في أقل من أسبوع من الآن سنستقبل شهر رمضان المبارك.. هذا الشهر الذي أخبرنا عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم أن أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار.
ورمضان كما هو معروف لدى الجميع هو شهر الصوم، وهو شهر الامتناع عن الطعام والشراب لمدة تزيد عن ست عشرة ساعة في اليوم، ومع ذلك فإن أوزاننا تزيد في شهر رمضان عن بقية الشهور.. والسبب هو أننا خلال الفترة من بعد أذان المغرب وحتى قرب أذان الفجر لا نتوقف عن إدخال الطعام على الطعام فتمتلئ كروشنا بما لذ وطاب من خيرات رمضان.
نبدأ الفطور بحبات قليلة من التمر ونحتسي كوباً من الماء أو العصير ثم نذهب لصلاة المغرب في المساجد، لكننا بعد أن نفرغ من الصلاة نلتقي ببوادي الثريد المليئة باللحم وبصواني الأرز مع الدجاج أو اللحم، وبأطباق الهريس المشرّب بلحم البقر، و«هات يا أكل» نأكل حتى نستلقي على ظهورنا من كثرة ما أكلنا، وكأننا خرجنا للتو من مجاعة.. ويا ليتنا نكتفي بذلك، بل يأتي بعده دور الحلويات من محلبية وكستر البيض واللقيمات والخنفروش وغيرها من أصناف الحلويات، ثم نتبع كل ذلك بشرب أكواب الشاي والقهوة والعصائر المحلاة حتى إننا نصلي صلاة العشاء والتراويح بكل تثاقل من فرط ما بلعناه من طعام وشراب.
وما أن ننتهي من صلاة العشاء والتراويح حتى تبدأ الزيارات العائلية، فالأقربون أولى بالمعروف، وليت هذه الزيارات اكتفت بالأحاديث الودية وشرب الشاي والقهوة، لكن ربة البيت تصر على تقديم ما طبخته بيديها من أكلات رمضانية شهية، «وهات يا أكل» مرة أخرى فعليك أن تأكل من كل الأصناف وتبدي إعجابك بما أكلت حتى تثلج صدر قريبتك التي تزورها.
وهكذا فإننا قد حولنا شهر رمضان المبارك من شهر للصيام والتقوى إلى شهر للأكل والشراب حتى «نفطس» ويخرج الأكل من عيوننا ومن تحت أهدابنا ومن بين أظافرنا.
وعندما كنا صغاراً قبل أكثر من ستين عاماً لم تكن حينذاك سماعات وتلفزيونات توصل صوت أذان المغرب للصائمين في بيوتهم، فقد كان الأهل يرسلوننا للوقوف بالقرب من مسجد المسلم الذي كان مؤذنه الخال عبدالله البنزايد رحمه الله، حتى إذا ما أذن المؤذن أطلقنا سيقاننا للريح ونحن نردد «أذّن.. أذّن يالمذّن.. ترى الصيام يواعة».
كانت ليالي رمضان تعني الكثير في رمضان للكبار والصغار، فالكبار بعد أن ينتهوا من صلاة التراويح ينتشرون في مجالس الحي لتبادل الأحاديث وتناول ما لذّ وطاب من طعام وشراب، وكانت بعض المجالس تخصص بعض ساعات الليل لقراءة القرآن الكريم.. وكان الجميع يحرصون على قراءة القرآن في كل وقت وحين وفي أطراف الليل والنهار لجمع ما يمكن جمعه من «ختمات» يثوّب بها في الليالي الأخيرة من الشهر الفضيل.
وكنا كأطفال نستمتع بليالي رمضان في لعب «الصعقير» و«غزالة بزالة» و«الخشيشة».. وكانت الفتيات يلعبن لعبة «السكينة» و«الخبصة» و«تجهيز العروس».
وكان السهر إلى وقت السحور ديدن الجميع كباراً وصغاراً حتى إذا سمعنا دقات طبل المسحر خلدنا إلى بيوتنا لتناول السحور ثم الذهاب لأداء صلاة الفجر والاستعداد لصوم يوم جديد.
