تأملت ملامح الأيام وشدة زحام الناس على معترك الحياة، وتلك العضلات المفتولة التي يتباهى بها شباب اليوم وهم يغوصون بعيداً عن مساحة الأمان يتخبطون في خطوات مسيرهم فلا يفقهون سبيل النجدة من ظلمات الأيام الحالكة. تأملت الحال فوجدته غير ذلك الحال الذي عشناه يوماً ما، فبتنا لا نهتم بغاية الوجود على الأرض، وغاصت نفوسنا في أوحال ذلك الغزو الفكري والعادات المصطنعة التي وجدت من أجل أن نتنازل عن أبسط مبادئنا التي تعلمناها ورضعناها من جيل الكبار من الآباء والأجداد.
أتراني أبالغ يا صاحبي إن قلت أن القناعات باتت من السهولة أن تتغير بسبب تغير الزمان وتغير أحواله كما أن البيئة التي نعيشها لم تكن كالأمس، فهي اليوم تحتاج إلى ولادة مارد جديد يتجاوز الصعوبات ويتحدى قسوة الأيام. أحسست بأن مارد الذات بدأ يلملم أفكاره المتناثرة، ويوقف تعارك الأفكار، ويبزغ نجمه من جديد ويكشف عن ذلك الميدان الرحب الذي سيتألق فيه ويقضي على كل شوائب النفس، وعلى كل تلك الأفكار التقليدية البالية التي عشعشت في نفسه منذ أمد طويل، وحان الأوان لتختفي ملامحها مع تلاطم أمواج الحياة المتشابكة.
يا صاحبي حان أوان التغيير، وحان أوان تلك المحطة الجميلة التي يجب أن تزرع فيها بذور الأثر الجميل لتحصد الثمار اليانعة في قابل أيام الحياة. فهناك مساحات مازالت تحكي عنك قصص الجمال والأثر، ومازال روّادها يتذكرونها كلما مرت ذكراك في مخيلتهم، أو لمحوا أثر وجودك في حياتهم يوماً ما. يا صاحبي كلما جلسنا نتذاكر صور الأثر ونبتسم لمواقفها الضاحكة ولملامحها الآسرة، كلما أيقنا بأن بركة الحياة مازالت تسير مع أنفاسنا الحية، وخطت إلينا رسالة جديدة فحواها أن نلتفت لتلك الفرص السهلة المتناثرة التي لا تجد من يحتضنها ويفعل أثرها في الحياة.
يا صاحبي.. كلما تعرقلت قدماي في المسير أو بان التعب والنصب والسخط أحياناً على تقاسيم وجهي، كلما أحسست قربك ونظراتك الحانية وحكمتك التي تذكرني بالهون واللين والحلم وتقبل بعضنا البعض والتقاضي عن الهفوات والزلات، وأن يحب بعضنا البعض بجمال طبائعه ونتغافل عن سيئ الطباع. هكذا أجدك بجانبي في كل حين.. وفي كل مرة أحيد فيها عن طريق الصواب في التعامل مع صعاب الحياة ومواقف الأيام.
يا صاحبي فوق كل ذلك كله أتذكر مساحة التأمل والخلوة مع الله عز وجل التي عاشها حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار «حراء» بعيداً عن أعين الناس، وأرغم نفسي أن تكون هذه اللحظة هي الحاسمة في التغيير والتجديد الإيماني بعيداً عن كل صراعات البشر وتذمرهم وعلاقاتهم المريبة في كثير من الأحيان.. فما أحوجني إليها الآن.. أتأمل يا صاحبي شوق الصحابة الكرام رضي الله عنهم للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.. وكيف كانوا لا يطيقون فراقه. تأمل حال الصحابي ثوبان رضي الله عنه عندما سأله الرسول صلى الله عليه وسلم عن تغير لون وجهه فأجاب: «يا رسول الله، ليس بي مرض ولا وجع، غير أني إذا لم أرك أستوحشُ وحشةً شديدة حتى ألقاك! ثم ذكرت الآخرة، فخفتُ أني لا أراك، لأنك تُرفع مع النبيين، وإني إن دخلتُ الجنة ففي منزلة أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل الجنة لا أراك أبداً». يا صاحبي.. إنه حب الفردوس الأعلى بحب صانع الخير في دنيا البشر.
