استهل افتتاح قمة العشرين المنعقدة في بالي، يوم الثلاثاء 15 نوفمبر من العام الحالي، بدعوة من الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو إلى الوحدة والعمل الجاد لإصلاح الاقتصاد العالمي، على الرغم من الخلافات العميقة بشأن الحرب بين روسيا وأوكرانيا. وتمثل مجموعة العشرين، أكثر من 80% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و75% من التجارة الدولية و60% من سكان العالم.
فقد تطلّعت أنظار العالم بترقب عن ما ستأتي به القمة من قرارات من شأنها إنقاذ الأمم من التدهور الاقتصادي الذي يعمّ العديد من بقاع الأرض وأصبح يهدد استقرار العديد من الدول حتى منها التي تُصنّف في حزمة البلدان المتقدمة، فقد ترقّب الجميع بتوقّعات عالية بأن تسفر القمة عن حلول فعلية، تسارع في علاج هذا التدهور، وإنقاذ العالم من أزمة اقتصادية حادة ومعالجة القضايا الرئيسية على رأسها إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وتداعياتها بشأن التّضخم العالمي وأمن الغذاء والطاقة.
فباءت هذه التّطلعات على غير التّوقعات، مذ أن دفعت إسقاطات الحرب بعض الزّعماء الغربيين إلى توجيه دعوات لمقاطعة القمة، وسحب دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وصولاً إلى الأجواء المشحونة خلال القمة، التي خيّمت بها المواقف المتضادة تجاه الحرب في أوكرانيا، وانتهاء إلى بيان القمة الذي لم يتضمن ما يزيد عن التنديد بالحرب في أوكرانيا، والتشديد على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي، ومجرد التّرحيب بمبادرة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود التي سيتم تمديدها 120 يوماً.
في حين لاحت آفاق، غير التّوقعات، وذلك في ما جاء من تصريحات، على لسان الرئيس الصيني في مقابلة له مع بايدن ضمن اللقاءات الثنائية على هامش قمة مجموعة العشرين، كان اجتماع، هو الأول بين الزعيمين منذ أن أصبح بايدن رئيساً للولايات المتحدة، وفي الوقت الذي كان قد أصبح شي جين بينغ له ولاية ثالثة في رئاسة الحزب الشيوعي الحاكم في الصين، فمن خلال إجابته لبايدن، كان قد أفصح، وفق ما أوردته بعض المصادر، قائلاً: العالم كبير ليستوعب بلدينا، فهل ضاق الكون ثم عاد ليستوعب أكبر اقتصادين في العالم، أم كان المقصود أن العالم كبير ليستوعب «قُطبَين» وهي رسالة مفادها: أن المستقبل يشرف على عالم ثنائي القطب.
وفي المقابل جاء تصريح الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو بأنّه «يجب أن لا نقسم العالم إلى أجزاء، ويجب أن لا نسمح بوقوع العالم في حرب باردة أخرى»، فهل أصبح العالم بين خيارين إما الحرب الباردة أو حرب عالمية ثالثة؟
وبين هذا وذاك كانت تصريحاً بعض القادة بين متباينة ومعتدلة، تنحو للمحايدة المبطّنة تأرجحا، بين ترجيح كفة قد تؤدي إلى هلاك جماعي باستخدام النّووي، وكفة قد تؤدي بالعالم إلى صقيع برد حرب أبدي، في تقسيم جديد للعالم وموازنة جديدة لمحاور القوة والهيمنة الاقتصادية، تمتد أبعادها إلى أكثر من ذلك إذا تمت قراءتها باعتبار الخَلفِيَة الفكرية والتّيار الأيديولوجي للرئيس الصيني الذي عرف بقوة عزيمته ورِباطَة جَأشِهِ.
فهل نحن مقبلون على عالم جديد، معلوم الهوية السيادية لكن مجهول التطبيقات الفعلية؟ تماما كما جهلنا ولم ينبّئنا به خبير، ما كان يأتي من صحوة تنين، بعد أن انزوى لعقود وكأنه في سبات عميق!
من المعلوم أن التنانين الصينية ترمز قديماً إلى السلطان والقوة المبشّرة، وخصوصاً التحكم في المياه والأمطار والأعاصير والفيضانات. ويرمز التنين أيضاً إلى السلطان والقوة والحظ الطيب، وقد اعتاد إمبراطور الصين استخدام التنين بهذا المعنى ليرمز إلى سلطاته الإمبراطورية وقوته البالغة.
