تعد الملكية جزءاً أصيلاً من تاريخ بريطانيا. ففي كثير من تطور سيرورة الأحداث والتحولات كانت الملكية جزءاً أصيلاً من الحدث إن لم تكن هي الباعث الحقيقي والمسبب لحركة التاريخ فيها. وقد كان للملكات دور هام وبارز في صناعة الحقب التاريخية المهمة التي جعلت بعضهن الشخصيات الأكثر أهمية في التاريخ البريطاني الطويل.
الملكة الأولى هي إليزابيث الأولى التي حكمت أربعين عاماً تقريباً «1885-1603م». وكانت من فترات الحكم الطويلة في حينها. أهم ما ميز عهدها هو استئنافها لمسيرة الإصلاح الديني التي دشنها والدها هنري الثامن. وهي المسألة التي ارتبطت بتاريخ حياتها الشخصية. فقد قرر والدها الاستقلال بالكنيسة الإنجليزية عن كنيسة روما الكاثوليكية لأسباب عديدة كان أهمها التمكن من تطليق زوجته الأولى والزواج بوالدتها. وبعد وبالرغم من اعتناقها البروتستانتية بإيمان شديد تبعاً لوالدها وإعادتها للكنيسية الإنجليزية استقلاليتها، إلا أنها لم تمارس الاضطهاد الديني ضد الكاثوليك وفتحت مجال الحريات الدينية فيما سمي حينها بـ«التسوية». ويعد نهجها في الإصلاح الديني هو النهج الذي رسم الصورة الدينية لبريطانيا اليوم، ولدور العائلة المالكة في ترأس الكنيسة. تميز عهد إليزابيث الأولى كذلك بالتقدم والازدهار والتوسع في التحالفات السياسية. وربما أهم إنجاز عسكري حققته بريطانيا في عهدها هو الانتصار على الأسطول الإسباني «الأرمادا» الذي كان يمثل أكبر قوة عسكرية في العالم في حينها.
الملكة الثانية هي الإمبراطورة فيكتوريا التي امتد حكمها بين عامي «1837-1901م» وهي أطول فترة حكم لم تتجاوزها إلا الملكة إليزابيث الثانية. وتعد أول ملكة تسمى الحقبة باسمها في حياتها «العصر الفيكتوري». وتميز عصرها بالاستقرار وتوقف الحروب والصراعات، واتساع الحركة الاستعمارية حتى غطت خمس الكرة الأرضية، فسميت بريطانيا بالإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، وصبت خيرات المستعمرات في الخزينة البريطانية فعم الرخاء على الشعب البريطاني وتضاعف عدد السكان في عهدها وازدهرت الحياة الثقافية والعلمية. كذلك تطورت وسائل النقل وعلم الطب خصوصاً طب الوقاية وفرضت التطعيمات على الأطفال لمحاربة الأوبئة. ويؤرخ للثورة الصناعية التي ظهرت في بريطانيا ثم انتشرت إلى باقي أوروبا في عصر الملكة فيكتوريا. ونتيجة المكانة المهيبة التي تمتعت بها الإمبراطورية البريطانية كأعظم قوة في العالم أقبلت العائلات الملكية على الزواج من أبناء وبنات الملكة فيكتوريا، وسرى دمها في عروق أهم ملوك أوروبا.
أما الملكة إليزابيث الثانية، فرغم أنها أطول ملوك بريطانيا حكماً في التاريخ، لكن يبدو أن الحكم على عصرها غير مكتمل. فكثير من المحللين يرون أنها لم تنجز شيئاً يذكر مقارنة بسابقيها من الملوك والملكات. فقد تولت العرش بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية التي خرجت فيها بريطانيا منتصرة لكن منهكة، وتراجعت مكانتها كقوة عظمى إلى دولة متقدمة تتبع القرار الأمريكي، واستقر الوضع الاقتصادي والعلمي رغم كل التحولات. يرى البعض أن تميز عهد الملكة إليزابيث كان في القدرة على «النجاة»، نجاة العائلة المالكة من مصير باقي العائلات مثل قياصرة روسيا، نجاة الملكية من التحول إلى جمهورية كما حدث في كثير من دول أوروبا، النجاة بالقبول الشعبي برغم كل الفضائح التي تورط فيها أفراد العائلة المالكة. وربما يكون للطقوس الدينية الأقرب إلى الأسطورية التي صاحبت تشييع جنازتها دلالة إيحائية بوجوب المحافظة على رمزية العرش الملكي، بصفته أحد التقاليد المميزة للهوية البريطانية، الذي مثلته إليزابيث لمدة سبعين عاماً.
