أيام معدودة تفصلنا عن الشهر الكريم والضيف العزيز شهر رمضان المبارك الذي تتوق إليه الأنفس المؤمنة السعيدة بحلول أيام هذا الشهر. كلمات نرددها في كل عام وسطور نكتبها من أجل أن نذكر نفوسنا بفضائل هذا الشهر، ونستذكر أيامه الجميلة في سنوات مضت، ونعد العدة لاستقباله واستثمار أوقاته في كل الخيرات التي تقربنا إلى المولى الكريم، والتي نصنع من خلالها أثراً جميلاً في داخل ذواتنا وفي الكون كله. هذا هو الشعور الجميل يراودنا جميعاً مع أثر بشائر هذا الشهر «الجميل» بكل ما تحويه الكلمة من معنى. شعور بحب ما عند الله عز وجل وعشق «الفردوس الأعلى» وإعداد العدة ليوم المعاد. فمن منى استشعر هذا الشعور وبات يجمل لحظاته بالإلحاح بالدعاء: «اللهم بلّغنا رمضان وأعنا على صيامه وقيامه، وعلى ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. اللهم سلّمنا لرمضان، وسلّم رمضان لنا، وتسلّمه منا مُتقبلاً».
الأيام سريعة والفائز هو من عرف كيف يتبصر بحاله، وكيف يرتحل إلى رمضان وهو في أحسن حال، وكيف يجدد النيات ويعقد العزم ليكون فرساناً للطاعة والعبادة وعمل الخير في خير شهور العام. فالأيام التي تسبق رمضان هي أيام إعداد وتهيئة للنفس لتكون في أحسن أحوالها، لا أن تستمر في الغفلة والركون إلى هوامش العيش بلا اعتبار بحياة من سبقنا، ولا تأمل بتلك الأرواح التي انتقلت إلى بارئها وكانت يوماً ما معنا تتلذذ بأيام رمضان وتستعد لهذه اللحظات لاستقباله والتزود من خيراته، واليوم هي تحت الثرى. ضع قائمة «نياتك في رمضان» وجهّز نفسك لتنفيذها بلا تقاعس، فالنية الخالصة الصادقة هي العبادة التي تسبق العمل، وهي الدافع النفسي حتى تقبل على صالح الأعمال وأعمال الخير في رمضان، وإن حدث وحبسك حينها حابس ما عن القيام بها بلا تعمد، فأنت بإذن الله عز وجل على خير وطاعة وكتب لك أجرها. قائمة نياتك تشمل المحافظة على الصلوات أولاً ثم أداء صلاة التراويح كاملة «فمن صلّى مع الإمام حتى ينصرف كتبت له قيام ليلة»، وقراءة القرآن بتدبر، وسائر العبادات من صدقة وإفطار صائم «فمن فطر صائماً كان له مثل أجره». وأداء النوافل والسنن وبخاصة سنن الصلوات المكتوبة «ما من عبد مسلم يُصلي لله كل يوم اثنتي عشرة ركعة غير الفريضة، إلا بنى الله له بيتاً في الجنة». وقيام الليل والإحسان إلى الآخرين والمشي في الحاجات وسائر الأعمال الجليلة التي حرص عليها نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، والمظلة الشاملة لها أن نقتلع جذور الصفات المذمومة في أخلاقيات حياتنا، فرمضان مدرسة للتربية الإيمانية والأخلاقية.
أما الأسرة في رمضان فحالها يجب أن يتغير ويجدر بها أن تحتفل بقدوم الشهر وتعد العدة «للزينة النفسية» أولًا قبل زينة المكان، فهي فرصة جميلة لالتقاء أفرادها على مائدة الفطور والسحور فكلاهما بركة، وفرصة للتواصي على قراءة القرآن وتحري أوقات استجابة الدعاء، وفرصة لصلة الأرحام وتبادل الزيارات مع الأهل والأحباب، والاجتماع مع أهل الخير في صلاة التراويح التي اعتاد فيها الناس أن يجتمعوا فيها لرؤية الأحباب وأصدقاء الحياة الذين غابوا عن الأنظار لفترات من الزمن.
