- رائعة هي تلك المحطة التي تتألق فيها بمواصلة التعليم الذي أحببته، ثم تركته لسبب أو لآخر. محطة تعطيك الشوق لتعليم فصل جديد كلما أنهيت الفصل السابق. والجميل أن أثرها تراه متمكناً في كل مساحات المشاعر الصادقة التي يتبادلها معك المتعلمين لحظة بلحظة. ثم تحمد الله عز وجل أن أعطاك إياها في مثل هذه المرحلة تحديداً حتى تواصل مسير العطاء بلا قيود، وتتيقن بأن هناك من ينتظرك ليتعلم منك حرفاً جديداً يتبارك به في حياته. فهي البركة الحقيقية في الحياة كلها، فاللهم لا تحرمنا فضلك وأبقنا في مساحات الخير.
- ما زلت أنتظرك يا صديقي وأنتظر وعودك للتلاقي في الميدان الخصب الذي وعدتني أن ألاقيك فيه لنتبادل رسائل الخير والشوق للأجور الخالدة، ولكي نواصل السير في محطة أثيرة إلى قلبينا أحببناها منذ الصغر. أنتظرك وأخشى أن الزمن يمضي بنا دون أن نلتقي. تذكر يا صديقي.. بأن قطار الخير لا ينتظر أي أحد، بل يمضي ليختار في طريقه من يصدق مع الله عز وجل، ومن يخلص في مسعاه، ومن يرفع رأسه عالياً فرحاً بإنجازاته بلا تردد ولا تسويف ولا مماطلة. دعنا نبدأ يا صديقي فيكفي ما مضى من الوقت.
- هناك بعض الهمم التي فترت بعد مسير طويل من العطاء، كنت تعتقد أنها ستقف معك بعد كل تلك المحطات الجميلة ذات الأثر الممتد، والتي بذلت فيها كل ما في وسعك من أجل أن يتألق معك تلك القامات المحبة للخير والأثر الجميل. ولكن في لحظة ما.. تغير كل شيء، فالنفوس غير تلك النفوس، وقيم الجمال التي غرستها تغيرت ملامحها.. وبقى من بقى.. يشكو الحال بمفهومه القاصر، ولا يدرك بأن «الفرصة» لا تأتي تباعاً، بل هي أثر إن لم تسارع إليه فاتك بلا رجعة، وأصبحت حينها مجرد «صورة عادية» كما كنت قبل أن تلتحق في ركب «الأثر الجميل».
- العيون الساهرة لحب الخير هي التي لا تتغير مهما تبدلت المحطات واختلفت الظروف وكثرت السهام وتنوعت رسائل التثبيط. ستظل العيون «الأصيلة» المتألقة في نظراتها والمحبة لخطوات الأثر الجميل.
- «النفوس المريضة» ستظل تنثر سمومها في أجواء المحيطين بها، وستظل «بوجهها الخادع» تلعب بضمائر الآخرين بأسلوبها الرخيص. تراها الحمل الوديع وحمامة السلام في بعض المواطن، ثم ما تلبث أن تكتشف ألاعيبها الساذجة والتصيد في الماء العكر من خلال رسائل ربانية تصل إليك بقدرة المولى الكريم «والله من ورائهم محيط».
- مهما حاول البعض أن يثبت قدرته الإدارية الفذة في إدارة الأمور، فإن أوراقه ستظل مكشوفة بأسلوبه المتعجرف الذي يظل يتباهى به في مختلف المواقف، حتى ينسب الفضل إليه. أسلوب رخيص قائم على «المزاج والعناد» فإما أن تكون معي وتوافقني، وإلا سأرد لك الصاع بصاعين.. بمعنى «أمورك ما بتمشي».
- شكراً لمواقف الحياة التي تكشف لك الحقائق «اللهم اكشف لنا وجوه الحقائق»، وتعطيك القوة لكي تجابه عراقيلها، وحتى تكتشف الصادق في مسعاه، والمتلون بألوان الدهاء. هي الحقائق التي تجعلك تعيد ترتيب أوراقك من جديد، فتضطر أن تكون مُتفرجاً مُبتسماً في تلك «المسرحية الهزلية»، حتى لا تؤلم قلبك من جديد، وتظل الشامخ في مواقفه الذي ينظر إلى الأمور بحكمة وتبصر وسعة أفق.
ومضة أمل
كن في رحاب الله تعالى ومعيته وتلذذ بذكره، واشرح قلبك بالقرب منه، واسأله الحاجات.