ومضة أمل
يا صاحبي.. سنتواصى بالحق ونتواصى بالصبر.
أتراني أبالغ يا صاحبي إن قلت أن القناعات باتت من السهولة أن تتغير بسبب تغير الزمان وتغير أحواله كما أن البيئة التي نعيشها لم تكن كالأمس، فهي اليوم تحتاج إلى ولادة مارد جديد يتجاوز الصعوبات ويتحدى قسوة الأيام. أحسست بأن مارد الذات بدأ يلملم أفكاره المتناثرة، ويوقف تعارك الأفكار، ويبزغ نجمه من جديد ويكشف عن ذلك الميدان الرحب الذي سيتألق فيه ويقضي على كل شوائب النفس، وعلى كل تلك الأفكار التقليدية البالية التي عشعشت في نفسه منذ أمد طويل، وحان الأوان لتختفي ملامحها مع تلاطم أمواج الحياة المتشابكة.
يا صاحبي حان أوان التغيير، وحان أوان تلك المحطة الجميلة التي يجب أن تزرع فيها بذور الأثر الجميل لتحصد الثمار اليانعة في قابل أيام الحياة. فهناك مساحات مازالت تحكي عنك قصص الجمال والأثر، ومازال روّادها يتذكرونها كلما مرت ذكراك في مخيلتهم، أو لمحوا أثر وجودك في حياتهم يوماً ما. يا صاحبي كلما جلسنا نتذاكر صور الأثر ونبتسم لمواقفها الضاحكة ولملامحها الآسرة، كلما أيقنا بأن بركة الحياة مازالت تسير مع أنفاسنا الحية، وخطت إلينا رسالة جديدة فحواها أن نلتفت لتلك الفرص السهلة المتناثرة التي لا تجد من يحتضنها ويفعل أثرها في الحياة.
يا صاحبي.. كلما تعرقلت قدماي في المسير أو بان التعب والنصب والسخط أحياناً على تقاسيم وجهي، كلما أحسست قربك ونظراتك الحانية وحكمتك التي تذكرني بالهون واللين والحلم وتقبل بعضنا البعض والتقاضي عن الهفوات والزلات، وأن يحب بعضنا البعض بجمال طبائعه ونتغافل عن سيئ الطباع. هكذا أجدك بجانبي في كل حين.. وفي كل مرة أحيد فيها عن طريق الصواب في التعامل مع صعاب الحياة ومواقف الأيام.
يا صاحبي فوق كل ذلك كله أتذكر مساحة التأمل والخلوة مع الله عز وجل التي عاشها حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار «حراء» بعيداً عن أعين الناس، وأرغم نفسي أن تكون هذه اللحظة هي الحاسمة في التغيير والتجديد الإيماني بعيداً عن كل صراعات البشر وتذمرهم وعلاقاتهم المريبة في كثير من الأحيان.. فما أحوجني إليها الآن.. أتأمل يا صاحبي شوق الصحابة الكرام رضي الله عنهم للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.. وكيف كانوا لا يطيقون فراقه. تأمل حال الصحابي ثوبان رضي الله عنه عندما سأله الرسول صلى الله عليه وسلم عن تغير لون وجهه فأجاب: «يا رسول الله، ليس بي مرض ولا وجع، غير أني إذا لم أرك أستوحشُ وحشةً شديدة حتى ألقاك! ثم ذكرت الآخرة، فخفتُ أني لا أراك، لأنك تُرفع مع النبيين، وإني إن دخلتُ الجنة ففي منزلة أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل الجنة لا أراك أبداً». يا صاحبي.. إنه حب الفردوس الأعلى بحب صانع الخير في دنيا البشر.
ومضة أمل
يا صاحبي.. سنتواصى بالحق ونتواصى بالصبر.