الملكة الأولى هي إليزابيث الأولى التي حكمت أربعين عاماً تقريباً «1885-1603م». وكانت من فترات الحكم الطويلة في حينها. أهم ما ميز عهدها هو استئنافها لمسيرة الإصلاح الديني التي دشنها والدها هنري الثامن. وهي المسألة التي ارتبطت بتاريخ حياتها الشخصية. فقد قرر والدها الاستقلال بالكنيسة الإنجليزية عن كنيسة روما الكاثوليكية لأسباب عديدة كان أهمها التمكن من تطليق زوجته الأولى والزواج بوالدتها. وبعد وبالرغم من اعتناقها البروتستانتية بإيمان شديد تبعاً لوالدها وإعادتها للكنيسية الإنجليزية استقلاليتها، إلا أنها لم تمارس الاضطهاد الديني ضد الكاثوليك وفتحت مجال الحريات الدينية فيما سمي حينها بـ«التسوية». ويعد نهجها في الإصلاح الديني هو النهج الذي رسم الصورة الدينية لبريطانيا اليوم، ولدور العائلة المالكة في ترأس الكنيسة. تميز عهد إليزابيث الأولى كذلك بالتقدم والازدهار والتوسع في التحالفات السياسية. وربما أهم إنجاز عسكري حققته بريطانيا في عهدها هو الانتصار على الأسطول الإسباني «الأرمادا» الذي كان يمثل أكبر قوة عسكرية في العالم في حينها.
الملكة الثانية هي الإمبراطورة فيكتوريا التي امتد حكمها بين عامي «1837-1901م» وهي أطول فترة حكم لم تتجاوزها إلا الملكة إليزابيث الثانية. وتعد أول ملكة تسمى الحقبة باسمها في حياتها «العصر الفيكتوري». وتميز عصرها بالاستقرار وتوقف الحروب والصراعات، واتساع الحركة الاستعمارية حتى غطت خمس الكرة الأرضية، فسميت بريطانيا بالإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، وصبت خيرات المستعمرات في الخزينة البريطانية فعم الرخاء على الشعب البريطاني وتضاعف عدد السكان في عهدها وازدهرت الحياة الثقافية والعلمية. كذلك تطورت وسائل النقل وعلم الطب خصوصاً طب الوقاية وفرضت التطعيمات على الأطفال لمحاربة الأوبئة. ويؤرخ للثورة الصناعية التي ظهرت في بريطانيا ثم انتشرت إلى باقي أوروبا في عصر الملكة فيكتوريا. ونتيجة المكانة المهيبة التي تمتعت بها الإمبراطورية البريطانية كأعظم قوة في العالم أقبلت العائلات الملكية على الزواج من أبناء وبنات الملكة فيكتوريا، وسرى دمها في عروق أهم ملوك أوروبا.
أما الملكة إليزابيث الثانية، فرغم أنها أطول ملوك بريطانيا حكماً في التاريخ، لكن يبدو أن الحكم على عصرها غير مكتمل. فكثير من المحللين يرون أنها لم تنجز شيئاً يذكر مقارنة بسابقيها من الملوك والملكات. فقد تولت العرش بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية التي خرجت فيها بريطانيا منتصرة لكن منهكة، وتراجعت مكانتها كقوة عظمى إلى دولة متقدمة تتبع القرار الأمريكي، واستقر الوضع الاقتصادي والعلمي رغم كل التحولات. يرى البعض أن تميز عهد الملكة إليزابيث كان في القدرة على «النجاة»، نجاة العائلة المالكة من مصير باقي العائلات مثل قياصرة روسيا، نجاة الملكية من التحول إلى جمهورية كما حدث في كثير من دول أوروبا، النجاة بالقبول الشعبي برغم كل الفضائح التي تورط فيها أفراد العائلة المالكة. وربما يكون للطقوس الدينية الأقرب إلى الأسطورية التي صاحبت تشييع جنازتها دلالة إيحائية بوجوب المحافظة على رمزية العرش الملكي، بصفته أحد التقاليد المميزة للهوية البريطانية، الذي مثلته إليزابيث لمدة سبعين عاماً.