أكثر من 800 قاعدة عسكرية يتكون عدد أفرادها بين 180 إلى 200 ألف جندي وأكثر من 3 آلاف صاروخ نووي، وأحدث الطائرات المقاتلة مزودة بأرقى التقنيات التي وصلت لها البشرية، والناتج القومي المحلي لها يفوق 22.9 تريليون دولار، تملك إمبراطوريات إعلامية ضخمة وبرامج التشغيل للهواتف الذكية وأجهزة الحاسب الآلي، والآن تتقدم أكثر في مجال الذكاء الاصطناعي، وبها مراكز أبحاث متطورة وجامعات مصنفة هي الأعلى على مستوى العالم، وتملك مؤسسة فضاء دولية وتراقب العالم بأحدث الأقمار الصناعية وبها جهاز استخبارات دولي متطور يقدم معلومات ويقوم بعمليات حساسة جداً ويقال عنها دولة ضعيفة. عندما نتكلم بلغة الأرقام فالمنجم والاستعراض الشعبوي في وسائل التواصل الاجتماعي أو التلفاز يظهر على الشاشات ويقول إن الولايات المتحدة الأمريكية ضعفت وانتهت، ولكن الأرقام والنفوذ الدولي سواء اقتصادياً أو عسكرياً أو تكنولوجياً، فهي موجودة بقوة وبعمق كل منزل بالعالم إلا ما ندر، هذه هي الحقيقة التي تروج للعالم بأن أمريكا ضعيفة في حين الأرقام لا تكذب. إذا يحتاج المتلقي إلى تفسير لضعف السياسات الأمريكية في علاقاتها الخارجية، وهذا الأمر قد لا يستوعبه الحديث في المجال السياسي، فأمريكا كدولة بها منظومة متكاملة في الاستعراض السياسي، وهو «الكومبارس» وأقصد الشخصيات التي تظهر على الشاشات وتتحدث للعامة وتنفذ ما تمليه الدولة العميقة، وهذا الأمر لا يحتاج إلى أدلة، فمهما تعدد الرؤساء إلا أن سياستها واحدة لا تتغير، على سبيل المثال لا الحصر دونالد ترامب أراد الخروج من أفغانستان فتم ذلك في عصر الرئيس جو بايدن!
النقطة المهمة، أن الاستعراض الذي تقوم به أمريكا في الفترة الحالية مجرد تسلية لما هو قادم، فهي تمسك بأرواقها للنهاية، حتى ترى إلى أين ستتجه دول كالصين وروسيا، وعلى هذا الأساس ستتحرك وترمي الورقة تلو الأخرى، والدليل مؤخراً وافق مجلس النواب الأمريكي على تعديل لقانون المناخ للسماح للتنقيب على الوقود الأحفوري والهدف هو الاكتفاء الذاتي والوصول إلى القدرة على اتخاذ قرارات ضد «أوبك بلس» بأريحية، وفي نفس اللحظة تدرس الإدارة الأمريكية رفع الضرائب على السيارات الكهربائية التي لا تستخدم البطاريات صينية المنشأ، وبالتالي هي وجهت ضربة لبكين بصورة غير مباشرة.
خلاصة الموضوع، على العقول الواعية بأنها لا تتحمس كثيراً إلى سقوط أمريكا، فما يجري ما هو إلا استعراض سياسي مكشوف لدى العقلاء والمتمرسين في دراسة السياسات والعلاقات الدولية، فأمريكا ليست دولة لا تقهر لكن قدراتها وإمكانيتها تبقى هي التحدي الأكبر لمن ينافسها، فمهما كانت الصين ذات نفوذ وغيرها، ولكن الواقع والأرقام هي من تفرض نفسها، بما معنى أن أمريكا إذا أحست بتهديدها فإنها ستكشر عن أنيابها وتقول «كش ملك»، وهنا سنرى هل أمريكا ضعيفة أم لا؟
النقطة المهمة، أن الاستعراض الذي تقوم به أمريكا في الفترة الحالية مجرد تسلية لما هو قادم، فهي تمسك بأرواقها للنهاية، حتى ترى إلى أين ستتجه دول كالصين وروسيا، وعلى هذا الأساس ستتحرك وترمي الورقة تلو الأخرى، والدليل مؤخراً وافق مجلس النواب الأمريكي على تعديل لقانون المناخ للسماح للتنقيب على الوقود الأحفوري والهدف هو الاكتفاء الذاتي والوصول إلى القدرة على اتخاذ قرارات ضد «أوبك بلس» بأريحية، وفي نفس اللحظة تدرس الإدارة الأمريكية رفع الضرائب على السيارات الكهربائية التي لا تستخدم البطاريات صينية المنشأ، وبالتالي هي وجهت ضربة لبكين بصورة غير مباشرة.
خلاصة الموضوع، على العقول الواعية بأنها لا تتحمس كثيراً إلى سقوط أمريكا، فما يجري ما هو إلا استعراض سياسي مكشوف لدى العقلاء والمتمرسين في دراسة السياسات والعلاقات الدولية، فأمريكا ليست دولة لا تقهر لكن قدراتها وإمكانيتها تبقى هي التحدي الأكبر لمن ينافسها، فمهما كانت الصين ذات نفوذ وغيرها، ولكن الواقع والأرقام هي من تفرض نفسها، بما معنى أن أمريكا إذا أحست بتهديدها فإنها ستكشر عن أنيابها وتقول «كش ملك»، وهنا سنرى هل أمريكا ضعيفة أم لا؟