تحدد موعد العرس الديمقراطي البحريني، فقد صدر عن حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم أمر ملكي بتحديد 12 من شهر نوفمبر القادم موعداً لتحديد الانتخاب والترشيح لعضوية مجلس النواب، هذا الموعد الذي ينتظره كل فرد في مملكة البحرين ليمارس حقه السياسي الذي كفله دستور مملكة البحرين.
هذا الحق الذي لا يمكن أن يمنعه أحد عن أحد ولا يمكن أن يتغير لسبب ما، إلا بعذر قانوني، فكل سلطات الدولة مُسخرة لتكفل وتضمن حق المواطن في أداء حقوقه السياسية، فإذاً أين الخلل؟ وهل هناك خلل؟
دعونا نتكلم عن الوضع السياسي بشكل عام في المجتمع البحريني، فبعد مرور أكثر من عشرين عاماً للعمل البرلماني يفترض أن هناك نضجاً سياسياً لدى الشارع البحريني، نضج يكفل أولاً فهم طبيعة العمل السياسي، أي باستطاعة أي فرد أن يفرق ما بين (النائب البرلماني) و (العضو البلدي)، والتفريق المقصود هنا ليس من حيث المسمى والوجاهة والمميزات، بل جوهر العمل، ففي مجتمعنا لا يزال هناك من يلوم النائب على قلة المرتفعات في الشارع أو تأخر عمال التنظيف! فبالنسبة للكثير أن النائب شخص يقدم خدمات ملموسة يمكن للفرد العادي مشاهدتها ومتابعتها بشكل يومي، بينما الأصل أن العمل البرلماني يتركز في الأمور التي تتعلق بالقوانين والتشريعات التي لا يمكن ملاحظتها إلا بعد المصادقة عليها وتنفيذها من قبل السلطة التنفيذية.
ثانياً، بلوغ الناخب البحريني مستوى من الفهم ومعرفة الشخصيات التي يمكنها تمثيل (السلطة التشريعية)، فهل ندرك أو يدرك الفرد حجم هذه الكلمة؟ سلطة تشريعية تعني أن يكون من بين أعضائها أشخاص يملكون باعاً أو خبرة على أقل تقدير في أحد التخصصات المهمة مثل (الاقتصاد أو السياسة أو القانون أو أحد العلوم الاجتماعية)، لا فقط أن نعتمد الشخصية (الفلانية) فقط لأنه أضحكنا طوال السنوات الماضية، أو لأنه انتقد الحكومة يوماً والنواب يوماً فأصبح رمزاً للمعارضة الشعبية، أو ظهر فجأة داعماً للأسر المنتجة! فكل هذه الصفات لا تتطلب أي حنكة سياسية أو معرفة علمية فقط بعض التمثيل الجيد وبعض الكلمات الرنانة وأصبحت (مشروع نائب).
مجتمعنا ينتقد النواب كثيراً وينتقد ضعف مخرجات المجلس وبعض القرارات التي أثرت بشكل سلبي على حياة المواطن في البلد، بينما يصر على تكرار نفس الأخطاء السابقة بأن يختار له وللمجتمع من هو غير كفء ليكون عضو سلطة تشريعية، ليكون بذلك سبباً في إضعاف عمل السلطة التشريعية وإظهار حتى من هم على قدر الكفاءة والقدرة بصورة العاجز المقصر.
واليوم الكرة تعود لملعب الشعب ليحدد الأسماء والشخصيات التي سيكون لها الكلمة في تحقيق تطلعات وآمال الناخب البحرين، فأحسنوا اختياركم ومارسوا حقوقكم بالشكل الصحيح، ففي الأخير هو اختياركم.