بادئ ذي بدء أتقدم بخالص التهنئة إلى معشر الحالاوية بدءاً من المنتسبين إلى هذا النادي الوطني وفي مقدمتهم الرئيس الأخ حسين جان وانتهاء بكل عشاق «البرتقالي» في كل مناطق المملكة على ما حققه الفريق الأول لكرة القدم من إنجاز تاريخي بالفوز ببطولة كأس جلالة الملك المعظم بقيادة مدربه العربي محمد عبدالسميع وجميع طاقمه الإداري والفني والاستشاري وعلى رأسهم «شيخ» المدربين الوطنيين خليفة الزياني الذي شكلت فرحته بهذا الإنجاز العنوان الأكبر لمعنى الولاء والانتماء..

هذه البطولة الغالية التي تحققت بعد انتظار دام ما يقارب الاثنين والأربعين عاماً لم تكن في حسابات الفريق «البرتقالي» الذي ما زال يكافح لتثبيت مقعده في دوري ناصر بن حمد الممتاز، لكنها جاءت بفضل ما يتمتع به المدرب العربي محمد عبد السميع من خبرات تدريبية متراكمة مكنته من التعامل مع مباريات الكؤوس بالطريقة والكيفية المثالية ساعدته في ذلك الجدية التي يمتاز بها لاعبو الفريق سواء الوطنيون منهم أم الأجانب والذين استطاعوا بذلك أن يجسدوا معاني مثلنا الشعبي «الميدان يا حميدان».

لقد عشنا نهائياً متميزاً من حيث الإعداد والتحضير الذي يستحق عليه اتحاد كرة القدم الشكر والثناء ومن حيث الحضور الجماهيري الغفير الذي ملأ مدرجات إستاد مدينة الشيخ خليفة الرياضية وأغلبهم من الجماهير الأهلاوية التي أعادت لنا ذكريات الزمن الجميل للنسر الأهلاوي.

لم يتوقف التميز عند هذا الحد، بل طال الجانب التحكيمي بقيادة الحكم الدولي الصاعد محمد بونفور الذي قاد المباراة إلى بر الأمان بكل جدارة واقتدار، وكان أحد نجومها البارزين، وهو ما يدعو إلى التفاؤل بعودة التألق التحكيمي الوطني.

على الصعيد الميداني تميز اللقاء بالإثارة والحماس وإن كان المستوى الفني لم يرتق إلى الطموحات، وهو أمر متوقع في مثل هذه المباريات التي غالباً ما تلعب على أدق التفاصيل. وهذا ما حدث بالفعل حين دانت السيطرة الاستحواذية للفريق الأهلاوي لكنها كانت سيطرة سلبية ضاعت خلالها أكثر من فرصة لهز الشباك الحالاوية في مقابل خطة دفاعية حالاوية محكمة قادها الكاميروني «ألن» ومن خلفه الحارس الواعد محمد عبدالرحيم واللذان كانا من أبرز نجوم المباراة التي وصلت إلى محطتها الأخيرة لتحسم بالركلات الترجيحية التي شكلت قمة الإثارة وحبس الأنفاس إلى أن تمكن قائد الفرقة الحالاوية اللاعب علي عدنان ضيف من إحراز الركلة الترجيحية العاشرة ليفجر الفرح في كل أرجاء الحالة، ويعيد هذه الكأس الغالية إلى خزينة النادي «البرتقالي» بعد غياب طويل، ويرفع بذلك من درجة التحفيز لدى زملائه اللاعبين لمواصلة الزحف نحو مناطق متقدمة وآمنة في المسابقة الأم دوري ناصر بن حمد الممتاز التي لم يتبق على نهايتها سوى خمس جولات.