بعد مرور عامين دراسيين من التعلم عن بعد خلال فترة انتشار جائحة كورونا، سيعود الأطفال إلى مقعد الدراسة، والتعلم من خلال الموقف التعليمي الجماعي، عامان تعوّد فيهما الأطفال على العزلة والوحدة والهدوء وقلة الحركة، فلم يتعودوا على ضوابط المدرسة، ولم يكتسبوا خبرات التفاعل مع الزملاء في الصف، وقد تعوّدوا على التعلم منفردين فلا تفاعل ولا تواصل مع الزملاء، عامان كانت الأم هي المعلمة الحقيقية، فكانت هي المربية والمعلمة معاً، نعم هناك معلم خلف شاشة الحاسوب، وزملاء دراسة يتفاعلون مع بعضهم البعض بشكل محدود لكن الأم كانت هي التي تدير الموقف التعليمي بدءاً من التحفيز والتشجيع، وانتهاء بالتقييم. فيقع العبء الأكبر على الأم.
واليوم سيعود الأطفال لمقعد الدراسة، وللموقف التعليمي الصفي الجماعي، وسيكون الطفل وسط مجموعة من الزملاء والأطفال يتفاعل معهم ويتشارك معهم في عملية التعلم، لن يكون طفل الكورونا محط اهتمام المعلم، فقد تعلم هذا الطفل أن يكون محط اهتمام معلمه الرئيسي وهو الأم، وهنا علينا أن نتفهم المرحلة التي سيمر بها الطفل، وأن نهيئ الطفل لتقبّل التعلم الجماعي بعد أن كان التعلم فردياً، وهذه المرحلة تتطلب التعاون الكبير بين ولي الأمر والمدرسة لمساندة الطفل على التأقلم والاندماج في المدرسة.
فعلى الأهل متابعة الطفل وتقديم الدعم، وتعويده على آداب التعامل مع الزملاء والمعلمين، وتشجيعه على أهمية التجاوب والالتزام بتعليمات المعلم، ومساندته وتشجيعه ليتعود الالتزام والجلوس لمدة طويلة على مقعد الدراسة.
وعلى المدرسة تحبيب الطفل في الموقف التعليمي وتشجيعه، والتركيز على طرق التدريس التي لا تعتمد على أسلوب المحاضرة، كالتعلم عن طريق اللعب، وزيادة مدة التعلم عن طريق الرمل، والحلقات التعليمية على السجادة في الصف، والتركيز على أساليب التعلم التعاوني، والتعلم في مجموعات، وتعلم الأقران، ومما لاشك فيه زيادة أساليب التعزيز والتشجيع كالتعزيز عن طريق الهدايا، وكلمات التشجيع، والبرامج الترفيهية.
لقد اكتسب الأطفال في مرحلة التعلم عن بعد في فترة انتشار جائحة كورونا (كوفيد 19)، بعض المهارات المهمة في التعلم الذاتي والتعلم عن بعد، معتمدين على استخدام التقنية الحديثة كمصدر للمعرفة واكتساب المهارات مثل: استخدام أجهزة الحاسوب، والهواتف النقالة للتعلم، وتلك مهارات إيجابية اكتسبها الطفل فيجب تنميتها والاستمرار في استخدام تلك الأجهزة لأهميتها، فمهارة التعلم الذاتي من المهارات المهمة في عملية التعلم... ودمتم أبناء قومي سالمين.