اليوم سأكتفي بقصة قصيرة خفيفة لطيفة لا يهم أن فيها معنى أو لا لأن الذوق العام ذلك لا يهتم، سيهتم للقشرة ويترك البصلة سيهتم للإصبع ويترك ما يشير إليه ذلك الإصبع.
المهم، تقول قصتنا إنه كان هناك قرية صغيرة يسكنها عدد كبير من الناس وجلهم مزارعون، وهذه القرية أصابها قحط لعدة سنوات حتى أصبحت تندر بزرعها وخيرها وأصبح كل ما تحصده بالكاد يسد حاجة أهلها الأساسية.
وكان في القرية بئر قديم يملكه شاب ورثه عن أبيه، إلا أن البئر كانت مطمورة لسنوات طويلة ولم يكن أحد من أهل القرية يرجو خيراً منها. وفي الفترة الأخيرة أصبح وضع القرية وأهلها صعباً جداً بسبب ندرة الماء، وهنا قرر الشاب مساعدة أهل القرية من باب الشهامة والنخوة بأن يبحث عن الماء في البئر.
وفي صباح اليوم الثاني بدا الشاب بإزاحة الحجارة الكبيرة عن فوهة البئر وحده، والناس تقف للحظات وتنظر إليه منهم من صمت وغادر دون أي إضافة ومنهم من وصفه بالمجنون الذي يبحث عن السراب لأن البئر ردمت من عشرات السنين بسبب نضوب الماء فيها.
الشاب واصل العمل واستمر على هذا الحال لعدة أسابيع، والناس زاد يقينها بأن البئر لا خير يرجى منها، وأن الشاب يضيع وقته ومجهوده في المكان الخاطئ، وبعد فترة بدأت الناس تتجه إلى اتجاه آخر، منهم من كان يتجمع بالقرب من البئر فارشاً المكان مع أصحابه للنكتة والسخرية، ومنهم من كان يزعج الشاب بأن يرمي عليه الحجارة وسكب الرمل في البئر أثناء انشغال الشاب في مكان آخر.
ومع الوقت أصبح المكان مكاناً لتجمع الناس وأصبح حوله سوق للسيارة، وأصبح أهل القرى المجاورة تزور المكان للتسلية والتسوق، وأصبح يطلق على الساحة ساحة بئر المجنون، وازدهرت القرية بالمتطفلين والسخفاء والحمقى الذي أصبح بالنسبة لهم المكان مكان تسلية فقط.
وفي يوم من الأيام أصبح أهل القرية على خبر صدمهم جميعاً، بأن الشاب ترك أعمال الحفر والبحث بعد أن أدرك في الأخير بأن البئر لا ماء فيها، وأنه حاول تقديم المساعدة لأهل قريته وأهله، الذين تركوا كل ما هو إيجابي وتعلقوا في السلبيات، وهنا قال الشاب كلمة لأهل القرية «طز فيكم»، موتوا بعطشكم وأنتم تكتبون النكات والتعليقات السخيفة على صفحتي في «الإنستغرام» فأنا ذاهب بعيداً عن مشاكلكم واهتماماتكم.
القصة هي قصة فقط وقد تتشابه فيها الحبكات والأحداث، أما العالم الواقعي الذي نعيشه، العالم الذي أصبح يركز على أمور ثانوية ويترك صلب الموضوع، عالم يبحث عن الإثارة والفضول وفرصة ليفرغ سلبياته، وساحة بئر المجانين أو مواقع التواصل الاجتماعي هي المكان المناسب له.
المهم، تقول قصتنا إنه كان هناك قرية صغيرة يسكنها عدد كبير من الناس وجلهم مزارعون، وهذه القرية أصابها قحط لعدة سنوات حتى أصبحت تندر بزرعها وخيرها وأصبح كل ما تحصده بالكاد يسد حاجة أهلها الأساسية.
وكان في القرية بئر قديم يملكه شاب ورثه عن أبيه، إلا أن البئر كانت مطمورة لسنوات طويلة ولم يكن أحد من أهل القرية يرجو خيراً منها. وفي الفترة الأخيرة أصبح وضع القرية وأهلها صعباً جداً بسبب ندرة الماء، وهنا قرر الشاب مساعدة أهل القرية من باب الشهامة والنخوة بأن يبحث عن الماء في البئر.
وفي صباح اليوم الثاني بدا الشاب بإزاحة الحجارة الكبيرة عن فوهة البئر وحده، والناس تقف للحظات وتنظر إليه منهم من صمت وغادر دون أي إضافة ومنهم من وصفه بالمجنون الذي يبحث عن السراب لأن البئر ردمت من عشرات السنين بسبب نضوب الماء فيها.
الشاب واصل العمل واستمر على هذا الحال لعدة أسابيع، والناس زاد يقينها بأن البئر لا خير يرجى منها، وأن الشاب يضيع وقته ومجهوده في المكان الخاطئ، وبعد فترة بدأت الناس تتجه إلى اتجاه آخر، منهم من كان يتجمع بالقرب من البئر فارشاً المكان مع أصحابه للنكتة والسخرية، ومنهم من كان يزعج الشاب بأن يرمي عليه الحجارة وسكب الرمل في البئر أثناء انشغال الشاب في مكان آخر.
ومع الوقت أصبح المكان مكاناً لتجمع الناس وأصبح حوله سوق للسيارة، وأصبح أهل القرى المجاورة تزور المكان للتسلية والتسوق، وأصبح يطلق على الساحة ساحة بئر المجنون، وازدهرت القرية بالمتطفلين والسخفاء والحمقى الذي أصبح بالنسبة لهم المكان مكان تسلية فقط.
وفي يوم من الأيام أصبح أهل القرية على خبر صدمهم جميعاً، بأن الشاب ترك أعمال الحفر والبحث بعد أن أدرك في الأخير بأن البئر لا ماء فيها، وأنه حاول تقديم المساعدة لأهل قريته وأهله، الذين تركوا كل ما هو إيجابي وتعلقوا في السلبيات، وهنا قال الشاب كلمة لأهل القرية «طز فيكم»، موتوا بعطشكم وأنتم تكتبون النكات والتعليقات السخيفة على صفحتي في «الإنستغرام» فأنا ذاهب بعيداً عن مشاكلكم واهتماماتكم.
القصة هي قصة فقط وقد تتشابه فيها الحبكات والأحداث، أما العالم الواقعي الذي نعيشه، العالم الذي أصبح يركز على أمور ثانوية ويترك صلب الموضوع، عالم يبحث عن الإثارة والفضول وفرصة ليفرغ سلبياته، وساحة بئر المجانين أو مواقع التواصل الاجتماعي هي المكان المناسب له.