ليس من أحد إلا ولاحظ أنه كلما اقترب موعد الاستحقاق الانتخابي كلما ازداد الداعون إلى مقاطعتها «نرفزة» وكثرت تغريداتهم فاقدة القيمة وتصريحاتهم الفالتة للفضائيات السوسة، ذلك أنهم يعلمون جيداً أن المقاطعة التي يحلمون بها لن تتحقق ويدركون أن الانتخابات ستنجح وأنه لا يمكن لهذا الشعب أن يلدغ من الجحر ذاته مرة أخرى وأنه «سيلقمهم حجراً».

لا يمكن لشعب البحرين أن يفرط في حق ناضل من أجله طويلاً وعانى وقدم من أجله الكثير من التضحيات خصوصاً وأنه صار يعلم نوايا وتوجهات الداعين إلى ذلك وصار يعرف من يقف من ورائهم وما يريده منهم وما يسعى إليه، فالأمور بالنسبة لهذا الشعب اليوم واضحة جداً ولا يمكن أن يسمح لأحد باستغلاله ولا يقبل الاستماع إلى من باع نفسه للخارج ويريد أن تكون الانتخابات على مقاسه.

خلال الأيام المقبلة وحتى موعد الانتخابات سيصدر أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» المزيد من التصريحات الفالتة وسيتحدثون إلى مختلف برامج الفضائيات السوسة التي ستزيد من المساحة المخصصة لذلك وسيملؤون وسائل التواصل الاجتماعي بالتغريدات البائسة لكنهم في نهاية المطاف سيتبينون أنهم اختاروا الطريق الخطأ وأن الذي سعوا إليه لم يحقق أي نسبة من النجاح ولن يتحقق، وسيتبينون أنهم كانوا يحلمون وأن كل قراءاتهم كانت خاطئة، وأن قرار شعب البحرين تلقيمهم حجراً هو الجواب الذي يستحقونه.

بعد قليل سينفض عنهم الكثيرون ممن ظلوا لسبب أو لآخر معهم حتى اليوم، بل أن بعضاً من ذلك الكثير -ومنهم الكثير ممن هم معهم في الخارج- اتخذوا قرارهم وانفضوا عنهم وصاروا ينتقدونهم وينتقدون قفزتهم المجنونة في الهواء وسوء تقديرهم للأمور، بل أن بعضهم قرر أنهم دخلاء على السياسة وأنهم لا يفقهون في هذا المجال شيئاً وصاروا يواجهونهم بهذه الحقيقة وإن كانوا من أقربائهم.

ما حدث هو أنهم فشلوا، وما سيحدث هو أن شعب البحرين سيلقمهم المزيد من الحجارة.