نفد صبر الشعب العراقي بكافة طوائفه والقوميات التي تكون التركيبة السكانية فيه وبعد تعاقب ثلاث حكومات على حكمه موالية للنظام الإيراني بعد الانسحاب الأمريكي وبحجم العراق وإمكاناته وطاقاته «خامس احتياط عالمي وثالث أكبر مصدّر للنفط» غريب ألا يجد الشعب الكهرباء ولا الماء الصالح للشرب، مع زيادة في العاطلين.
العراق شغل العالم على مدى العقدين الأولين من القرن الحادي والعشرين، وقد دارت فيه وحوله معارك كبرى شاركت فيها قوى دولية وإقليمية عديدة، ابتداءً من الغزو الأمريكي عام 2003، مروراً بمرحلة التنافس الأمريكي الإيراني على الإمساك بمفاصل السلطة فيه «2004 - 2011»، ثم الصراع مع تنظيم الدولة «داعش»، «2014 - 2017»، وصولاً إلى المعركة التي تدور الآن حول شكل النظام السياسي ومستقبله حيث الصراع الدائر في بغداد بين زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، وتحالف الإطار التنسيقي الذي يضم بقية القوى السياسية الشيعية، وفي مقدمتها ائتلاف دولة القانون، الذي يقوده رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وهو ما يلقى اهتماماً كبيراً في المنطقة وعواصم العالم الكبرى.
على مدى 20 عاماً، استثمرت إيران في السيطرة على العراق، كما لم تفعل في أي مكان آخر، بالنسبة إلى إيران، لا شيء يعادل العراق في أهميته، ليس فقط من الناحية الجيوسياسية، بل أيضاً من الناحية الاقتصادية؛ «الأسواق وتهريب الدولار وإعادة تصدير النفط في ظل العقوبات الأمريكية، إلخ»..، دع جانباً أهميته الدينية باعتباره حاضن العتبات المقدّسة الشيعية.
لكن هذه الحالة تغيرت اعتباراً من خريف 2019 فهناك عاملان رئيسيان كان لهما دور حاسم في ذلك، الأول ثورة تشرين حينما نزل الشباب العراقي في المحافظات ذات الغالبية الشيعية في الجنوب والوسط إلى الشارع، رافضاً للطائفية، ومطالباً بخروج إيران و«إسقاط الطبقة السياسية الفاسدة» التي حكمت البلاد بدعم منها على مدى عقدين، والسبب الثاني اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني بصاروخ أمريكي. منذ ذلك الوقت أصبح العراق على فوهة بركان رغم مجيء حكومة بعدهم أرادت أن تصلح ما أفسده الدهر وهي حكومة مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء الذي حاول أن يصلح الوضع وانفتح على الدول المجاورة ونهج سياسة معتدلة لدرجة أن المحسوبين على النظام الإيراني قاموا بمحاولة فاشلة لاغتياله، كل ذلك جعل النظام الإيراني يستشعر أن معركة إخراجه من العراق ربما صارت أكثر جدّية، فانتفاضة 2019 كانت هبّة شعبية من دون قيادة واضحة، أما الآن، فقد تبنّت مطالبها قيادة «شيعية» قد تكون متقلبة، لكنها مؤثرة وقدرتها على الحشد عظيمة وبقية مكونات شعب العراق يريدون أي قيادة وطنية تسرع الخطى بهم لكي يعيشوا حياة كريمة كبقية الشعوب.
التيار الصدري الذي يقود حركة التغيير يريد أن يكرر السيناريو الذي تحقق في تونس عندما حل الرئيس التونسي قيس سعيد البرلمان الذي كان يسيطر علية الإخوان وحل الحكومة وقام بإجراء استفتاء على الدستور. فهل يتحقق للشعب العراقي ما تحقق للشعب التونسي؟
العراق شغل العالم على مدى العقدين الأولين من القرن الحادي والعشرين، وقد دارت فيه وحوله معارك كبرى شاركت فيها قوى دولية وإقليمية عديدة، ابتداءً من الغزو الأمريكي عام 2003، مروراً بمرحلة التنافس الأمريكي الإيراني على الإمساك بمفاصل السلطة فيه «2004 - 2011»، ثم الصراع مع تنظيم الدولة «داعش»، «2014 - 2017»، وصولاً إلى المعركة التي تدور الآن حول شكل النظام السياسي ومستقبله حيث الصراع الدائر في بغداد بين زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، وتحالف الإطار التنسيقي الذي يضم بقية القوى السياسية الشيعية، وفي مقدمتها ائتلاف دولة القانون، الذي يقوده رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وهو ما يلقى اهتماماً كبيراً في المنطقة وعواصم العالم الكبرى.
على مدى 20 عاماً، استثمرت إيران في السيطرة على العراق، كما لم تفعل في أي مكان آخر، بالنسبة إلى إيران، لا شيء يعادل العراق في أهميته، ليس فقط من الناحية الجيوسياسية، بل أيضاً من الناحية الاقتصادية؛ «الأسواق وتهريب الدولار وإعادة تصدير النفط في ظل العقوبات الأمريكية، إلخ»..، دع جانباً أهميته الدينية باعتباره حاضن العتبات المقدّسة الشيعية.
لكن هذه الحالة تغيرت اعتباراً من خريف 2019 فهناك عاملان رئيسيان كان لهما دور حاسم في ذلك، الأول ثورة تشرين حينما نزل الشباب العراقي في المحافظات ذات الغالبية الشيعية في الجنوب والوسط إلى الشارع، رافضاً للطائفية، ومطالباً بخروج إيران و«إسقاط الطبقة السياسية الفاسدة» التي حكمت البلاد بدعم منها على مدى عقدين، والسبب الثاني اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني بصاروخ أمريكي. منذ ذلك الوقت أصبح العراق على فوهة بركان رغم مجيء حكومة بعدهم أرادت أن تصلح ما أفسده الدهر وهي حكومة مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء الذي حاول أن يصلح الوضع وانفتح على الدول المجاورة ونهج سياسة معتدلة لدرجة أن المحسوبين على النظام الإيراني قاموا بمحاولة فاشلة لاغتياله، كل ذلك جعل النظام الإيراني يستشعر أن معركة إخراجه من العراق ربما صارت أكثر جدّية، فانتفاضة 2019 كانت هبّة شعبية من دون قيادة واضحة، أما الآن، فقد تبنّت مطالبها قيادة «شيعية» قد تكون متقلبة، لكنها مؤثرة وقدرتها على الحشد عظيمة وبقية مكونات شعب العراق يريدون أي قيادة وطنية تسرع الخطى بهم لكي يعيشوا حياة كريمة كبقية الشعوب.
التيار الصدري الذي يقود حركة التغيير يريد أن يكرر السيناريو الذي تحقق في تونس عندما حل الرئيس التونسي قيس سعيد البرلمان الذي كان يسيطر علية الإخوان وحل الحكومة وقام بإجراء استفتاء على الدستور. فهل يتحقق للشعب العراقي ما تحقق للشعب التونسي؟