على خطى تاريتا فارسي عراب العلاقات الأمريكية الإيرانية يسير كريم سجادبور - أمريكي من أصل إيراني ومولود في إيران -. ولد كريم سجادبور في إيران وحاز على إجازة من جامعة ميشيغان وماجستير من كلية بول نيتز للدراسات الدولية المتقدمة التابعة لجامعة جون هوبكينز. عمل في مجلة ناشيونال جيوغرافيك انطلاقاً من إيران ثم عمل محللاً رئيساً لإيران بمجموعة الأزمات الدولية لمدّة أربع سنوات انطلاقاً من إيران ومن واشنطن دي سي. ثم التحق بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، ويتحدث الفارسية والإنجليزية والإسبانية والروسية.
كتب مقالاً في صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية ترجمته صحيفة «الشرق الأوسط» ونشرته يوم الأحد 14 أغسطس يدعو لذات النهج والسياسة الأمريكية التي دعا لها تاريتا فارسي رئيس المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية الإيرانية ومؤلف كتاب التحالف الغادر يرون أن هناك جناحاً معتدلاً إيرانياً وسط نظام الملالي يبحث عن علاقات معتدلة ودولة منفتحة مع العالم سيتغلب فيها على الجناح المتشدد، وينصح أن تنفتح الولايات المتحدة الأمريكية عليه عبر الاتفاق النووي وعبر الإعلام الأمريكي الذي لا يجب أن يشيطن إيران كما يفعل مع السعودية.
الاثنان يروّجان أن الجناح المتشدد يتغذى على العزلة وعلى حالة العداء مع الولايات المتحدة الأمريكية، ودون هذه الحالة لا يجد ما يجمع عليه الإيرانيون ويلتفون حوله ليحميهم كالعقيدة والأيديولوجيا، لذلك هم من أنصار الانفتاح مع إيران وفك عزلة الشعب الإيراني، حتى لا يجد النظام رصيداً من الكراهية يتغذى عليه!!
الأدهى أنه يقول إن هناك دولاً معادية لأمريكا أكثر من إيران، ومع ذلك أمريكا على استعداد للانفتاح عليها والتعاون معها إن أرادت كروسيا والصين، فَلِمَ لا ينطبق ذلك على إيران!!
«أنفقت دول قليلة نسبة مئوية أكبر من رأسمالها السياسي والمالي المحدود لمحاولة الإطاحة بالنظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة أكثر مما فعلت إيران. تقريباً في كل مخاوف الأمن القومي الأمريكي المعاصرة -بما في ذلك الاجتياح الروسي لأوكرانيا، والتهديدات الصينية ضد تايوان، والانتشار النووي، والحرب الإلكترونية- تحدد طهران مصالحها الخاصة في معارضة الولايات المتحدة».
ورغم إقراره بوحشية النظام الإيراني إلا أنه لا يرى بداً من التنازل له والتعاون معه علّ ذلك يخفف من وحشيته «حاولت العديد من الإدارات الأمريكية إجبار إيران أو إقناعها بإعادة النظر في روحها الثورية، لكنها فشلت، والسبب بسيط: قد يكون التطبيع بين الولايات المتحدة وإيران مزعزعاً بشدة للاستقرار لحكومة ثيوقراطية يقوم مبدأ تنظيمها على محاربة الإمبريالية الأمريكية.
هنا يكمن اللغز. على العموم، سعت الولايات المتحدة إلى إشراك نظام من الواضح أنه لا يريد المشاركة، وعزل النظام الحاكم الذي يزدهر في العزلة. ومع ذلك، بمرور الوقت، أظهر النظام الإيراني أنه لا يمكن تجاهله، وعقائدي للغاية في الإصلاح، ووحشي للغاية، ومن غير الممكن احتواؤه بالكامل.
ما الحل يا سيد كريم؟
«لا يوجد حل سحري يمكنه تغيير طبيعة النظام الإيراني أو العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران. توجد أمثلة قليلة على موافقة إيران على حل وسط ذي مغزى، لكن جميعها تقريباً كانت في ظروف مماثلة، حيث تضمنت مزيجاً من الضغط العالمي المستمر والدبلوماسية الأمريكية الصارمة، للتوصل إلى حل محدد. ففي حالة الاتفاق النووي، هذا يعني تقييده بدلاً من إلغائه. ويجب تطبيق نفس الصيغة للحد على النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط». ثم يكمل «تكمن المفارقة في الجمهورية الإسلامية في أنها لا تميل إلى المساومة إلا تحت ضغط شديد، لكن نفس الضغط الخارجي والعزلة يساعدان في إبقائها على قيد الحياة. إنها لعبة كان خامنئي يتقنها منذ عقود».
معنى ذلك أن إيران ستنتصر في النهاية ومهما فعلتم فإن خامنئي أتقن اللعب معكم في كل الظروف سواء ضغطتم عليه أم أرخيتم الحبل حوله.
