دخلنا أول ساعة في عام 2025 بفرحة بحرينية كبيرة لتأهل المنتخب البحريني إلى نهائي كأس الخليج في نسخته السادسة والعشرين حيث كان البعض يردد "الكل يبحث عن عام جديد إلا البحرينيين دخلوا عام سعيد !".

الأفراح البحرينية عمت كل البيوت والصغار قبل الكبار لأداء المنتخب البحريني المتميز الذي خطف الأنظار والإعلام وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي وكشهادة للتاريخ الحاضر " البحرينيين كلو الجو هالسنة ! " وباتوا محط الأنظار وقبلة الاهتمام الخليجي والعربي فالميديا امتلئ بالمحتويات والمقاطع المتعلقة بالبحرين والأجمل أن العديد منها لم تكن من حسابات بحرينية أي أن صانعي المحتوى الخليجيين والعرب "أشغلتهم" مملكة البحرين لدرجة أن محتواهم كان خلال هذه الفترة معظمه عن البحرين!

لابد نشير هنا أيضاً أن حارس المنتخب البحريني إبراهيم لطف الله قد خطف الأضواء وتصاعدت شهرته "ما شاء الله" لتصل إلى خارج الخليج العربي ويتحدث عن أدائه معظم المحللين الرياضيين العرب والمشاهير كما نشير هنا أيضاً إلى الروح المعنوية الجميلة التي يحظى بها رغم وجود حملات تنمر تزعم بدانة جسمه إلا أنه واصل في عطائه الرياضي وأدائه المتميز دون الالتفات لهم ! من الواضح أن إبراهيم لطف الله قد جاء ليعيد أمجادنا البحرينية الكروية ومن الواضح كذلك أنه سيكون خليفة الأسطورة الكروية حمود سلطان الذي توج كأفضل حارس في قارة آسيا وعدد من دورات كأس الخليج سابقاً كما أن جميع لاعبي المنتخب البحريني إلى جانب أدائهم المميز كانوا خير سفراء لأخلاق المواطن البحريني خصوصاً في المباراة الأخيرة حيث كان الثبات الانفعالي ومهارة ضبط النفس لديهم عالية للغاية ولله الحمد.

هناك أمر آخر لفت الأضواء إلى مملكة البحرين خلال كأس الخليج وهي رابطة جماهير المنتخب البحريني والجو الجميل الذي قاموا بإضافته في تعزيز الروح المعنوية وإشاعة أجواء رياضية حماسية بين الجماهير الحاضرة لدرجة أن بعض جماهير الفرق المنافسة الأخرى كانوا في نهاية أي مباراة يتجهون لهم ويندمجون معهم خلال قيامهم بترديد الشعارات والأهازيج ويشاركونهم الأجواء الطربية الجميلة التي يقومون بها ولعل حركة "النهمة" وهي حركة أهل البحر قديماً التي يقوم بها النهام في البحر ليشد عزم البحارة وترمز حركة اليد التي يقومون برفعها إلى موجات البحر لفتت أنظار وسائل الإعلام والميديا أكثر إلى ثقافة أهل مملكة البحرين كما أن الحركة الطريفة التي تمت مبادرتهم بتوزيع "المتاي" على جماهير الفرق المنافسة لهم وقيامهم بتحية شرطة الكويت بالغناء والاجتماع مع مشجعي الفرق الأخرى في سوق المباركية بدولة الكويت الشقيقة بعد نهاية كل مباراة حكاية أخرى عكست بساطة وجمال أخلاق البحرينيين وروحهم المرحة وطيبتهم ولا نغفل أيضاً أن مدرب المنتخب البحريني دراغان تالاييتش قد احتفل مع الجمهور البحريني الحاضر للمباراة الأخيرة بيننا وبين دولة الكويت بطريقته وهو يتكلم اللغة العربية البحرينية بشكل بسيط ويحي الجمهور وقد رفع علم البحرين.

كل هذه المشاهد الجميلة التي تؤرخ في ذاكرتنا البحرينية الرياضية نتمنى أن تتوج اليوم في مباراة نهائي كأس الخليج بين منتخبنا الوطني مع سلطنة عمان الشقيقة بفرحة بحرينية كبرى بالحصول على كأس الخليج متمنيين كل التوفيق لمنتخبنا الوطني.