وجهة نظر لافتة طرحها واحد من المتحدثين في الشأن السياسي عبر «اليوتيوب» دافع من خلالها عن بلاده مصر وسياستها تستحق الوقوف عندها وملخصها أنك كمواطن تنتمي إلى هذه البلاد يحق لك أن تنتقد سياستها، تقبلها أو تتخذ منها موقفاً أو ترفضها ولكن ليس من حقك أن تنتقد وتقبل أو ترفض سياسة دولة لا تنتمي إليها لأن هذا من حق المنتمين إليها فقط، وفي المقابل ليس من حق الآخرين أن ينتقدوا ويقبلوا أو يرفضوا سياسة البلاد التي تنتمي إليها أنت. حقك ينحصر فقط في الإشادة بالخطوات الإيجابية والمشاريع المفيدة التي تحققها الدول الأخرى، وحقهم ينحصر فقط في الإشادة بما تحققه بلادك. واختصر فكرته بقوله «وانت مال أمك؟» وضرب مثلاً بمهام مجالس النواب وقال إن النواب في كل بلدان العالم يناقشون وينتقدون سياسة حكوماتهم ويحاسبونها ولكنهم لا يتجاوزون إلى انتقاد سياسة الدول الأخرى لأنها ببساطة لا تعنيهم ولأن قيامهم بمثل هذا الأمر يعتبر تدخلاً مرفوضاً في الشؤون الداخلية لتلك الدول.المتابعون لإعلام أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة وفي ثورة» يلاحظون أنهم يعتبرون حق نقد السياسة الداخلية للبلاد التي «ينتمون» إليها حقاً لكل مخدوع بهم أو متعاطف معهم أو ممول لهم أو مستفيد منهم فيفتحون له كل الأبواب ليقول عنها ما يشاء ويشاؤون وكأن هذه البلاد ولدتهم ونسيتهم.لا يفتحونها فقط للذين لديهم شيء من العلم والخبرة في عالم السياسة من الحاقدين على بلادنا ولكن حتى للمذيعين الأجانب الذين تنحصر علاقتهم بهم في تقديم البرامج وأخذ مقابل مادي عن عملهم، فهؤلاء أيضاً مسموح لهم بانتقاد سياسة بلادنا الداخلية وقراراتها ومواقفها بل إنهم يصفقون لهم عندما يقللون من قيمة وأهمية كل خطوة تقوم بها حكومتنا ويقولون ذلك بحماس، الأمر الذي يستوجب الرد عليهم بالقول «وانت مال أمك؟»!ملحوظة، معلوماتي أن عبارة «وانت مال أمك؟» ليست شتيمة ويقابلها لدينا «وانت شيخصك؟».