نحمد الله الذي منحنا من عظيم فضله، فبدءاً من بداية شهر ديسمبر إلى الآن وأفراحنا الوطنية متوالية، والسعادة تغمر أجواء البحرين، والابتسامة ترتسم على وجوه الجميع، وعشنا أياماً وطنية بدأت بيوم المرأة البحرينية، وعيد الشرطة، والأعياد الوطنية، والفعاليات المتميّزة التي أُقيمت في كل أرجاء البحرين، والتي جمعتنا جميعاً في جو وطني بهيج بمشاركة المقيمين وأشقائنا الخليجيين الذين كان حضورهم لافتاً جداً في هذه الفترة، وجاء كأس الخليج لينقلنا إلى موضع سعادة آخر، فلقد تابع الجميع المستوى المشرّف لأبطال منتخب كرة القدم، الذين رجعوا بالكأس، وعشنا معهم أروع أسبوعين من الحماس، ورجع أبطالنا بالكأس محقّقين مُنجزاً مشرّفاً، وزينّت مسيرات الفرح شوارع البحرين في صورة رائعة تسطّر ملحمة وطنية جديدة.

وأضع أمام متخذي القرار مجموعة من الملاحظات لضمان استدامة النجاحات:

أولاً: تنفيذ مشروع المدينة الرياضية، حيث طالعنا الإعلام البحريني بأن المشروع يهدف إلى بناء مدينة رياضية تحتوي على استاد رياضي يستوعب 50 ألف متفرج شاملة ملاعب تدريب، وملعباً ومضماراً لألعاب القوى ومواقف السيارات ومركزاً إعلامي. وأوضح الخبر بأن مشروع المدينة الرياضية يهدف كذلك إلى بناء صالة متعدّدة الاستخدامات تتّسع لـ10 آلاف متفرّج، وصالات للألعاب الفردية ومسابح أولمبية بما في ذلك البنية التحتية والأعمال الخارجية ومباني المرافق والخدمات المصاحبة للمدينة، وكذلك ستضمّ المدينة مجمّعاً تجارياً وفنادق.

وأشار الخبر إلى أن الحكومة خصّصت 48,7 مليون دينار خلال العام 2023 لصالح المشروع، بالإضافة إلى 52,1 مليون دينار في العام 2024، أي ما مجموعه 100,8 ملايين دينار وذلك لبدء أعمال المشروع. فأين وصلت أعمال تنفيذ المشروع وما هو التاريخ المُتوقع لافتتاحه؟؟ فالخبر أشار إلى أن المدينة الرياضية ستكون جاهزة في عام 2025.

ثانياً: عندما أسافر إلى أي دولة، أهتم كثيراً أن يكون الفندق الذي أسكنه في "سنتر" المدينة، لكي أكون قريبةً من جميع الخدمات والمرافق، وقد تساءلت كثيراً لماذا لا يكون لنا "سنتر" أو ميدان في كل محافظة يكون هو قلبها النابض!! لو افترضنا مثلاً أن "باب البحرين" هو "سنتر" محافظة المنامة!! فما هو "سنتر" محافظة المحرق؟؟ أو المحافظة الشمالية؟؟ أو الجنوبية؟؟

مثل هذه المشاريع لها فوائد اقتصادية واجتماعية وسياحية كثيرة، فعندما يكون هناك "سنتر" يكون عنصر جذب للعديد من المشاريع ويكون بمثابة القلب النابض للمحافظة.

ثالثاً: إن الفعاليات الرائعة التي أُقيمت في مملكة البحرين مؤخراً تؤكد بأن البحرين تستطيع أن تخوض مضمار التنافس السياحي في المنطقة، وتؤكد بأن هناك فرصاً ذهبية للنجاح في استقطاع مزيد من الجماهير سواء من داخل البحرين أو خارجها، ولكن لي ملاحظة بسيطة وهي دراسة أوقات الفعاليات!!! فمعظم الفعاليات انتهت قبل بدء عطلة طلبة المدارس الحكومية "عطلة الربيع"، وقبل عطلة مدارس المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية والذين يعتبرون جمهوراً مستهدفاً لفعاليات البحرين!!

أثبتت الأعداد الكبيرة من الجماهير البحرينية أنها تحبّ الاستمتاع بحضور مختلف الفعاليات، وأثبتنا بأن لدينا قدرة على جذب سياح من أشقائنا الخليجيين من مختلف الدول الخليجية، فلماذا لا تتمّ دراسة أوقات الفعاليات واستدامتها؟!!

وكل عام والبحرين وخليجنا العربي بخير وأمن وأمان، والخير مُقبل بمزيد من البشارات بإذن الله.