مواصلة لمقالنا الأسبوع الماضي بشأن تهديد السفارة السعودية في لبنان، فلقد شهدت هذه القضية تطورات، خاصة من جانب الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية التي وجهت عبر سفيرها في بيروت رسالة شديدة الوضوح بشأن مطالبتها لبنان بتسليم ذلك الإرهابي المطلوب أمنياً للمملكة والذي وجه «تهديدات إرهابية» للسفارة السعودية في بيروت قبل نحو أسبوع.
هذا التصريح أو الرسالة الواضحة قد تحمل في أبعادها إمكانية تدهور العلاقات السعودية اللبنانية مجدداً، فالمملكة لا تساوم على أمنها واستقرارها، ولن تقبل بتهديدات إرهابية من المنتمين لما يسمى بحزب الله الإرهابي اللبناني، والطلب السعودي الواضح من شأنه أن يضع الحكومة اللبنانية في مأزق كبير، فالكرة الآن في ملعبها، وهي إما أن تكون دولة متحضرة تحرص على تعزيز علاقاتها بأشقائها، خاصة السعودية، أو أن تطأطئ رأسها خجلاً وعجزاً أمام تمادي حزب الله وعملاء النظام الإيراني الذين يتخذون من لبنان موقعاً لمهاجمة أشقائه، وهذا ما قد يسبب توترات مع محيطها العربي والخليجي تحديداً.
وحتى نُبدي حسن النوايا في الأشقاء اللبنانيين، فهناك سؤال حول المستجدات المتعلقة بتصريح وزير الداخلية اللبناني الذي وجه الأسبوع الماضي الجهات الأمنية بالتحقيق واتخاذ الإجراءات اللازمة بعد انتشار مقطع صوتي لشخص يتوعد بـ«إبادة» موظفي السفارة السعودية في لبنان، فما الذي توصلت إليه وزارة الداخلية بهذا الشأن بعد مضي أكثر من عشرة أيام على توجيه الوزير اللبناني؟
الحكومة اللبنانية مطالبة الآن بالكثير، فالسكوت عن مثل هذه التهديدات الإرهابية يحمل احتمالات منها العجز، أو القبول، فإما أن تكون الحكومة اللبنانية عاجزة عن منع مثل هذه التهديدات فتلجأ إلى لغة الصمت، أو أنها تقبل بها وتستخدم ذات اللغة أيضاً، ولا أعني بالقبول هو الرضا بمثل هذه التهديدات، فنحن نعلم أن الحكومة اللبنانية لن ترضى، ولكن ما أعنيه هو «التصرف» في مواجهة تلك التهديدات وليس الاكتفاء بالتصريحات الرنانة.
وبعيداً عن التشاؤم، ولكن عندما تعجز الحكومة اللبنانية عن التصدي لمثل تلك التهديدات الإرهابية الصادرة من إرهابيين يعيشون في لبنان، فهذا يعني احتمالية أن يطال هذا الإرهاب بعض سفارات دول مجلس التعاون، خاصة وأن النظام الإيراني له سوابق -كما أشرنا في المقال السابق- في استهداف السفارات، وعليه فإن الحكومة اللبنانية مطالبة بالتصدي والتعامل الجدي مع مثل تلك التهديدات الإرهابية، والسؤال هل ستتجاوب لبنان مع طلب السعودية بشأن تسليم ذلك المطلوب أمنياً لديها الذي هدد السفارة السعودية في بيروت؟
هذا التصريح أو الرسالة الواضحة قد تحمل في أبعادها إمكانية تدهور العلاقات السعودية اللبنانية مجدداً، فالمملكة لا تساوم على أمنها واستقرارها، ولن تقبل بتهديدات إرهابية من المنتمين لما يسمى بحزب الله الإرهابي اللبناني، والطلب السعودي الواضح من شأنه أن يضع الحكومة اللبنانية في مأزق كبير، فالكرة الآن في ملعبها، وهي إما أن تكون دولة متحضرة تحرص على تعزيز علاقاتها بأشقائها، خاصة السعودية، أو أن تطأطئ رأسها خجلاً وعجزاً أمام تمادي حزب الله وعملاء النظام الإيراني الذين يتخذون من لبنان موقعاً لمهاجمة أشقائه، وهذا ما قد يسبب توترات مع محيطها العربي والخليجي تحديداً.
وحتى نُبدي حسن النوايا في الأشقاء اللبنانيين، فهناك سؤال حول المستجدات المتعلقة بتصريح وزير الداخلية اللبناني الذي وجه الأسبوع الماضي الجهات الأمنية بالتحقيق واتخاذ الإجراءات اللازمة بعد انتشار مقطع صوتي لشخص يتوعد بـ«إبادة» موظفي السفارة السعودية في لبنان، فما الذي توصلت إليه وزارة الداخلية بهذا الشأن بعد مضي أكثر من عشرة أيام على توجيه الوزير اللبناني؟
الحكومة اللبنانية مطالبة الآن بالكثير، فالسكوت عن مثل هذه التهديدات الإرهابية يحمل احتمالات منها العجز، أو القبول، فإما أن تكون الحكومة اللبنانية عاجزة عن منع مثل هذه التهديدات فتلجأ إلى لغة الصمت، أو أنها تقبل بها وتستخدم ذات اللغة أيضاً، ولا أعني بالقبول هو الرضا بمثل هذه التهديدات، فنحن نعلم أن الحكومة اللبنانية لن ترضى، ولكن ما أعنيه هو «التصرف» في مواجهة تلك التهديدات وليس الاكتفاء بالتصريحات الرنانة.
وبعيداً عن التشاؤم، ولكن عندما تعجز الحكومة اللبنانية عن التصدي لمثل تلك التهديدات الإرهابية الصادرة من إرهابيين يعيشون في لبنان، فهذا يعني احتمالية أن يطال هذا الإرهاب بعض سفارات دول مجلس التعاون، خاصة وأن النظام الإيراني له سوابق -كما أشرنا في المقال السابق- في استهداف السفارات، وعليه فإن الحكومة اللبنانية مطالبة بالتصدي والتعامل الجدي مع مثل تلك التهديدات الإرهابية، والسؤال هل ستتجاوب لبنان مع طلب السعودية بشأن تسليم ذلك المطلوب أمنياً لديها الذي هدد السفارة السعودية في بيروت؟