بعد غياب دام أربعة وأربعين عاماً ستعود منافسات بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم إلى الأراضي العراقية بعد أن تكللت جهود العراقيين بالنجاح لاستضافة النسخة الخامسة والعشرين في مدينة البصرة خلال شهر يناير من العام المقبل، وبالنظر لهذه الغيبة الطويلة ارتأت اللجنة المنظمة العليا للبطولة أن يكون شعارها وتعويذتها تحت عنوان «عودة السندباد»..

هذا ما تم الإعلان الرسمي عنه يوم أمس الثلاثاء ضمن مراسم إجراء قرعة البطولة التي أقيمت في مدينة البصرة وسط حضور رسمي وإعلامي كبيرين تأكيداً للاهتمام الكبير الذي توليه القيادة العراقية لتأمين نجاح هذه النسخة وجعلها نسخة استثنائية من حيث التنظيم والاستضافة والمنافسة الميدانية والحضور الجماهيري..

على الجانب الميداني جاءت القرعة بشكل يكاد يكون متوازناً وفقاً لمستويات المنتخبات وتصنيفاتها الدولية حيث ترأس المنتخب العراقي المجموعة الأولى إلى جانب منتخبات كل من اليمن والسعودية وعمان فيما ترأس منتخبنا الوطني – حامل اللقب – المجموعة الثانية إلى جانب منتخبات كل من الكويت وقطر والإمارات على أن يتم إصدار جدول المباريات في وقت لاحق..

ما لمسناه من مراسم إجراءات القرعة والفقرات المصاحبة لها والمؤتمر الصحافي الذي أعقبها يدعو إلى التفاؤل بنسخة خليجية مميزة خصوصاً من الناحيتين الإعلامية والجماهيرية نظراً لما يتمتع به العراقيون من عشق جنوني لكرة القدم وهذان الجانبان الهامان من شأنهما أن يشكلا عاملاً رئيسياً لنجاح هذه النسخة..

أما كون هذه النسخة تأتي بعد نهاية «مونديال قطر 2022» مباشرة فإن هذا الأمر ليس منطقياً لدفعنا للمقارنة بين الحدثين بسبب الفوارق الشاسعة بين البطولتين من النواحي التنظيمية والميدانية الأمر الذي يجعل المقارنة غير عادلة، ولكننا بطبيعة الحال نتطلع للاستفادة من دروس المونديال خصوصاً مع وجود منتخبين خليجيين يمتلكان المشاركة المزدوجة في الحدثين وهما المنتخبان السعودي والقطري واللذان من المفترض أن يشكلا تحدياً لباقي المنتخبات وهذا التحدي في حد ذاته يعد مكسباً للكرة الخليجية التي تطمح إلى مشاركة مونديالية أكبر في النسخ القادمة..

تبقى بطولة كأس الخليج لكرة القدم – التي انطلقت أولى نسخها من أرض البحرين الطيبة قبل اثنين وخمسين عاماً – هي البطولة الكروية التي ينتظرها كل بيت خليجي نظراً لخصوصيتها وشعبيتها وارتباطها بالموروث الخليجي ولذلك نتمنى أن يكون لقاء البصرة مكملا لكل اللقاءات الأربعة والعشرين الماضية وأن نعيش كرنفالاً رياضياً وشعبياً تتصاعد فيه اللحمة الخليجية إلى أعلى درجاتها..