يوم بعد غد السبت 12 نوفمبر سيتبين لأولئك الذين «استبسلوا» في التحريض على مقاطعة الانتخابات وصرفوا الكثير من الوقت والجهد والمال أملاً في دفع بعض المواطنين إلى ذلك أنهم فشلوا وأنهم خسروا المعركة، فأهل البحرين -ومن دون أي تحريض من الحكومة- سيتوجهون منذ الصباح الباكر إلى مراكز الاقتراع لاختيار من يرونهم أهلاً لدخول البرلمان ومواصلة المسيرة التي بدأت ولن تتوقف، فشعب البحرين الذي قدم الكثير من التضحيات من أجل هذا الاستحقاق لا يمكن أن يستجيب لدعوات سالبة انطلقت من قبل أفراد يعتقدون أن من دونهم لا يمكن أن تسير الأمور «صح» وأنها يجب أن تسير كما يرونها هم ومن يقف من ورائهم.
شعب البحرين لا يهمه إن كان فلان «حمسان» على الحكومة، ولا تهمه نظرة ذلك الفلان إلى الأمور ولا فلسفته، هذا الشعب الذي ناضل طويلاً من أجل البرلمان ورفع شعار «البرلمان هو الحل» لا يمكن أن يتجاوب مع دعوات من قرر لسبب أو لآخر اتخاذ موقف من الدولة ومن الواضح أنه يريد فرض قناعاته وأجندته. اليوم لم يعد مناسباً حتى وصف ما بدأته مملكة البحرين بقرار جريء من صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه أول تسلمه مقاليد الحكم في البلاد بالتجربة لأن الأمر تخطى مرحلة التجربة الديمقراطية وصار لزاما تسمية ذلك بالمسيرة التي تتقدم بالمواصلة فيها وليس بالتوقف عنها لأن فلاناً غير راض أو أنه يرى ما لا يراه الآخرون!
إن شعب البحرين يعيش اليوم مرحلة لا يقبل فيها حتى إقدام الحكومة على تعطيل مجلس النواب، فكيف يقبل بالتخلي عن هذا الاستحقاق وتعطيل المسيرة الديمقراطية بسبب أن البعض له وجهة نظر أخرى.
بعد يومين، يومين فقط سيتبين لأولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» وفعلوا الكثير من أجل تعكير صفو العرس الديمقراطي أنهم فشلوا وأن أكثر من 139 سبباً يجعل شعب البحرين يرفض ما يقولونه ويرفضهم.