ها نحن اليوم في الرابع من شهر شعبان الكريم، وهو شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان كما أخبر الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام، وهو شهر يصوم الرسول صلى الله عليه وسلم معظم أيامه وخاصة الاثنين والخميس، ولما سئل عن ذلك قال: «هذان يومان ترفع فيهما الأعمال إلى الله، وأحب أن ترفع فيه أعمالي وأنا صائم».. كما أن صيام شعبان هو بمثابة تمرين على صيام شهر رمضان.
وقد استنبط الحافظ ابن رجب من هذا الحديث بعض معان دقيقة وفوائد جليلة وهي:
أولاً: أنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، يشير إلى أنه لما اكتنفه شهران عظيمان الشهر الحرام وشهر الصيام اشتغل الناس بهما عنه، فصار مغفولاً عنه، وكثير من الناس يظن أن صيام رجب أفضل من صيامه لأنه شهر حرام وليس كذلك لما روي عن عائشة قالت: ذكر لرسول الله ناس يصومون رجباً. فقال: «فأين هم عن شعبان؟».
ثانياً: وفي قوله عليه الصلاة والسلام: «يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان» إشارة إلى أن بعض ما يشتهر فضله من الأزمان أو الأماكن أو الأشخاص قد يكون غيره أفضل منه، إما مطلقاً أو لخصوصية فيه لا يتفطن لها أكثر الناس فيشتغلون بالمشهور عنه، ويفوتون تحصيل فضيلة ما ليس بمشهور عندهم.
ثالثاً: فيه دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، وأن ذلك محبوب لله عز وجل، كما كان طائفة من السلف يستحبون إحياء ما بين العشاءين بالصلاة ويقولون: هي ساعة غفلة، ولذلك فضل القيام في وسط الليل المشمول الغفلة لأكثر الناس فيه عن الذكر. فكذلك من يصوم في أيام غفلة الناس عن الصيام.
فشهر شعبان من الأشهر العظيمة التي تحمل العديد من الفضائل والخيرات والرّحمات والبركات، وقيل في ليلة النّصف من شعبان العديد من الأقوال، كما رويت فيها الكثير من الأحاديث، لكنّ أهل العلم قد ضعّفوا معظم هذه الأحاديث فهي لا تصحّ للعمل بها أو الاحتجاج بها، ومن هذه الأحاديث ما يقول: «إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن»، والصّحيح أنّ هذا الأمر ليس خاصاً بليلة النّصف من شهر شعبان، بل إنّه أمر يحدث في كلّ ليلةٍ في الثّلث الأخير من الليل، وهذه الليلة داخلةٌ في هذا الأمر، فلم يصحّ في خصوصيّة ليلة النصف من شعبان شيء.
ومن البدع التي اقترنت بشهر شعبان القيام بصلاة ست ركعات في ليلة النصف من شعبان وذلك بهدف دفع جميع المصائب، كما أن هناك اعتقاداً خاطئاً عند البعض وهو أن ليلة النصف من شعبان هي ليلة القدر، وهذا اعتقاد باطل تماماً لقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: «إنا أنزلناه في ليلة القدر»، وبالتالي يتضح أن ليلة القدر تكون بشهر رمضان ولا تكون في شعبان.
وعندما كنا صغاراً كنا نسمع «خرخشة» في البيت العود بمجرد دخول شعبان، فكان الوالد -رحمه الله- يجهز «ماجلة» رمضان مبكراً ويملأ مطبخ المنزل بحب الهريس وطحين اللقيمات والكباب والخنفروش، وكانت الوالدة -رحمها الله- تعد العدة لدخول رمضان الذي يدق الأبواب كأفضل ضيف قادم، فكانت تنقي الحب في حوش البيت هي وصويحباتها من نساء الفريج من الشوائب، كما ينظفن الأرز الذي يعتبر الوجبة الرئيسة في فطور رمضان بجانب الثريد والجلي والمحلبية.
فأهلاً وسهلاً بشعبان ومن بعده رمضان.
وقد استنبط الحافظ ابن رجب من هذا الحديث بعض معان دقيقة وفوائد جليلة وهي:
أولاً: أنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، يشير إلى أنه لما اكتنفه شهران عظيمان الشهر الحرام وشهر الصيام اشتغل الناس بهما عنه، فصار مغفولاً عنه، وكثير من الناس يظن أن صيام رجب أفضل من صيامه لأنه شهر حرام وليس كذلك لما روي عن عائشة قالت: ذكر لرسول الله ناس يصومون رجباً. فقال: «فأين هم عن شعبان؟».
ثانياً: وفي قوله عليه الصلاة والسلام: «يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان» إشارة إلى أن بعض ما يشتهر فضله من الأزمان أو الأماكن أو الأشخاص قد يكون غيره أفضل منه، إما مطلقاً أو لخصوصية فيه لا يتفطن لها أكثر الناس فيشتغلون بالمشهور عنه، ويفوتون تحصيل فضيلة ما ليس بمشهور عندهم.
ثالثاً: فيه دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، وأن ذلك محبوب لله عز وجل، كما كان طائفة من السلف يستحبون إحياء ما بين العشاءين بالصلاة ويقولون: هي ساعة غفلة، ولذلك فضل القيام في وسط الليل المشمول الغفلة لأكثر الناس فيه عن الذكر. فكذلك من يصوم في أيام غفلة الناس عن الصيام.
فشهر شعبان من الأشهر العظيمة التي تحمل العديد من الفضائل والخيرات والرّحمات والبركات، وقيل في ليلة النّصف من شعبان العديد من الأقوال، كما رويت فيها الكثير من الأحاديث، لكنّ أهل العلم قد ضعّفوا معظم هذه الأحاديث فهي لا تصحّ للعمل بها أو الاحتجاج بها، ومن هذه الأحاديث ما يقول: «إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن»، والصّحيح أنّ هذا الأمر ليس خاصاً بليلة النّصف من شهر شعبان، بل إنّه أمر يحدث في كلّ ليلةٍ في الثّلث الأخير من الليل، وهذه الليلة داخلةٌ في هذا الأمر، فلم يصحّ في خصوصيّة ليلة النصف من شعبان شيء.
ومن البدع التي اقترنت بشهر شعبان القيام بصلاة ست ركعات في ليلة النصف من شعبان وذلك بهدف دفع جميع المصائب، كما أن هناك اعتقاداً خاطئاً عند البعض وهو أن ليلة النصف من شعبان هي ليلة القدر، وهذا اعتقاد باطل تماماً لقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: «إنا أنزلناه في ليلة القدر»، وبالتالي يتضح أن ليلة القدر تكون بشهر رمضان ولا تكون في شعبان.
وعندما كنا صغاراً كنا نسمع «خرخشة» في البيت العود بمجرد دخول شعبان، فكان الوالد -رحمه الله- يجهز «ماجلة» رمضان مبكراً ويملأ مطبخ المنزل بحب الهريس وطحين اللقيمات والكباب والخنفروش، وكانت الوالدة -رحمها الله- تعد العدة لدخول رمضان الذي يدق الأبواب كأفضل ضيف قادم، فكانت تنقي الحب في حوش البيت هي وصويحباتها من نساء الفريج من الشوائب، كما ينظفن الأرز الذي يعتبر الوجبة الرئيسة في فطور رمضان بجانب الثريد والجلي والمحلبية.
فأهلاً وسهلاً بشعبان ومن بعده رمضان.