تعيش مملكة البحرين هذه الأيام احتفالاتها بأعيادها الوطنية، إحياءً لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح، وذكرى تولي حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، مقاليد الحكم.

وهذه الأعياد الوطنية تمثل فرصة لتسليط الضوء على الإنجازات والمكتسبات التي حققتها مملكة البحرين في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، بفضل سياسة جلالته التي تنطلق من مبادئ سامية وحضارية، تحقق آمال وتطلعات شعب البحرين الذي يرى في جلالته الحاضر السعيد والمستقبل المشرق، الذي يقود البحرين إلى آفاق واسعة تحقق لشعبه الوفي كل الخير والسعادة، ولأمته العربية والإسلامية مزيداً من المساهمات الإيجابية والفعلية لنصرة قضاياها المصيرية وتحقيق الاكتفاء والمساهمة في التنمية بمختلف أوجهها، كما جعلت من البحرين أكثر مساهمة وفاعلية في المنظومة الدولية التي أثبتت مملكة البحرين عبر تاريخها الثري بأنها جديرة بهذا الدور.

وتأتي الأعياد الوطنية في هذا العام مباشرة بعد انتهاء العرس الديمقراطي الذي شهدته المملكة من خلال الانتخابات النيابية والبلدية التي جرت خلال شهر نوفمبر الماضي، والتي حققت نسبة مشاركة شعبية كبيرة خيبت آمال من سعى للمقاطعة، ولاشك بأن هذا النجاح الباهر للانتخابات جاء بفضل الله ومن ثم حرص جلالة الملك المعظم على المشاركة الشعبية في نهج جلالته وسياسته الحكيمة، وهو دليل راسخ على مدى ثقة جلالته بشعبه وإيمانه بهذه السياسة المباركة.

وقد رسمت الكلمة السامية التي ألقاها حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم في افتتاح دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي السادس للمجلس الوطني، معالم المرحلة المقبلة ومواصلة عملية التطوير والبناء، والتأكيد على سياسة البحرين المتوازنة التي ترتكز على نهج السلام وإرساء الأمن والاستقرار وتعزيز حقوق الإنسان، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وحماية البيئة من خلال تعاونها الوثيق مع الأمم المتحدة.

ولابد لنا في هذه المناسبات الوطنية أن نستذكر بالعرفان والتقدير شهداء الواجب من رجال الأمن البواسل الذين ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن الوطن، وصوناً للأرواح والممتلكات، لكي ينعم الجميع بالسكينة والاستقرار، وكذلك شهداء البحرين الأبرار الأوفياء من رجال قوة دفاع البحرين ممن كان لهم شرف المشاركة في عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل ضمن قوات التحالف العربي الجمهورية العربية اليمنية من أجل إعادة الاستقرار للبلد الشقيق ودحر الميلشيات المدفوعة من الخارج لزعزعة استقرار هذا البلد العربي، مستهدفة بذلك أمن واستقرار دولنا الخليجية وكانوا مثالاً رائعاً في التضحية وسيذكرهم التاريخ بكل فخر واعتزاز وسوف يكونون بإذن الله تعالى قدوة للأجيال القادمة من أبناء البحرين الأوفياء في الدفاع عن الحق ونصرة قضايا أمتهم العربية.

ولا يفوتنا تهنئة معالي وزير الداخلية وكافة منتسبي الوزارة بمناسبة يوم الشرطة البحرينية الذي يمثل فرصة للاحتفاء برجال الأمن البواسل، ويمثل فرصة طيبة للتعبير عن التقدير والعرفان بدور وإسهامات الشرطة البحرينية في المحافظة على مقدرات الوطن العزيز.