فمثله يضرب بين قوة السلاطين وطيب الحظ، ورمزه يشير للتحكم في المياه والأمطار والأعاصير والفياضانات، فما بالك لو اجتمع ذلك كله مع قوة التحكم في مصادر الطاقة والغذاء، والسلاح النووي، والعتاد البشري، والذكاء الاصطناعي، والتطور التكنولوجي، كيف سنكون من ذلك؟ هل في عالم أفضل أم دون ذلك؟
{{ article.visit_count }}
فقد تطلّعت أنظار العالم بترقب عن ما ستأتي به القمة من قرارات من شأنها إنقاذ الأمم من التدهور الاقتصادي الذي يعمّ العديد من بقاع الأرض وأصبح يهدد استقرار العديد من الدول حتى منها التي تُصنّف في حزمة البلدان المتقدمة، فقد ترقّب الجميع بتوقّعات عالية بأن تسفر القمة عن حلول فعلية، تسارع في علاج هذا التدهور، وإنقاذ العالم من أزمة اقتصادية حادة ومعالجة القضايا الرئيسية على رأسها إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وتداعياتها بشأن التّضخم العالمي وأمن الغذاء والطاقة.
فباءت هذه التّطلعات على غير التّوقعات، مذ أن دفعت إسقاطات الحرب بعض الزّعماء الغربيين إلى توجيه دعوات لمقاطعة القمة، وسحب دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وصولاً إلى الأجواء المشحونة خلال القمة، التي خيّمت بها المواقف المتضادة تجاه الحرب في أوكرانيا، وانتهاء إلى بيان القمة الذي لم يتضمن ما يزيد عن التنديد بالحرب في أوكرانيا، والتشديد على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي، ومجرد التّرحيب بمبادرة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود التي سيتم تمديدها 120 يوماً.
في حين لاحت آفاق، غير التّوقعات، وذلك في ما جاء من تصريحات، على لسان الرئيس الصيني في مقابلة له مع بايدن ضمن اللقاءات الثنائية على هامش قمة مجموعة العشرين، كان اجتماع، هو الأول بين الزعيمين منذ أن أصبح بايدن رئيساً للولايات المتحدة، وفي الوقت الذي كان قد أصبح شي جين بينغ له ولاية ثالثة في رئاسة الحزب الشيوعي الحاكم في الصين، فمن خلال إجابته لبايدن، كان قد أفصح، وفق ما أوردته بعض المصادر، قائلاً: العالم كبير ليستوعب بلدينا، فهل ضاق الكون ثم عاد ليستوعب أكبر اقتصادين في العالم، أم كان المقصود أن العالم كبير ليستوعب «قُطبَين» وهي رسالة مفادها: أن المستقبل يشرف على عالم ثنائي القطب.
وفي المقابل جاء تصريح الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو بأنّه «يجب أن لا نقسم العالم إلى أجزاء، ويجب أن لا نسمح بوقوع العالم في حرب باردة أخرى»، فهل أصبح العالم بين خيارين إما الحرب الباردة أو حرب عالمية ثالثة؟
وبين هذا وذاك كانت تصريحاً بعض القادة بين متباينة ومعتدلة، تنحو للمحايدة المبطّنة تأرجحا، بين ترجيح كفة قد تؤدي إلى هلاك جماعي باستخدام النّووي، وكفة قد تؤدي بالعالم إلى صقيع برد حرب أبدي، في تقسيم جديد للعالم وموازنة جديدة لمحاور القوة والهيمنة الاقتصادية، تمتد أبعادها إلى أكثر من ذلك إذا تمت قراءتها باعتبار الخَلفِيَة الفكرية والتّيار الأيديولوجي للرئيس الصيني الذي عرف بقوة عزيمته ورِباطَة جَأشِهِ.
فهل نحن مقبلون على عالم جديد، معلوم الهوية السيادية لكن مجهول التطبيقات الفعلية؟ تماما كما جهلنا ولم ينبّئنا به خبير، ما كان يأتي من صحوة تنين، بعد أن انزوى لعقود وكأنه في سبات عميق!
من المعلوم أن التنانين الصينية ترمز قديماً إلى السلطان والقوة المبشّرة، وخصوصاً التحكم في المياه والأمطار والأعاصير والفيضانات. ويرمز التنين أيضاً إلى السلطان والقوة والحظ الطيب، وقد اعتاد إمبراطور الصين استخدام التنين بهذا المعنى ليرمز إلى سلطاته الإمبراطورية وقوته البالغة.
فمثله يضرب بين قوة السلاطين وطيب الحظ، ورمزه يشير للتحكم في المياه والأمطار والأعاصير والفياضانات، فما بالك لو اجتمع ذلك كله مع قوة التحكم في مصادر الطاقة والغذاء، والسلاح النووي، والعتاد البشري، والذكاء الاصطناعي، والتطور التكنولوجي، كيف سنكون من ذلك؟ هل في عالم أفضل أم دون ذلك؟