لا أحد منا نحن معشر الكتاب والصحفيين قال أو يقول إن أي حكومة لا تقع في أخطاء، فأي حكومة هي بشر وأعضاؤها يعملون لذا فإن الطبيعي هو أن تحدث الأخطاء، لكن قياساً إلى «صحها» وإنجازاتها فإن أخطاءها تظل قليلة لأنها تدار بشكل صحيح ومتابعة من قبل حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه ومراقبة من قبل النواب. نحن ننتقدها ولكن بأسلوب حضاري حيث المراد من النقد هو التنبيه إلى الأخطاء بغية الحث على إصلاحها. وهذا سيستمر مع الحكومة الجديدة.. في المرحلة الجديدة.

لكن أخطاء أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» ويستظلون بالخارج هي الكثيرة وهي التي ينبغي عدم الاكتفاء بانتقادها وإنما فضحها. من ذلك على سبيل المثال دعوات الكراهية التي يملؤون بها الفضائيات السوسة ويستغلون من أجل الترويج لها وسائل التواصل الاجتماعي، ففي عرفهم أن كره الحكومة واجب وكره من يعمل معها واجب وكره من يمتدح إنجازاتها واجب بل في عرفهم حتى الصلاة خلف من يعمل في وظيفة حكومية أمر غير جائز.

حث العامة على الكراهية وممارستها صار جزءاً من حياة أولئك، لهذا فإن من الطبيعي أن يعتبروا كل إنجاز تحققه الحكومة دون الإنجاز ويعتبروا كل من يشيد بتلك الإنجازات منافقاً وخائناً وحكومياً، فكيف بمن يوثقها؟

في عرفهم أن انتقاد الحكومة يكون بالصراخ وبالقول إنها لم تعمل ولم تحقق شيئاً وأن كل ما حققته لا قيمة له، وفي عرفهم أن انتقاد الحكومة يكون بالمقارنة بين فعلها وفعل حكومات أخرى يتوفر لها ما لا يتوفر لهذه الحكومة وتعيش ظروفاً مختلفة.

في عرفهم أن كل ما يخالف رأيهم ونظرتهم غير صحيح وأنهم الأقدر على إدارة الأمور، لهذا فإننا ننتقدهم وننتقد سوء تفكيرهم ومواقفهم وتصريحاتهم ونوفر الدليل على ذلك ونقول إنهم سيظلون في هذه الحال إلى أمد بعيد ولن ينتبهوا إلى أخطائهم إلا بعد أن ينفضّ عنهم من يستظلون بظله.