كعادتي في كل يوم أجلس متأملاً أحوال الحياة ومحطاتها وأساليب من حولي، فأدركت أني مازلت أتعلم منها المزيد من الخبرات والنضج النفسي والتمكن الحياتي، لأني على يقين بأن الخبرة الحياتية إنما تأتي من مواقفها العملية وأحوالها اليومية، ولا تأتي من ذلك المنظور الهلامي للنظريات التقليدية التي تدرب في الورش والمنتديات ويتباهي بها بعض المدربين بحجة قدرتها على تغيير القناعات وتطوير المهارات. قناعتي الشخصية أن التدريب الحياتي من منظور الخبرة المتراكمة للأفراد يفوق بكثير تلك العناوين الرنانة التي تدرج في قائمة الدورات «الروتينية». قناعتي أننا نولد كل يوم بشخصية جديدة تتعلم من حياتها كل جديد، وتنضج في مواقف الأيام، وليست أي شخصية بل هي الشخصية المقبلة على الخير المبادرة لطلب الآخرة، الساعية في توليد الطاقة النفسية الفذة التي تتناغم مع الكون كله وتعيش من أجل ذاتها وقلبها السعيد.
تأملت الأيام وفي ظل المرحلة التي أتنفسها فوجدت أني في مرحلة جميلة من أيام الحياة لابد أن أعطيها حقها قبل أن تضيع الفرص تباعاً، وقبل أن تضيق عليّ دقائق الحياة، فلا أجد فيها متنفساً لقائمة تطول من الأعمال الجميلة. أطلقت عليها «مرحلة التمكين» وقررت ألا أتردد بعد اليوم في تغيير أي قناعات لم تجد نفعاً، والإقبال على تحرير النفس من بعض الترددات والصور الوهمية الملاصقة لها فترة من الزمن. أرفع يدي عن تلك المهاترات المملة مع بعض البشر، وعن ذلك السخط العارم الذي يبديه البعض في سبيل نشر السلبية المقيتة، وعن تلك المجالس الفارغة التي تتبع عثرات الآخرين، وتتحدث عن أحوال البشر. أرفع يدي عن الحديث عن أي إنسان لا يحق لي أن أتحدث عنه في غيبته ولو بسبيل التلميح، وعن أي فرد مر بأحوال يتحدث عنه البشر. بالتحديد أتحدث عن «ذاتي» فقط وعن تلك المسؤولية التي استرعاني إياها ربي سبحانه وتعالى في محيط حياتي «فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته» وأولها «نفسي المقصرة» التي سأسأل عنها «لوحدها» في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم.
إنها مرحلة نضج حقيقي لابد أن أصفي الأجواء من أجلها، الأجواء الداخلية التي تجعلني أنعم «بالراحة النفسية والسكينة والطمأنينة» والتفرغ لطلب الآخرة بأعمال الدنيا التي تمحص النفوس. مررت على ثلة من مصلي مسجدنا من كبار السن يتدارسون القرآن بسرور غامر، فقلت لهم: «هنيئاً لكم يا «طلاب الآخرة» فلم يقف أمامكم العمر حائلاً في تعلم كتاب الله». فالعمر إنما مجرد رقم في حياة الساعين للخيرات. إنها مرحلة تمكين النجاح في الحياة، والعمل الجاد واستثمار اللحظات في الخير، فقد مررت بتجارب آن الأوان أن تدرس للأجيال، وبمواقف آن الأوان أن تنحت بها جدران الحياة. سأتحدث عن خير أحبه أبداً ما حييت، وعن قصة تمكين أسرد فصولها للأجيال، وعن علم لن أتأخر لحظة واحدة عن مواصلة تعليمه. إنه تمكين النفس للاستقرار على حياة هادئة ساكنة لا تزعج نفسها ولا من حولها. نفس تتحدث إن تطلّب الأمر، وتصمت مراراً فالصمت أبلغ رسالة لتحرير النفس. إنها مرحلة تمكين المشاعر لتعبر عن صدق نواياها، وتمكين التوجه حتى تتقدم خطوات متقدمة للنجاح المطلوب، وتسدل معها الستار على أسلوب لم ينفع في التغيير، وتتوجه لصور السعادة التي ترجوها بلا تردد.
* ومضة أمل
وجه بوصلة حياتك نحو «التمكين» الذي ترجوه.
{{ article.visit_count }}
تأملت الأيام وفي ظل المرحلة التي أتنفسها فوجدت أني في مرحلة جميلة من أيام الحياة لابد أن أعطيها حقها قبل أن تضيع الفرص تباعاً، وقبل أن تضيق عليّ دقائق الحياة، فلا أجد فيها متنفساً لقائمة تطول من الأعمال الجميلة. أطلقت عليها «مرحلة التمكين» وقررت ألا أتردد بعد اليوم في تغيير أي قناعات لم تجد نفعاً، والإقبال على تحرير النفس من بعض الترددات والصور الوهمية الملاصقة لها فترة من الزمن. أرفع يدي عن تلك المهاترات المملة مع بعض البشر، وعن ذلك السخط العارم الذي يبديه البعض في سبيل نشر السلبية المقيتة، وعن تلك المجالس الفارغة التي تتبع عثرات الآخرين، وتتحدث عن أحوال البشر. أرفع يدي عن الحديث عن أي إنسان لا يحق لي أن أتحدث عنه في غيبته ولو بسبيل التلميح، وعن أي فرد مر بأحوال يتحدث عنه البشر. بالتحديد أتحدث عن «ذاتي» فقط وعن تلك المسؤولية التي استرعاني إياها ربي سبحانه وتعالى في محيط حياتي «فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته» وأولها «نفسي المقصرة» التي سأسأل عنها «لوحدها» في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم.
إنها مرحلة نضج حقيقي لابد أن أصفي الأجواء من أجلها، الأجواء الداخلية التي تجعلني أنعم «بالراحة النفسية والسكينة والطمأنينة» والتفرغ لطلب الآخرة بأعمال الدنيا التي تمحص النفوس. مررت على ثلة من مصلي مسجدنا من كبار السن يتدارسون القرآن بسرور غامر، فقلت لهم: «هنيئاً لكم يا «طلاب الآخرة» فلم يقف أمامكم العمر حائلاً في تعلم كتاب الله». فالعمر إنما مجرد رقم في حياة الساعين للخيرات. إنها مرحلة تمكين النجاح في الحياة، والعمل الجاد واستثمار اللحظات في الخير، فقد مررت بتجارب آن الأوان أن تدرس للأجيال، وبمواقف آن الأوان أن تنحت بها جدران الحياة. سأتحدث عن خير أحبه أبداً ما حييت، وعن قصة تمكين أسرد فصولها للأجيال، وعن علم لن أتأخر لحظة واحدة عن مواصلة تعليمه. إنه تمكين النفس للاستقرار على حياة هادئة ساكنة لا تزعج نفسها ولا من حولها. نفس تتحدث إن تطلّب الأمر، وتصمت مراراً فالصمت أبلغ رسالة لتحرير النفس. إنها مرحلة تمكين المشاعر لتعبر عن صدق نواياها، وتمكين التوجه حتى تتقدم خطوات متقدمة للنجاح المطلوب، وتسدل معها الستار على أسلوب لم ينفع في التغيير، وتتوجه لصور السعادة التي ترجوها بلا تردد.
* ومضة أمل
وجه بوصلة حياتك نحو «التمكين» الذي ترجوه.