مع اقتراب العودة إلى المدارس بداية كل فصل دراسي تبدأ المكتبات والمحال التجارية الكبرى بتوفير المستلزمات من القرطاسية وطرحها في السوق لتغطية متطلبات هذه العودة وما يرافقها من طلبات، وكما كل عام يشتكي أولياء الأمور من الارتفاع المستمر لأسعار القرطاسية التي تحتاج من ولي الأمر أن يخصص ميزانية ويدخرها لهذا اليوم خصوصاً إذا ما كان لديه عدد من الأبناء في عدة مراحل دراسية بلاشك تثقل كاهله وترهق ميزانيته التي بالكاد تغطي مصاريفه والتزاماته المعيشية للأسرة، هذه الشكوى يرد عليها أصحاب المكتبات والمحلات بأن الأسعار ترتفع سنة عن أخرى بسبب ارتفاع أسعار الشحن، نطرح هنا رأي الجانبين من باب الحياد، أصحاب المجال التجارية، وأولياء الأمور الذين كانوا في الأعوام السابقة يشترون ما يكفيهم للعام بأكمله حينما كانت الأسعار تناسب جميع الطبقات وفي متناول الجميع، إلا أنه خلال هذا العام لا يمكنه أن يشتري سوى عدة قطع بالكاد تمكّن الطالب أن يسيّر بها أموره في أول الأيام الدراسية.حقيقة أحرص دائماً في الكتابة عن القضايا التي تلامس هموم المواطن البسيط والتي أسمع شكاوى الناس التي تتداول في المجالس والملتقيات الاجتماعية والتعليقات في وسائل التواصل الاجتماعي مع بداية أي موسم كموسم العودة للمدارس أو مواسم المناسبات مثل شهر رمضان والأعياد وغيرها والتي تتطلب من رب الأسرة توفيرها وهي مكلفة بالنسبة له وتزيد العبء المادي عليه بشكل كبير يفوق قدرته في تأمين الاحتياجات المختلفة للأبناء، وأصبح ذلك بالنسبة لأولياء الأمور هو الشغل الشاغل لهم فيما يتعلق بتوفير الاحتياجات المعيشية ومنها التعليمية للأبناء وخصوصاً عند الأسر ذات الدخل المحدود والمتوسط لاسيما شريحة المتقاعدين الذين يعانون الأمرين ولا يمكن أن ننكره أو نتجاهله، فالحياة أصبحت صعبة ولم يعد السوق كما كان، وبالتالي لابد من يتم التفكير مليّاً في زيادة رواتب الموظفين وتحسين حياتهم والاهتمام بالفئات من الشعب خصوصاً المتقاعدين منهم الذين لا يمكنهم الوفاء بالالتزامات وتوفير متطلبات واحتياجات الأبناء.وحتى مع بدء العام الدراسي وانتظام الدراسة نرى أن المكتبات ترفع أسعار البحوث والتقارير المصوّرة لجميع المراحل التعليمية وحتى أسعار الطباعة التي ترهق وتثقل ميزانية رب الأسرة والتي يعاني منها طوال العام، وهنا أسجل الشكر والتقدير لسعادة وزير التربية والتعليم الدكتور محمد مبارك جمعة الذي خفف الأعباء على الطلبة وأولياء أمورهم في توجيهاته بعدم طباعة المهام الموكلة للطلبة في المكتبات والاكتفاء بكتابتها وإرسالها إلكترونياً أو تسليمها يدوياً للمعلمين، وليس ذلك فقط بل إن سعادة الوزير وجّه بالإضافة إلى ذلك تقليص عدد الأنشطة التقويمية وتقليل عدد المهام المكلّف بها كل طالب، والدور هنا يأتي على الهيئات التعليمية في المدارس في الرقابة ومتابعة ذلك من قبل المدرسين.همسةحقيقة ما يقوم به سعادة الدكتور محمد مبارك جمعة منذ تسلّمه حقيبة وزارة التربية والتعليم وبشهادة الجميع يستحق الإشادة باتخاذه عدداً من القرارات التي تصب في صالح العملية التعليمية ومصلحة الطالب، ولدي اقتراح نتمنى من سعادة الوزير دراسته وهو أن يتم تثبيت مبلغ على شكل كوبونات بداية كل عام دراسي لشراء القرطاسية كما حدث بداية العام الماضي والذي لاقى استحسان أولياء الأمور.