فما أحلى رمضان.. وما أحلى أيامه ولياليه.
ورمضان كما هو معروف لدى الجميع هو شهر الصوم، وهو شهر الامتناع عن الطعام والشراب لمدة تزيد عن ست عشرة ساعة في اليوم، ومع ذلك فإن أوزاننا تزيد في شهر رمضان عن بقية الشهور.. والسبب هو أننا خلال الفترة من بعد أذان المغرب وحتى قرب أذان الفجر لا نتوقف عن إدخال الطعام على الطعام فتمتلئ كروشنا بما لذ وطاب من خيرات رمضان.
نبدأ الفطور بحبات قليلة من التمر ونحتسي كوباً من الماء أو العصير ثم نذهب لصلاة المغرب في المساجد، لكننا بعد أن نفرغ من الصلاة نلتقي ببوادي الثريد المليئة باللحم وبصواني الأرز مع الدجاج أو اللحم، وبأطباق الهريس المشرّب بلحم البقر، و«هات يا أكل» نأكل حتى نستلقي على ظهورنا من كثرة ما أكلنا، وكأننا خرجنا للتو من مجاعة.. ويا ليتنا نكتفي بذلك، بل يأتي بعده دور الحلويات من محلبية وكستر البيض واللقيمات والخنفروش وغيرها من أصناف الحلويات، ثم نتبع كل ذلك بشرب أكواب الشاي والقهوة والعصائر المحلاة حتى إننا نصلي صلاة العشاء والتراويح بكل تثاقل من فرط ما بلعناه من طعام وشراب.
وما أن ننتهي من صلاة العشاء والتراويح حتى تبدأ الزيارات العائلية، فالأقربون أولى بالمعروف، وليت هذه الزيارات اكتفت بالأحاديث الودية وشرب الشاي والقهوة، لكن ربة البيت تصر على تقديم ما طبخته بيديها من أكلات رمضانية شهية، «وهات يا أكل» مرة أخرى فعليك أن تأكل من كل الأصناف وتبدي إعجابك بما أكلت حتى تثلج صدر قريبتك التي تزورها.
وهكذا فإننا قد حولنا شهر رمضان المبارك من شهر للصيام والتقوى إلى شهر للأكل والشراب حتى «نفطس» ويخرج الأكل من عيوننا ومن تحت أهدابنا ومن بين أظافرنا.
وعندما كنا صغاراً قبل أكثر من ستين عاماً لم تكن حينذاك سماعات وتلفزيونات توصل صوت أذان المغرب للصائمين في بيوتهم، فقد كان الأهل يرسلوننا للوقوف بالقرب من مسجد المسلم الذي كان مؤذنه الخال عبدالله البنزايد رحمه الله، حتى إذا ما أذن المؤذن أطلقنا سيقاننا للريح ونحن نردد «أذّن.. أذّن يالمذّن.. ترى الصيام يواعة».
كانت ليالي رمضان تعني الكثير في رمضان للكبار والصغار، فالكبار بعد أن ينتهوا من صلاة التراويح ينتشرون في مجالس الحي لتبادل الأحاديث وتناول ما لذّ وطاب من طعام وشراب، وكانت بعض المجالس تخصص بعض ساعات الليل لقراءة القرآن الكريم.. وكان الجميع يحرصون على قراءة القرآن في كل وقت وحين وفي أطراف الليل والنهار لجمع ما يمكن جمعه من «ختمات» يثوّب بها في الليالي الأخيرة من الشهر الفضيل.
وكنا كأطفال نستمتع بليالي رمضان في لعب «الصعقير» و«غزالة بزالة» و«الخشيشة».. وكانت الفتيات يلعبن لعبة «السكينة» و«الخبصة» و«تجهيز العروس».
وكان السهر إلى وقت السحور ديدن الجميع كباراً وصغاراً حتى إذا سمعنا دقات طبل المسحر خلدنا إلى بيوتنا لتناول السحور ثم الذهاب لأداء صلاة الفجر والاستعداد لصوم يوم جديد.
فما أحلى رمضان.. وما أحلى أيامه ولياليه.