانية التي تمكنه من القدرة على التعامل مع مثل هذه الاستحقاقات القارية والدولية والأولمبية.

وأبداً لا أغفل عن أهمية عنصر الطول باعتباره أحد أبرز معايير اللعبة وأعلم جيداً أن الاتحاد البحريني لكرة السلة يعمل منذ فترة طويلة بجدية على البحث عن المواهب الوطنية من أصحاب القامات الطويلة وكما يبدو فإن عنصر الطول أصبح متاحاً في هذا الجيل أكثر مما كان عليه في الماضي، ما يدعو إلى التفاؤل بتجاوز هذا النقص البدني مستقبلاً.

أعود لأؤكد أهمية زيادة الاحتكاك عن طريق زيادة مشاركات المنتخب الوطني في الدورات والبطولات سواء الخارجية منها أو تلك التي باستطاعة الاتحاد البحريني استضافتها على أرض المملكة.

علينا أن نعمل بجدية لاستثمار المستوى المشرف الذي ظهر به الأحمر البحريني في الاستحقاقين القاريين الأخيرين من أجل أن نجد للعبة مكاناً لائقاً يقودها إلى كبريات البطولات والدورات العالمية والأولمبية، وهنا نتحدث عن وجوب تضافر الجهود بين اتحاد اللعبة والهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية البحرينية لتسهيل وتيسير مشاركة المنتخب الوطني في أكبر عدد من الدورات والبطولات المتاحة.