من الحقائق التي ينبغي أن يدركها أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» أن عبارات من مثل «وصمة عار» و«المسمار الأخير في نعش الديمقراطية» إنما تعبر عن مراهقة فكرية وتؤكد أن قائليها بعيدون عن السياسة، عدا أنها مستهلكة و«مغبرة». وبالتأكيد فإن الأولى من استخدامها هو العمل الذي ليس منه الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات التي ناضل من أجلها الشعب وقدم الكثير من التضحيات.
انتقاد المجلس النيابي وأداء النواب حق للمواطن يكفله الدستور وينظمه القانون، وليس بيننا من يقول إن المجلس كان خلال الفصول التشريعية الماضية مثالياً، وإنه حقق كل مطالب وأحلام المواطنين أو إن المجلس الجديد يمكن أن يغير أحوالنا في غمضة عين. القول إنه دون الطموح لا يفسد الود بيننا، لكن ليس مقبولاً أبداً القول إنه غير نافع أو إنه ضار وإن المشاركة في الانتخابات جريمة وكفر وما إلى ذلك من مفردات. الحاصل هو أن البعض الذي اختار الخارج موئلا اكتشف أنه دون القدرة على فعل شيء، وأن الشارع ليس في يده كما أوهم نفسه وكما زين له: لذا صار يلجأ إلى مثل تلك المفردات والعبارات لعلها تخفف شيئاً من قلة حيلته ويشعر أنه فعل شيئاً.
البديل عن الدعوة إلى المقاطعة التي لن تتحقق في كل الأحوال هو مساعدة الناخبين في اختيار الأفضل من بين المرشحين في دوائرهم وتثقيفهم، بحيث يتمكنون من متابعة من أوصلوهم إلى مقاعد البرلمان ومحاسبتهم إن وجدوهم مقصرين ودون القدرة على تحقيق مطالبهم، ففي هذا جهد يحسب لهم ويكونون ممن شاركوا في المحافظة على هذه الأداة التي ناضل الجميع من أجلها.
الأخطاء لا تعالج بالمقاطعة وجرح المسيرة الديمقراطية ولا بالكلمات النابية وتوزيع الاتهامات والسلوك المعبر عن المراهقة الفكرية، الأخطاء تعالج بالعمل والمشاركة؛ ففي هذا ضمان لاستمرار المسيرة وتصحيحها.
استمرار أولئك في هذا النهج يعني أنهم بعيدون عن العمل السياسي ولا ينظرون إلى أبعد من أرنبة أنوفهم.
{{ article.visit_count }}
انتقاد المجلس النيابي وأداء النواب حق للمواطن يكفله الدستور وينظمه القانون، وليس بيننا من يقول إن المجلس كان خلال الفصول التشريعية الماضية مثالياً، وإنه حقق كل مطالب وأحلام المواطنين أو إن المجلس الجديد يمكن أن يغير أحوالنا في غمضة عين. القول إنه دون الطموح لا يفسد الود بيننا، لكن ليس مقبولاً أبداً القول إنه غير نافع أو إنه ضار وإن المشاركة في الانتخابات جريمة وكفر وما إلى ذلك من مفردات. الحاصل هو أن البعض الذي اختار الخارج موئلا اكتشف أنه دون القدرة على فعل شيء، وأن الشارع ليس في يده كما أوهم نفسه وكما زين له: لذا صار يلجأ إلى مثل تلك المفردات والعبارات لعلها تخفف شيئاً من قلة حيلته ويشعر أنه فعل شيئاً.
البديل عن الدعوة إلى المقاطعة التي لن تتحقق في كل الأحوال هو مساعدة الناخبين في اختيار الأفضل من بين المرشحين في دوائرهم وتثقيفهم، بحيث يتمكنون من متابعة من أوصلوهم إلى مقاعد البرلمان ومحاسبتهم إن وجدوهم مقصرين ودون القدرة على تحقيق مطالبهم، ففي هذا جهد يحسب لهم ويكونون ممن شاركوا في المحافظة على هذه الأداة التي ناضل الجميع من أجلها.
الأخطاء لا تعالج بالمقاطعة وجرح المسيرة الديمقراطية ولا بالكلمات النابية وتوزيع الاتهامات والسلوك المعبر عن المراهقة الفكرية، الأخطاء تعالج بالعمل والمشاركة؛ ففي هذا ضمان لاستمرار المسيرة وتصحيحها.
استمرار أولئك في هذا النهج يعني أنهم بعيدون عن العمل السياسي ولا ينظرون إلى أبعد من أرنبة أنوفهم.