ارفع شعارك في رمضان «لن يسبقني إلى الله أحد» وشمّر عن سواعد الجد، واعقد العزم أن تجدد حياتك فيه، وأن تزيل الران الذي مكث طويلاً على قلبك، وأن تستشعر نعمة «الحياة» وكافة النعم التي أنعمها المولى الكريم عليك، وأن تحمد الله تعالى أن أبقاك إلى رمضان، وتلح في الدعاء أن يبلغك إياه كاملاً بصيامه وقيامه وقيام ليلة القدر. فجميلة أعمارنا برمضان الذي يكفر الخطايا «ورمضان إلى رمضان مُكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر». و«من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه».
ومضة أمل
اجعلوا رمضان مساحة خير لصنع أجمل الأثر، وولادة حياة جديدة مليئة بالخير.
الأيام سريعة والفائز هو من عرف كيف يتبصر بحاله، وكيف يرتحل إلى رمضان وهو في أحسن حال، وكيف يجدد النيات ويعقد العزم ليكون فرساناً للطاعة والعبادة وعمل الخير في خير شهور العام. فالأيام التي تسبق رمضان هي أيام إعداد وتهيئة للنفس لتكون في أحسن أحوالها، لا أن تستمر في الغفلة والركون إلى هوامش العيش بلا اعتبار بحياة من سبقنا، ولا تأمل بتلك الأرواح التي انتقلت إلى بارئها وكانت يوماً ما معنا تتلذذ بأيام رمضان وتستعد لهذه اللحظات لاستقباله والتزود من خيراته، واليوم هي تحت الثرى. ضع قائمة «نياتك في رمضان» وجهّز نفسك لتنفيذها بلا تقاعس، فالنية الخالصة الصادقة هي العبادة التي تسبق العمل، وهي الدافع النفسي حتى تقبل على صالح الأعمال وأعمال الخير في رمضان، وإن حدث وحبسك حينها حابس ما عن القيام بها بلا تعمد، فأنت بإذن الله عز وجل على خير وطاعة وكتب لك أجرها. قائمة نياتك تشمل المحافظة على الصلوات أولاً ثم أداء صلاة التراويح كاملة «فمن صلّى مع الإمام حتى ينصرف كتبت له قيام ليلة»، وقراءة القرآن بتدبر، وسائر العبادات من صدقة وإفطار صائم «فمن فطر صائماً كان له مثل أجره». وأداء النوافل والسنن وبخاصة سنن الصلوات المكتوبة «ما من عبد مسلم يُصلي لله كل يوم اثنتي عشرة ركعة غير الفريضة، إلا بنى الله له بيتاً في الجنة». وقيام الليل والإحسان إلى الآخرين والمشي في الحاجات وسائر الأعمال الجليلة التي حرص عليها نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، والمظلة الشاملة لها أن نقتلع جذور الصفات المذمومة في أخلاقيات حياتنا، فرمضان مدرسة للتربية الإيمانية والأخلاقية.
أما الأسرة في رمضان فحالها يجب أن يتغير ويجدر بها أن تحتفل بقدوم الشهر وتعد العدة «للزينة النفسية» أولًا قبل زينة المكان، فهي فرصة جميلة لالتقاء أفرادها على مائدة الفطور والسحور فكلاهما بركة، وفرصة للتواصي على قراءة القرآن وتحري أوقات استجابة الدعاء، وفرصة لصلة الأرحام وتبادل الزيارات مع الأهل والأحباب، والاجتماع مع أهل الخير في صلاة التراويح التي اعتاد فيها الناس أن يجتمعوا فيها لرؤية الأحباب وأصدقاء الحياة الذين غابوا عن الأنظار لفترات من الزمن.
ارفع شعارك في رمضان «لن يسبقني إلى الله أحد» وشمّر عن سواعد الجد، واعقد العزم أن تجدد حياتك فيه، وأن تزيل الران الذي مكث طويلاً على قلبك، وأن تستشعر نعمة «الحياة» وكافة النعم التي أنعمها المولى الكريم عليك، وأن تحمد الله تعالى أن أبقاك إلى رمضان، وتلح في الدعاء أن يبلغك إياه كاملاً بصيامه وقيامه وقيام ليلة القدر. فجميلة أعمارنا برمضان الذي يكفر الخطايا «ورمضان إلى رمضان مُكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر». و«من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه».
ومضة أمل
اجعلوا رمضان مساحة خير لصنع أجمل الأثر، وولادة حياة جديدة مليئة بالخير.