خلاصة المقال، دعونا نأخذ درساً من الإيرانيين الهاربين الفارين من النظام المغتربين والمصنفين معارضين، أنهم يبقون على مصلحة إيران كدولة بغض النظر عن من يحكمها حتى لو كان من يحكمها مهدداً لهم إلا أن «إيران» كدولة تبقى خارج الحسبة بينهما!
{{ article.visit_count }}
كتب مقالاً في صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية ترجمته صحيفة «الشرق الأوسط» ونشرته يوم الأحد 14 أغسطس يدعو لذات النهج والسياسة الأمريكية التي دعا لها تاريتا فارسي رئيس المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية الإيرانية ومؤلف كتاب التحالف الغادر يرون أن هناك جناحاً معتدلاً إيرانياً وسط نظام الملالي يبحث عن علاقات معتدلة ودولة منفتحة مع العالم سيتغلب فيها على الجناح المتشدد، وينصح أن تنفتح الولايات المتحدة الأمريكية عليه عبر الاتفاق النووي وعبر الإعلام الأمريكي الذي لا يجب أن يشيطن إيران كما يفعل مع السعودية.
الاثنان يروّجان أن الجناح المتشدد يتغذى على العزلة وعلى حالة العداء مع الولايات المتحدة الأمريكية، ودون هذه الحالة لا يجد ما يجمع عليه الإيرانيون ويلتفون حوله ليحميهم كالعقيدة والأيديولوجيا، لذلك هم من أنصار الانفتاح مع إيران وفك عزلة الشعب الإيراني، حتى لا يجد النظام رصيداً من الكراهية يتغذى عليه!!
الأدهى أنه يقول إن هناك دولاً معادية لأمريكا أكثر من إيران، ومع ذلك أمريكا على استعداد للانفتاح عليها والتعاون معها إن أرادت كروسيا والصين، فَلِمَ لا ينطبق ذلك على إيران!!
«أنفقت دول قليلة نسبة مئوية أكبر من رأسمالها السياسي والمالي المحدود لمحاولة الإطاحة بالنظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة أكثر مما فعلت إيران. تقريباً في كل مخاوف الأمن القومي الأمريكي المعاصرة -بما في ذلك الاجتياح الروسي لأوكرانيا، والتهديدات الصينية ضد تايوان، والانتشار النووي، والحرب الإلكترونية- تحدد طهران مصالحها الخاصة في معارضة الولايات المتحدة».
ورغم إقراره بوحشية النظام الإيراني إلا أنه لا يرى بداً من التنازل له والتعاون معه علّ ذلك يخفف من وحشيته «حاولت العديد من الإدارات الأمريكية إجبار إيران أو إقناعها بإعادة النظر في روحها الثورية، لكنها فشلت، والسبب بسيط: قد يكون التطبيع بين الولايات المتحدة وإيران مزعزعاً بشدة للاستقرار لحكومة ثيوقراطية يقوم مبدأ تنظيمها على محاربة الإمبريالية الأمريكية.
هنا يكمن اللغز. على العموم، سعت الولايات المتحدة إلى إشراك نظام من الواضح أنه لا يريد المشاركة، وعزل النظام الحاكم الذي يزدهر في العزلة. ومع ذلك، بمرور الوقت، أظهر النظام الإيراني أنه لا يمكن تجاهله، وعقائدي للغاية في الإصلاح، ووحشي للغاية، ومن غير الممكن احتواؤه بالكامل.
ما الحل يا سيد كريم؟
«لا يوجد حل سحري يمكنه تغيير طبيعة النظام الإيراني أو العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران. توجد أمثلة قليلة على موافقة إيران على حل وسط ذي مغزى، لكن جميعها تقريباً كانت في ظروف مماثلة، حيث تضمنت مزيجاً من الضغط العالمي المستمر والدبلوماسية الأمريكية الصارمة، للتوصل إلى حل محدد. ففي حالة الاتفاق النووي، هذا يعني تقييده بدلاً من إلغائه. ويجب تطبيق نفس الصيغة للحد على النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط». ثم يكمل «تكمن المفارقة في الجمهورية الإسلامية في أنها لا تميل إلى المساومة إلا تحت ضغط شديد، لكن نفس الضغط الخارجي والعزلة يساعدان في إبقائها على قيد الحياة. إنها لعبة كان خامنئي يتقنها منذ عقود».
معنى ذلك أن إيران ستنتصر في النهاية ومهما فعلتم فإن خامنئي أتقن اللعب معكم في كل الظروف سواء ضغطتم عليه أم أرخيتم الحبل حوله.
خلاصة المقال، دعونا نأخذ درساً من الإيرانيين الهاربين الفارين من النظام المغتربين والمصنفين معارضين، أنهم يبقون على مصلحة إيران كدولة بغض النظر عن من يحكمها حتى لو كان من يحكمها مهدداً لهم إلا أن «إيران» كدولة تبقى خارج الحسبة بينهما!